بعنوان «مجرد عملية انتقامية.. المصريون لم يستفيدوا من معلومات إسرائيل الاستخبارية»، قال رون بن يشاى -خبير الشؤون الاستخباراتية بصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية- فى تقرير له أمس إن العملية التى تقوم بها القاهرة فى سيناء تبدو كاستعراض عضلات للرئيس المصرى محمد مرسى وجيشه بعد الحادثة الإرهابية التى وقعت يوم الأحد الماضى. يشاى أضاف أن العملية التى قام بها الجيش المصرى فى سيناء فجر أمس «الأربعاء»، وانتهت بعد ساعات، تبدو كعملية انتقامية هدفها تهدئة الشارع المصرى الغاضب، لافتا إلى أن تل أبيب وافقت على إدخال مروحيات مصرية لشبه جزيرة سيناء، لكن ما زال هناك نوع من خيبة الأمل بسبب عدم استغلال القاهرة، واستفادتها من المعلومات الاستخباراتية التى نقلتها تل أبيب لها حول الإرهاب المتصاعد فى سيناء. ولفت الخبير الإسرائيلى إلى أن كلا من مرسى وجماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى لديهم نفس المصلحة؛ ألا وهى أن يثبتوا أنهم يصفون حسابهم مع الجماعات السلفية المسلحة التى اغتالت 16 جنديا برفح يوم الأحد. وذكر بن يشاى أن الحقائق على الأرض أظهرت أنه لم يكن هناك تعزيز فى القوات المصرية، وبناء على اتفاق وتنسيق تم منذ أكثر من عام بين القاهرة وتل أبيب، تم السماح لمصر بإدخال 7 كتائب و6 سرايا من بينها سرايا دبابات، بشكل يزيد عما هو مسموح به فى اتفاقية كامب ديفيد للسلام، لافتا إلى أن الحديث يدور عن 750 فردا من حرس الحدود، الذين هم جنود بكل معنى الكلمة، مشيرا إلى أن هجوم الأحد كشف عن التقصير الأمنى المصرى وخلق وضعا أصبح فيه آلاف المصريين يتابعون التقارير الإعلامية الإسرائيلية لمعرفة معلومات موثوقة ودقيقة عما يحدث. ولفت إلى أنه حتى الآن لم تقم القاهرة بزيادة عدد قواتها فى سيناء رغم موافقات تل أبيب على ذلك فى الماضى، حتى خلال عهد الرئيس السابق حسنى مبارك ورئيس مخابراته عمر سليمان، مضيفة أنه خلال الأيام الأخيرة جلبت القاهرة مروحيات عسكرية وقوات لشمال ووسط سيناء لمواجهة مراكز وبؤر المنظمات السلفية المسلحة، التى تتلقى مساعدات من قطاع غزة عبر أنفاق رفح، مضيفا أن نقل المروحيات واستخدامها فى الحرب ضد الإرهاب تم بموافقة إسرائيلية. وأضاف بن يشاى أنه ما زال من المبكر إعطاء تقديرات حول نتائج العملية المصرية فى سيناء وكيف ستكون فعالة، التجربة الإسرائيلية أثبتت أنه من الممكن قمع منظمات إرهابية مسلحة من خلال جمع مستمر للمعلومات الاستخباراتية واعتقال مطلوبين وإجراء تحقيقات وعمليات ضد مراكز الإرهاب لإجهاض نشاطها، لافتا إلى أن القضاء على المخربين لن يخرج لأرض الواقع بسبب نقص المعلومات الاستخبارية لدى المصريين وعدم وجود القوات المطلوبة فى مواجهة إرهابيين مسلحين جيدا. وختم تقريره بالقول إن تل أبيب لا تريد إلا مساعدة المصريين فى ما يريدونه سواء إغلاق أنفاق التهريب مع قطاع غزة لقطع الصلة بين حماس وبين الجهاد الإسلامى ولجان المقاومة الشعبية الذى يمارسون نشاطهم فى القطاع وسيناء، مضيفا أنه إذا قامت القاهرة بتفجير تلك الأنفاق لن ترى تل أبيب فى الأمر انتهاكا لاتفاقية السلام.