نشرت صحيفتا «هآرتس» و«معاريف» العبريتان، أجزاء من وثائق حرب أكتوبر السرية التابعة لوزارة الدفاع بتل أبيب، التى اطلع«الدستور الأصلي» على نسخة منها، والتى احتوت على تفاصيل جلسات لجنة «أجرانت» التى عقدتها إسرائيل لمعرفة سر هزيمتها في هذه الحرب. ووفقًا لإحدى الوثائق فى 1 أكتوبر 73، أبلغ مروان عميل الموساد، تل أبيب بشن القاهرة الحرب بعد أسبوع، وحسب «هآرتس» فقد قرر مروان بعد ذلك بيومين تحذير إسرائيل مرة أخرى، وطلب عقد لقاء مع رئيس الموساد تسيبي زامير، وفى ال5 من أكتوبر وفى الساعة 12 والنصف مساءً، تم بعث برقية من لندن بعنوان «أمر ملح» ووصلت إلى مكاتب الموساد بعدها بساعة ونصف.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن ألفريد عينى، مساعد رئيس الموساد، قام بالاتصال برئيس الجهاز وعدم الانتظار للصباح، وهو ما حدث، والتقى بعدها زامير ومروان.
وعن عدم إرسال هذه المعلومات إلى جولدا مائير رئيسة وزراء تل أبيب، قال عينى فى شهادته أمام لجنة «أجرانت»: «الموساد لم يكن ينقل إلى يسرائيل ليئور سكرتير جولدا العسكري، أى شىء إلا بعد ذلك الموقف بيوم أو نصف يوم، لم أفكر فى إيقاظ ليئور ليلًا لإبلاغه معلومة من هذا النوع».
وأورد عينى تفاصيل جديدة -خلال شهادته للجنة- عن لقاء رئيس الموساد بمروان، قائلًا «زامير اتصل بي في الساعة الثانية فجر يوم 6 أكتوبر -أى قبل الحرب- وأبلغني بالمعلومات التى عرفها من مروان خلال لقائهما فى العاصمة البريطانية، بعدها بعدة ساعات وبالتحديد فى الساعة ال5 فجر نفس اليوم، اتصل بى موشي ديان وزير الدفاع، وأراد معرفة، هل سيهجم المصريون بعد حلول الظلام أم قبله؟ لكننى لم أجد اختلافًا في الحالتين».
وأشار خلال شهادته «لقد رأيت في الأمر إنذارًا بشن الحرب، وفضّلت إبلاغ رئيس الموساد وعدم الانتظار، اتصلت به تليفونيًّا وأخبرته بشأن البرقية، وفي نهاية المكالمة عاد زامير للنوم، بعدها تبيّن لى أن رئيس الموساد لم يفهم جيدًا ما قلته له خلال تلك المكالمة، وأعنى بهذا أنه كان شبه نائم على ما يبدو وهو يحدثنى تليفونيًّا، ولم يعِ أننى أبلغه بالتحذيرات الخاصة بنشوب الحرب».
واحتوت كذلك الوثائق السرية لوزارة الدفاع بتل أبيب، والخاصة بلجنة «أجرانت» على وثيقة تشير إلى تمكن المصريين من الحصول على أمر عسكرى صادر من قيادة تل أبيب للجنود، يتعلق ب14 علامة إذا ما تم رصدها من قبل هؤلاء الجنود سيكون هذا معناه، شن مصر حربًا على تل أبيب، وعلى رأس تلك العلامات ظهور قوات الكوماندوز المصرية على الجبهة.
وأضافت الصحيفة أن المصريين حصلوا على هذا الأمر العسكري المكون من 14 فقرة، وقاموا بعكسه تمامًا، الأمر الذى خدع تل أبيب وسبّب مفاجأة لتل أبيب.
الكاتب المتخصص في شؤون الجاسوسية، الدكتور نبيل فارق، قال تعليقا على تقرير «هذا حديث دون أى دلالة، وإسرائيل تتعمد نشر تقرير لا يمكن إثباتها ولا يمكن نفيها، في محاولة منهم لإرضاء الشعب وتبرئه الموساد»، لافتا إلى أن إسرائيل تتعمد أيضا إثارة تقارير.
فاروق أضاف في تصريحات ل«الدستور الأصلي» أن «التقرير الذى أعلنتة الإذاعة الإسرائيلية ملىء بالتخبط، فقد أورد التقرير أنهم كانوا على علم بالحرب قبلها بخمسة أيام، فلماذا لم يتحركوا وجاءتهم الحرب فجأة؟».
الكاتب المتخصص في شؤون الجاسوسية أشار إلى أن الرئيس السابق حسنى مبارك سبق وردّ على اتهام أشرف مروان بالجاسوسية فى تصريح قطاع له قائلا إن «أشرف مروان كان بطلا لا جاسوسا»، مضيفا إذا كان جاسوسا فعليا لكان أعلنها مبارك صريحة، وكان هذا أمرا لا يضره شيئا، إلا أنه أعلن الحقيقة بأن مروان كان بطلا جاسوسا.