«من يعتد على الشريعة فله الذل فى الدنيا، وعذاب فى الآخرة، وبسبب تسفيه حكام العرب من أمرها اندلعت الثورات». كلمات يلخص بها رئيس الجمعية الشرعية عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد مختار المهدى، رأيه فى أسباب الثورات فى عدد من الدول العربية من بينها مصر.
المهدى قال أمس خلال حديثه فى ندوة «الثورات العربية.. دروس وآمال» فى مقر الجمعية الشرعية، إن الثورات وراءها حكام كفار، لم يعتنقوا الإسلام» وضرب المثل بالرئيس الليبى المطارد معمر القذافى وقال «أصوله ترجع إلى اليهودية، أم إسرائيلية، وأب إيطالى، لذا فإرادة الله كانت فوق إرادة هؤلاء الحكام الظلمة الذين حكموا المسلمين زورا، باسم الإسلام الحنيف».
من أجل ذلك يعتبر المهدى أن «الثورات العربية ما قامت إلا لتطبيق شرع الله، وليسود العدل والرخاء بين الشعوب التى عانت من ويلات ظلم واستبداد حكامهم». لكن ماذا عن الثورة المصرية تحديدا؟ يقول المهدى: «الثورة المصرية لم تنتصر بالحشود الضخمة، ولكن بسلاح الرعب الذى ألقاه الله فى قلوب النظام البائد»، ثم شرح الشيخ كيفية التغيير بسلاح الرعب. وقال «بعدما ضيق نظام مبارك على كتاب الله وسنة رسوله، وعلى الدعوة الصحيحة لدين الله، أخرج الله نورا فى نفوس كثيرين، فحدث تغيير فى الداخل، وجاء التغيير فى الظاهر العلنى». رئيس الجمعية الشرعية أوضح أن هناك «فوضى خلاقة تسعى القوى الليبرالية والعلمانية إلى نشرها فى المجتمع بعد الثورة، عن طريق الترويج لمصطلحات غربية مثل الديمقراطية وحرية الرأى، وبذلك يسرقونها من الشعب المصرى». ولفت إلى ضرورة استبدال رموز الفساد المنتمين إلى النظام الساقط بكل مؤسسات الدولة، بأصحاب الأيدى المتوضئة.
المفكر الإسلامى عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد عمارة، أوضح فى كلمته أن الثورات العربية نتاج طبيعى لمخالفة سنن الله الكونية، وهى التغيير، حيث ظن هؤلاء الحكام أن بإمكانهم استبدالها، وقال «رأينا حسنى مبارك يقف وراء القضبان يردد (أفندم) على قاضى المحكمة عندما يستنطقه، بعدما سخر من الشعب المصرى واحتفل ببرلمانه المزور، ودعا إلى تسلية ممثلى البرلمان الشعبى الذين زورت ضدهم الانتخابات البرلمانية». وأضاف «كانت الثورة آتية ولا راد لها، حيث تربت أسرة هذا الرئيس المخلوع على مبادئ غير مبادئ الإسلام، كانت سيدة مصر الأولى سابقا سوزان مبارك مسيحية التربية، كما تؤكد تقارير مخابراتية أمريكية، تم تسريبها مؤخرا».
عمارة أوضح أن الخروج على الحاكم ليس فيه خروج على الله، وبالتالى فالثورة المصرية ليس بها شبهة حرام، لأنها خرجت ضد حاكم لم يطبق الشورى التى انتهجها رسول الله وصحابته، وخالف العقد الاجتماعى بينه وبين الشعب المصرى، وهو الحفاظ على هوية الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن المرحلة الانتقالية تستهدف إقامة دولة شورى وسيادة للشرعية الإسلامية، ولا سلطان فوق سلطان الأمة إلا الشريعة، وهى كتاب الله وسنة رسوله.
ولفت عمارة إلى أن الإصلاح يحتاج إلى تدرج، فتطبيق الشريعة يحتاج إلى تأهيل القاضى الذى يحكم، والمواطن الذى يُحكم بها، والمحامى المدافع عن المتهم، وأن العدالة الاجتماعية وفقا للمنظور الإسلامى تساعد على ذلك، وليست الأنظمة الرأسمالية أو الشيوعية، التى طالما أهدرت مقدراتنا البشرية وغيرها.