«خمسة أشهر مرت على رئاسة الإخوان المسلمون داخل مصر، أهدروا فيها جزء كبير من الدعم الشعبي، ولا تبدو خطواتهم القادمة واضحة حتى الآن أو أن الأمر يلقي لديهم أي اهتمام»؛ بتلك الكلمات استهل د. هشام هيلر، المحلل بمركز جالوب لدراسات المسلمين تقريره بمعهد بروكنجز الأمريكي حول نظام الجماعة الإسلامية واستراتيجيتهم التي أهدرت دعم الشعب المصري لهم على نحو كبير. من ناحية أخرى، وفيما يتعلق بهجوم الجماعة الإسلامية على ناشطي المجتمع المدني يقول هيلر «دافع ناشطي المجتمع المدني عن حقوق الإخوان المدنية والسياسية إلى أقصى درجة، وعارضوا بشدة قمع الرئيس المخلوع، وفي أعقاب الإطاحة به كانوا على يقين من أن جماعة الإخوان المسلمون تمثل الفهم المعتدل للإسلام السياسي، وكان الأمر موضع ترحيب، و أن هذا الاتجاه يمثل قوة إيجابية على الساحة السياسية المصرية». ويضيف هيلر «ناشط المجتمع المدني ليس معاديا للمسلمين بل هو مسلم، ولا فلول بل هو يساري عارض بشدة نظام مبارك قبل ثورة ال25، وهو ليس معاديا للإسلاميين لأنه دافع عنهم وشجع مشاركتهم في الجمعية الوطنية للتغيير التي يقودها البرادعي، والتي كان الإخوان جزءا منها في يوم من الأيام». أشار المحلل السياسي البريطاني إلى أن نفس النشطاء الذين دافعوا عن الإخوان المسلمون يوما ما هم نفس النشطاء، لكنهم هل شعروا بالارتياح وهم يلقون الإخوان بالحجارة أمام قصر الاتحادية؟، وأن مستوى العداء تجاوز ذلك الذي كانوا يشعرون به مع نظام مبارك. يرى الكاتب أن الإخوان تمكنوا من جمع 50% من الأصوات في أول انتخابات برلمانية، وانخفضت تلك النسبة إلى 25% في أول انتخابات رئاسية، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في استراتيجيتهم السياسية وخاصة بعد ظهور نتائج الاستفتاء على الدستور في مرحلته الأولى، بالإضافة إلى تجاهل الكثير من الشعب المصري التصويت عليه والتي تشير إلى تقلص دعم الشعب للجماعة بشكل كبير. يختتم هيلر التقرير متسائلا عن استفادة المعارضة من أخطاء الإخوان، قائلا «هل تتعلم المعارضة من هذا؟ هل تتعلم أن الغالبية الساحقة التي تجاهلت الاستفتاء على الدستور يمكنها أن تفعل ذلك مع المعارضة؟ هل تتعلم أن الأغلبية الصامتة هي في الواقع الأغلبية الساحقة؟». ويضيف «في نهاية الأمر، لقد أرسل غالبية المصريين رسالة إلى جميع القادة السياسيين تقول: نحن لا نهتم بما تقدمونه، وبالنسبة للثورة، فقد أرسلوا رسالة أخرى تقول: الثورة مستمرة، وإذا رغبت أن تكون جزءا منها عليك أن تحسن وتطور من أداؤك».