قالت الإذاعة الألمانية «دويتشه فيله» في تقرير لها تعليقا على خطاب الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، أول من أمس، إن الخطاب أحبط المعارضة، وأنه بعد أعمال عنف ضد المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، اعتبر الكثيرون دعوة الرئيس للحوار غير مقبولة وقرروا الخروج إلى الشارع. وأشارت الإذاعة الألمانية إلى أنه بعد أسبوع من المظاهرات الحاشدة ضد إعلان مرسي ومسودة الدستور، فإن التنازلات التي قدمها مرسي كانت أقل بقليل من مستوى مطالب المتظاهرين، وإنه بعد انتهاء الخطاب دوت هتافات مثل "ارحل..ارحل" و"قاتل" وهي ذات الهتافات التي ترددت قبيل رحيل الرئيس السابق حسني مبارك. وقالت دويتشه فيله إن مرسي قال إن الاعتداء على المتظاهرين يوم الأربعاء كان نتيجة «مؤامرة» دبرتها قوى خارجية وأعضاء من المعارضة، وهي نفس الحجة التي استخدمها مبارك والمجلس العسكري من بعده لتبرير العنف ضد المدنيين. والإذاعة الألمانية تلفت إلى أن روايات الشهود وصور الفيديو وغيرها من المؤشرات تؤكد بشكل كبير أن الإخوان المسلمين هم من بدأ بالاعتداء، ثم تبع ذلك تصعيد للعنف من الطرفينوقالت دويتشه فيله إن عرض مرسي بلقاء المعارضة ربما ينظر إليه على أنه تكتيك يستهدف التعطيل، ففي حالة تصاعد الموقف أكثر، فحتى الاستفتاء على الدستور المزمع الأسبوع القادم ربما يكون مهددا. وتحدثت الإذاعة الألمانية على الضغوط المتزايد على الرئيس لإلغاء الإعلان الدستوري وتجميد الاستفتاء على الدستور، لافتة إلى أن هذه الضغوط تأتي من داخل نظام مرسي نفسه، بعد استقالة عدد من كبار المسؤولين، من بينهم نائب رئيس حزب الحرية والعدالة رفيق حبيب، الذي كان مؤيدا مهما له، فضلا عن استقالة مجموعة من مستشاريه وكذلك استقالة رئيس التليفزيون الحكومي عصام الأمير. وهنا تقول إن رد فعل جبهة الإنقاذ الوطني التي يقودها المعارض البارز محمد البرادعي ربما يكون له دور حاسم. وقالت إن مرسي يمكن أن يتعرض لأسوأ انتكاسة على الإطلاق حال فشل الحوار المزمع مع المعارضة، في وقت تتحدث تقارير عن أن نائب الرئيس محمود مكي يدرس التقدم باستقالته إذا فشل هذا الحوار.