«مصر لم تهزم إسرائيل في 73 بسبب الفشل الإستخباري فقط بل السياسي أيضا»، كان هذا ملخص افتتتاحية صحيفة هاآرتس العبرية والتي خخصتها للتعليق على وثائق وزارة الدفاع الإسرائيلية التي نشرت مؤخرا، وكشفت مدى خداع القاهرة لتل أبيب ومسئولية قياداتها العسكرية عن هزيمة إسرائيل، وهي المسئولية التي كشفت عنها لجنة «أجرانت»، اللجنة الإسرائيلية التي عقدت في عام 74 لمعرفة أسباب الهزيمة واستجوبت عددا من قادة الجيش والاستخبارات والحكومة. وقالت صحيفة «هاآرتس» العبرية في افتتاحيتها أمس إنه بعد 39 عاما من حرب 73 مع مصر ترفض التساؤلات التي رافقت تلك الحرب التوقف. وذكرت أن المفاجأة الخاصة باندلاع الحرب والثمن الذي دفعناه ووصل لأكثر من 2600 قتيل من جنود إسرائيل، وآلاف المصابين، ومئات الأسرى والإحساس بالفشل، كل هذا ترك أثرا عميقا في المجتمع الإسرائيلي، الكثير من الشخصيات البارزة على الصعيدين السياسي والعسكري خلال فترة الحرب فارقوا الحياة، لكن الجدل لم ينته بعد حولها، بل إنه زاد مع لجنة «أجرانت». هاآرتس أضافت أنه بعد لجنة «أجرانت» تم اتخاذ القرار، وأقيل كل من رئيس الأركان الإسرائيلي، وقائد المنطقة الجنوبية، ورئيس الاستخبارات العسكرية، وضباط أخرين، وبعدها بأسبوع ونصف من صدور تقرير اللجنة، خضعت «مائير» للضغوط وقدمت استقالتها، وفعل مثلها وزير دفاعها «موشى ديان». وقالت إنه بسبب تقرير اللجنة، ساد الانطباع، كما لو أن التقصير الإسرائيلي في حرب 73 كان تقصيرا استخباراتيا، لكن الأبحاث والوثائق التي نشرتها وزارة الدفاع الإسرائيلية تثبت أن الفشل الأكبر كان على الصعيد السياسي، فجولدا وديان وشركاؤهم لم يرغبوا في السلام مع مصر، ويدفعوا الثمن الذي دفعه بعد ذلك مناحيم بيجن «رئيس حكومة تل أبيب الأسبق » والذي وقع اتفاقية السلام مع الرئيس السادات، كما لم يقوما بمشاركة الاستخبارات أسرارهما، وهو ما يجعل من «جولدا مائير» على الأخص من كبار المسئولين عن الهزيمة.