هشام هيلر، المحلل السياسي بمركز جالوب لدراسات المسلمين في مقاله الذي نشر في معهد "بروكنجز" الأمريكي تناول حالة الاستقطاب السياسي والطائفي التي تمر بها مصر بعد الاستفتاء على الدستور ، فأشار إلى أنه في الاستفتاءعلى التعديلات الدستوريةفي العام الماضي، الإسلاميين جعلوا التصويت ب "نعم" من أجل "الإسلام". كما أنه خلال الانتخابات البرلمانية في وقت لاحق من نفس العام،الأحزاب الإسلامية المنتشرة استغلت الدين كأداة لحشد الناس. ومع ذلك، كان هناك شيئا اختلاف في الأسابيع القليلة الماضية، فيرى الكاتب أن رد الفعل على الإعلان الدستوري للرئيس المصري أدى إلى انقسام مصر، بين أولئك الذين كانوا يعارضون بشدة إصدار هذا الإعلان والمؤيدين. ذكر هيلر أن "الاستقطاب السياسي هو أمرسيئ بما فيه الكفاية في أي بلد، ناهيك عن بلد كان بها ثورة كانت حقا تمثل كل المصريين،ولكن هذاالاستقطاب كان مختلفا، حيث أنه كان طائفيا بعمق، وعلى عدد كبير من المستويات". من ضمن المؤيدين للدستورالذي صدر مؤخرا، يرى الكاتب أنه كانت هناك شخصيات بارزة من جماعة الاخوان المسلمين، مثل محمد البلتاجي ، تقول أن غالبية المحتجين ضد الرئيس مرسي كانوا مسيحيين، وأضاف معلقا "كما لوأنه بطريقة ما من شأنه أن يجعل فرقة بين المسيحيين المصريين والمسلمين،ولكن هذا لم يكن صحيحا في أي حال: فكانت الأغلبية من المسلمين". الفكرة من وراء بيانه كانت واضحة فقد كانت رسالة لإعلان أن هذه المعركة بين المسلمين والمسيحين. كما أشار إلى أنه بعض أنصار الرئيس، مثل صفوت حجازي استغلوا الفرصة في المسيرات المؤيدة لمرسي لإرسال"رسالة" للكنيسة المسيحية نفسها، وإصدار "تحذيرات". لم يقتصرالموقف الطائفي لمهاترات بين المسيحيين والمسلمين، ولكن أعمق من ذلك، حيث أن تأييد الرئيس، والتصويت ب"نعم"،أصبحت قضية ليس فقط في السياسة ولكن أيضا الدين.وقد تحولت لتصبح التصويت على"الإسلام"، حيث أن "نعم" لنصرة الإسلام والشريعة. هيلر اعتبر أن الجانب الأكثر إثارة للقلق هو أن أثناء جنازة بعض أنصار الرئيس الذين لقوا حتفهم في اشتباكات خارج القصر الرئاسي هناك من كان يقول إن القتلى من أنصارالرئيس والجماعة في الجنة في حين أن القتلى من المعارضين في النار. ولكن في خضم هذه الفتنة، يرى الكاتب أنه هناك أيضا علامات جيدة- دلائل على أن السلطات الدينية السائدة يمكن أن ترى الأخطار المحتملة، وتتخذ خطوات للرد. فأشار إلى أن مفتي الجمهورية، على سبيل المثال، أصدر بيانا أكد فيه أن دور علماءالدين الحقيقي، لا ينبغي أن يكون أداة للسياسة الحزبية. كما أعرب شيخ الأزهر عن استياءه الكبير من أن يستخدم الإسلام على هذا النحو. ومع ذلك،يمكن للمصريين أن يتوقعوا مزيدا من هذه الإساءات. الإساءة والطائفية الدينية التي كانت واضحة جدا في عام 2012، قد تستمرفي عام 2013. ولكن "ما يمكن أن يختلف هو وعي المصريين العاديين في هذا الصدد. سيكون لهم والمجتمع المدني عموما دور في مكافحة هذه الظاهرة"، مشيرا إلى أنه حتى الآن، الحكومة لم تحدد أنها مشكلة. أنهى الكاتب مقاله بالقول أن على المصريين الاختيار بين مناخ ديني طائفي مبتدع من قبل خطاب ديني غير مصري في الأصل أو الأزهر الذي هو تيار متطور وواسع الأفق، ويرى أن المصريين يريدون الأزهر ولكن " عليهم الصراع من أجله".