إمتدح المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، الثورات في بلدان عربية، معتبرا أنها استلهمت ما وصفه «معاني الثورة الإيرانية»، لكنه إنتقد الاستعانة بالغرب في ليبيا، وتجنب أي إشارة إلى الإحتجاجات الشعبية في سوريا، وذلك في خطاب نقله التلفزيون الرسمي مباشرة. وقال خامنئي في إفتتاح المؤتمر الدولي الأول للصحوة الإسلامية اليوم السبت، في طهران، إن الهبات العربية استلهمت من الثورة الإسلامية الإيرانية مفاهيمها ومعانيها، مشيرا إلى أن أهمية هذه الهبات تكمن في أنها تنبثق من الجماهير، لا من مجموعة معينة قليلة من الناس.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن خامنئي قوله، «إن تونس، واليمن، والبحرين سوف تجري على منهاج واحد من إحياء العزة والكرامة الوطنية لنيل مطالبها، كما أن ما نعرفه عن مصر تاريخا وشعبا، هو الذي دفع الشعب المصري إلى النزول إلى الساحة لقول كلمته».
وتجنب الزعيم الإيراني أي إشارة إلى الإحتجاجات الرامية لإسقاط النظام في سوريا، ومواجهتها للقمع الذي تسبب حتى الآن بمقتل وإصابة الآلاف من المواطنين السوريين.
وتقيم إيران تحالفا إستراتيجيا مع سوريا منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979، ورغم تأييدها العلني للسلطات السورية، فإن طهران طالبت دمشق مؤخرا بالاستجابة ل«المطالب المشروعة» للمحتجين؛ وتتهم قوى سورية إيران بتقديم دعم أمني للحكومة السورية لقمع الإحتجاجات، لكن هذه الإتهامات لم تتأكد.
هذا ودعا خامنئي الثوار العرب إلى ألا «يثقوا» بالدول الغربية، وأن يبحثوا عن حلول لمشاكلهم في الإسلام، وقال أمام مئات المدعوين من الدول العربية، الذين أتوا إلى طهران للمشاركة في مؤتمر دولي حول الصحوة الاسلامية، وبقوله «لا تثقوا أبدا بالولايات المتحدة، وبحلف شمال الأطلسي، وبالأنظمة المجرمة لبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، التي تقاسمت بلدانكم فترة طويلة لنهبها».
وأضاف «إحذروها على الدوام ولا تثقوا بابتساماتها، لأن ثمة مؤامرات وخيانات خلف هذه الإبتسامات، إبحثوا عن حلول لمشاكلكم في الإسلام».
وأكد خامنئي أيضا«لا تتركوا أعداءكم يملون عليكم مبادىء أنظمتكم المستقبلية، ولا تضحوا بالمبادىء الإسلامية من أجل المصالح الآنية».
وإتهمت إيران مرارًا في الأشهر الأخيرة البلدان الغربية بالسعي إلى السيطرة على الحركات الثورية في العالم العربي، وإبعادها عن مسارها.
وإنتقد خامنئي أيضًا تدخل الحلف الأطلسي في ليبيا، مؤكدًا أنه «دمر البنى التحتية في البلاد».
وأضاف «لو لم تحصل عمليات التدخل هذه لربما إحتاج الشعب الليبي إلى مزيد من الوقت للنجاح، لكن لما كنا شهدنا مقتل جميع هؤلاء الأبرياء، ولما توافرت لأعداء الشعب الليبي وحلفاء القذافي القدامى ذريعة للتدخل السياسي في البلاد».
ويشارك في هذا المؤتمر كل من نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، رمضان شلح، وزعيم الحرب الأفغاني، برهان الدين رباني.
ويشارك في المؤتمر أكثر من ستمائة مفكر إسلامي من ثمانين دولة، فضلا عن أربعمائة مفكر من إيران، إلى جانب وفود من دول غربية عديدة، منها بريطانيا، وإيطاليا، والولايات المتحدة، وروسيا، ورومانيا، والأرجنتين، والبرازيل، وبلجيكا، والبوسنة، وبوليفيا، وتشيلي، وصربيا، وفرنسا.
وقال مستشار خامنئي، والأمين العام للمؤتمر، علي أكبر ولايتي، في مؤتمر صحفي قبل الافتتاح، إن الهدف من تنظيم المؤتمر هو التمهيد لتبادل وجهات النظر بين مفكري العالم الإسلامي بشأن الصحوة الإسلامية، وإقتراح تشكيل أمانة عامة لمتابعة قرارات المؤتمر، واستمرار مثل هذه الملتقيات والمشاورات بمختلف أنواعها.