لا تزال أصداء القبض على ما يسمى «الخلية الإخوانية» تدوي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونشر عدد من أبرز الصحف في الإمارات مقالات رأي تهاجم جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي، وتتهم أعضاءها بالجحود والغدر، في حين هاجم البعض تيارات الإسلام السياسي بشكل عام، بوصفها معادية للديمقراطية والحريات. الكاتب سالم حميد كتب في صحيفة الاتحاد يقول إن مجتمع الإمارات لا يزال يعيش «حالة الذهول والاستغراب بعدما فاجأه خبر القبض على الأطباء الثلاث، ومن بعدهم خلية العشرة، وموقف حكومتهم الإخوانية عبر تصريحات مختلف منتسبيها وقادتها الذين سارعوا مباشرة للإفصاح عن نواياهم السيئة تجاه الدولة». وقال حميد إن «المقبوض عليهم منهم من عاش زهاء الثلاثة عقود ينهل من خيرات البلاد التي احتضنته بعدما ضاق به موطنه.. لكنهم بدلا من أن يشكروا مجتمع الإمارات على ما فعل حاولوا عض اليد التي مدت لهم النعمة». وقال حميد إن المقبوض عليهم في الواقع كان يحقنون المجتمع الإماراتي ب«سموم أفكار شائهة للدين وأعراف المجتمع، يتلقونها من تنظيمهم الأساسي الذي استغل الإيواء والثقة وحسن المعاملة واختلاط أفراده بالمجتمع». استغل هؤلاء – حسب الكاتب الإماراتي – قدراتهم "لإقامة دولة الخلافة الإخوانية التي لم ينجح نموذج واحد من نماذجها التي قامت عبر تاريخ النظام الإخواني المتأسلم." وتابع أنه «بعد القبض على هذه المجموعات الغادرة حتى خرجت القيادات الإخوانية الساخطة تنتقد وتهاجم ناسية كل ما قامت به دولة الإمارات، وناسية أنها حتى الآن لم تقدم سبباً واضحاً لهذا الاستهداف». وهاجم على نحو خاص القيادي الإخواني عصام العريان الذي قال إنه يحاول الترويج لما قام به أعضاء تنظيمه ب«مصطلح التحول الديمقراطي ناسياً أن الديمقراطية التي يتحدث عنها كان تنظيمه الإخواني أول من ركلها». وأوضح أن الديمقراطية الحقيقية لا الإخوانية تتمثّل في انصياع المجتمع كله للقانون، والإخوان دائماً يبدأون بخرق القوانين والتّمرّد عليها وهم خارج السلطة.. ويبدأون العبث بها ومواجهتها ومحاولة تغييرها وليّ عنقها لتتوافق مع مآربهم..عندما يعتلون سدة الحكم، وما شهدته الدول الإخوانية دون تمييز هو البعد الكامل عن الديمقراطية ومحاربة الحريات العامة، والتضييق على معارضيهم وانتهاك كافة الحريات بما فيها حرية التعبير." وقال حميد إن الدعوة الإخوانية «لا تعرف من الدين غير الشعارات والمظاهر، فالإسلام الإخواني إسلام شعاري إكسسواري بحت». بدوره قال الكاتب محمد خليفة في صحيفة الخليج التي انفردت بنبأ القبض على الخلية الإخوانية في الإمارات، قال إن «الإسلام المتطرف» استغل «اضطرابات» عام 2011 لمصلحته في الوصول إلى السلطة، وخاصة في تونس ومصر تحت شعار الديمقراطية، لكن لم تلبث نوايا الإسلاميين في الاستئثار بالسلطة أن تكشفت. وأوضح خليفة أن الإسلاميين سعوا إلى قمع الحريات وإلى قمع المعارضين، والعمل على التهيئة لبناء نظام الخلافة الإسلامية وفق أفكار تقوم على أساس تقسيم المواطنين إلى مسلمين وأهل ذمة، وتقسيم العالم على أساس دار إسلام ودار كفر وبينهما دار العهد، على حد قوله. وقال إن هذه التصرفات دفعت شعوب هذه الدول التي وقعت تحت رحمة هذه الأفكار المتطرفة للانتفاض ضدها، وبات المشهد الراهن في الدول العربية يعكس حالات التأزم والتشدد في المطالب والنزول للشارع من أجل إسقاط هذه الحكومات المتطرفة. ومضى للقول إنه «يبدو أن العالم العربي مقبل على ربيع خالٍ من التطرف الإسلامي ومن جماعات الإسلام السياسي الذين اتضح أنهم كالفطر السام داخل المجتمعات الإسلامية لأنهم دفنوا رؤوسهم في التاريخ ورفضوا النظر إلى الواقع بعيون العصر». واعتبر أنه إذا ما سقط المشروع الإسلامي المتطرف في بعض الدول العربية، ما قال إنه يُرجح حدوثه في المستقبل، فإن التطرف الديني سوف يتراجع في مختلف البلاد العربية، وسوف يتقدم المشروع الحضاري العربي الحقيقي. في نفس واصل قائد شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان هجومه اللاذع ضد الإخوان المسلمين، وقال في عدد من التغريدات الساخرة على تويتر إن «الإخوان يطالبون الآن بعودة اليهود إلى مصر..طيب من العميل الآن الإخوانجية ولا ضاحي؟»، و«بالأمس رايحين بالملايين نحرر فلسطين أغنية الإخونجية، أما اليوم أغنية الإخونجية يا يهود يا غاليين تعالوا انتم فين!!! خذوا اللي عاوزين!!!»