كشفت مصادر أمنية ل«التحرير» عن وصول رئيس المخابرات الحربية القطرى أحمد بن ناصر بن جاسم إلى القاهرة أمس، على متن طائرة خاصة، فى زيارة سرية لم يعلن عنها من قبل، مشيرة إلى أن بن ناصر لن يلتقى نظيره مدير المخابرات الحربية، الذى لم يتم إعلامه بالزيارة. وأشارت المصادر إلى أن بن جاسم جاء إلى مصر للقاء قادة جماعة الإخوان المسلمين. وتوقعت المصادر أن تكون الزيارة السرية لرئيس المخابرات العسكرية القطرية لها علاقة بملفين، الأول الزيارة غير المعلنة لقائد فيلق القدس الإيرانى قاسم عباسى لمصر قبل أيام، حيث اجتمع بقادة الإخوان لبحث الاستفادة من الخبرة الإيرانية فى قمع المظاهرات وإنشاء جهاز أمنى مستقل. والثانى هو بحث الوساطة القطرية بين الإخوان والإمارات فى قضية الخلية الإخوانية المقبوض عليها فى الإمارات. بعد فشل الزيارة التى قام بها مدير المخابرات المصرية ومساعد الرئيس وسكرتيره لبحث هذه القضية فى أبو ظبى. وتعد هذه الزيارة هى الثانية من نوعها التى يقوم بها مدير المخابرات العسكرية القطرية لمصر، وكانت الزيارة الأولى قد تمت عقب الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، حيث وصل بن ناصر بطائرة خاصة لمصر، والتقى قادة الإخوان وعلى رأسهم نائب المرشد العام لجماعة الإخوان خيرت الشاطر. واستدعى وقتها الفريق أول عبد الفتاح السيسى الذى كان مديرا للمخابرات الحربية نظيره القطرى، وأخبره احتجاجا شديد اللهجة على تلك الزيارة، مؤكدا له أن مصر «مش سايبة»، وأن زيارة المسؤول القطرى يجب أن تتم بالتنسيق مع الأجهزة المعنية. وتأتى زيارة المسؤول القطرى بعد أقل من 48 ساعة على زيارة رئيس الوزراء القطرى لمصر، وتتزامن مع وزير الخارجية الإيرانى على أكبر صالحى، مما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول العلاقات الإخوانية مع كل من قطر وإيران وتأثيرها على الأمن القومى المصرى. خصوصا أن مثل هذه اللقاءات مع مسؤولى الأجهزة الأمنية فى قطر وإيران تتم بمعزل عن الدولة المصرية، وتجرى اللقاءات والاجتماعات بشكل سرى مع كبار المسؤولين فى جماعة الإخوان، خصوصا خيرت الشاطر.