قال عوض الحطَّاب، القيادي بجبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، إنَّ المشهد السياسى يسير بخطى ثابتة نحو الاستقرار، رغم الهجمة الشرسة ممن أسماهم "خونة الداخل وأعداء الخارج". وأضاف الحطاب، في حوارٍ مع "التحرير"، أنَّ مستقبل الجماعة الإسلامية هو الدمار لإصرار قيادات الجماعة على الاستمرار في تحالف دعم الشرعية الداعي للإرهاب. وإلى تفاصيل الحوار : بداية ماهي قراءتك للمشهد السياسي الحالي ؟ المشهد السياسى يسير بخطى ثابتة نحو الاستقرار رغم الهجمة الشرسة من خونة الداخل وأعداء الخارج الآن، وموقف الأحزاب السيء، حيث ظهر عدم تفاعلهم في الشارع وهو ما سيؤدي بالطبع إلى خلخلة المجتمع سياسيًّا وعدم الثقة في المرشحين لمجلس النواب، والأغلب ستتجه الأصوات نحو مرشحي الفردي لأنَّ الأحزاب ليس لديهم ما يقدِّموه لخدمة البلد والمجتمع ليس بها قيادات تستطيع إدارة الدولة فهي في البداية والنهاية ليس لها وجود في الشارع، وليس لها برنامج معروف لالتفاف الشعب حوله. حزب النور له بعض التواجد، لكن حزب البناء والتنمية والحرية والعدالة التابعين للإخوان والجماعة الإسلامية كلهم يشنون عليه حرب مسعورة بسبب موقفه الوطني في 30 يونيو وانحيازه للثورة، ومن الممكن أن يفوز بالأغلبية ولكنها بنسبة بسيطة لن تمكنه من تشكيل الحكومة إلا بالتحالف مع أحزاب أخرى. كيف ترى وضع الجماعة الإسلامية الآن؟ وضع الجماعة يسير من سيء إلى أسوأ، وذلك لافتقادها القادة الحقيقيين مثل الشيخ كرم زهدي وناجح إبراهيم وفؤاد الدواليبي وعلي الشريف وحمدي عبد الرحمن، هم الإصلاحيون المعتدلون فكريًّا، هؤلاء أصحاب الرؤية الوطنية أمَّا الحاليون فهم التكفيريون غير الوطنيين يتاجرون بالإسلام وبأفراد الجماعة، ولا همَّ لهم إلا مصلحتهم الشخصية حتى لو على حساب الدولة والشعب وأفرادهم، فقد انقسمت الجماعة على نفسها واستطاعت جماعه الإخوان تدميرها وجرها إلى منعطف الخيانة ضد الدولة بتحالفهم ضد الشعب والدولة والمشروع الوطني، فلم يعد لهم نشاط يذكر إلا الهجوم على الدولة وتشكيل خلايا إرهابية لإحداث الفوضى من أجل أجندات خارجية لإسقاط الدولة لتنفيذ مخطط التقسيم الأمريكي في الشرق الأوسط وهي في طريقها إلى الفناء بسبب الغباء السياسي والجهل الديني. هل ستنسحب الجماعة الإسلامية من تحالف دعم الشرعية؟ الجماعة الاسلامية لن تنسحب من التحالف لعدة أسباب منها اعتناق فكر تكفير المجتمع والخروج على الحاكم المسلم ونكثهم بعهدهم مع الله بعودتهم إلى سابق عهدهم وعدم العمل بمبادرة وقف العنف وعوتهم إلى الفهم الصحيح للإسلام. هل سيؤثر القبض على عصام دربالة على الجماعة الإسلامية؟ نعم سيؤثر بالطبع لأنه الديكتاتور المتحكم في الجماعة وسيضعف ما بقى منها خاصة برغم أنه محامٍ إلا أنَّه لا يعرف ما يكتب وما لا يكتب وكتب نهايته بيده، وبالتالي بقية أعضاء ما يسمى بمجلس الشورى أقل منه فهمًا وعلمًا ولن يقدموا للجماعة إلا الأسوأ، وبعد القبض عليه لم يستطيعوا عقد جمعية عمومية أو ممارسة أي نشاط إلا على الفيسبوك. هل انضم عددٌ من شباب الجماعة الإسلامية لتنظيم داعش؟ نعم فكثير من أفراد الجماعة انضم إلى القتال فى سوريا والبعض منهم قتل، ونجد تأييدًا من أفراد الجماعة لداعش برغم حملات التمويه أنهم ضد داعش لأنهم متشابهون في تخريب البلاد وتشتيت العباد وتكفير المجتمع وكان أسامة حافظ قد دافع عن داعش في إحدى تصريحاته الصحفية وكذلك تأييد أفراد الجماعة لأنهم نفس الفكر. كيف ترى المصالحة مع الإخوان الآن؟ أولاً الإخوان ليسوا وطنيين حتى يكون هناك صلح ويجب أن نفرق بين القادة والأفراد المغيبين، القادة أظهروا خيانتهم للدولة على كافة المستويات فعقدوا اجتماعات خارجية في الكونجرس الأمريكي ومخابرات الدولة المعادية لمصر وبالتالى القانون هو سيد الموقف في ذلك فلا تصالح مع من تخابر ضد مصر ولا مع من أراد تدمير مصر ويجب إسقاط الجنسية عنهم أمَّا الأفراد المغيبون فيجب أن يؤهلوا تأهيلاً نفسيًّا وشرعيًّا ووطنيًّا ومن ينصلح أخلاقه يعاد دمجه في المجتمع. هل كان هناك بيزنس بين حبيب العادلي وقيادات الجماعة الإسلامية؟ بالطبع كان هناك بيزنس كبير فممدوح علي يوسف، قائد الجناح العسكري السابق، كان شريكًا لأحد رجال الأعمال من الحزب الوطنى فى شركة سياحة كما أعطوه تراخيص لثلاثة مخابز، وتصريحًا بأن يخرج ما يشاء من عربات محملة بأجولة السكر من مصنع أبو قرقاص بالمنيا، بسعر المصنع، وفجأة انقلب وفر لتركيا،وصفوت عبد الغني ساعدوه في الحصول على الدكتوراة وتم تعينه في جامعة سيناء براتب 20 ألف جنيه ودخل ابنه الجامعة الخاصة ب 100 ألف جنيه في أربع سنوات. ومن ينفق على الجماعة الإسلامية؟ الذي ينفق على الجماعة الإسلامية هم الإخوان وتبرعات المغيبين من أفرادها لكن الإخوان موَّلوا الجماعة ب20مليون دولار. كيف ترى أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي؟ أداء الرئيس عبدالفتاح السيسى فهو حتى الآن ممتاز بكل المقايس، على المستوى المحلي الدولة تستعيد قوتها من أصحاب الأجندات برغم الخسائر وبدأت الأجهزة الأمنية العودة إلى الشارع وانحصار موجه العنف وعلى المستوى الاقتصادي فالمشاريع الاستراتيجية فاقت التصور خاصه تمويل قناة السويس الجديدة والمؤتمر الاقتصادي وعلى المستوى الإقليمي عادت مصر وبقوة على إثبات كيانها على أنَّها رائدة وقوة إقليميه لا يُستهان بها خاصه الأمن القومي العربي والمصري، وأعاد الهيبة للدولة المصرية أمام العالم أمَّا المستوى الدولي فأصبحت مصر على قدم المساواة والندية في المصالح المشتركة مع دول العالم في صورة اتفاقات اقتصادية متبادلة وتأمين العمق الاستراتجي المصري في كل من البحر الأحمر والمتوسط وتأمين الحدود الغربية ومازالت بعض المشاكل في الشرق وهي في طريقها إلى الحل وبسط السيطرة الكاملة، السيسى يحفر في الصخر من أجل مصر ويواجه أعداء الداخل والخارج من أجل الشعب كيف ترى الحرب على الحوثيين؟ الحرب على الحوثيين حرب مقدسة ضد الفرس الذين يريدون عودة الإمبرطورية الفارسية على حساب الوطن العربي بالتعاون مع القوى الاستعمارية، وتأمين العمق الاستراتيجي المصري في جنوبالبحر الأحمر وحمايه الأمن الخليجي من الخطر الشيعي الذي دمر العراقوسوريا ولبنان. كيف ترى وضع حزب النور الآن؟ أرى وضع حزب النور الآن كعمود الخيمة بالنسبه للأحزاب السياسية الموجودة حاليًا وركن أساسي في الحياة السياسية ولا غنى عنه لموقفه الوطني التي عجزت عنه أحزاب أخرى، وهو يعتبر أقوى الأحزاب تماسكًا وأنشطها على الإطلاق وهو الحزب المؤهل للحصول على أعلى نسبة أصوات في البرلمان. كيف ترى وضع الأحزاب السياسية الآن؟ الأحزاب ينقصها أن تكون سياسية لها برامجها وقيادتها المؤثرة في رجل الشارع الذي لمس لها برنامجًا حقيقيًا ورؤية مستقبلية يقتنع بيها رجل الشارع الواقع يقول ليس لها إلا الكلام وليس لهم على أرض الواقع تأثير. ماذا عن البرلمان؟ بكل تأكيد لابد من وجود برلمان لعدة أسباب أهمها استكمال كل مؤسسات الدولة القانونية وسن القوانين المستقبلية، واقترح أن يكون أغلب المرشحين للبرلمان من فقهاء الدستور والمحامين والاقتصاديين والعسكريين السابقين لخطورة المرحلة التي نحييها في ظل صراعات المنطقة، وفرض واقع جديد يتنافى مع مصلحة البلاد. ما رأيك في تجديد الخطاب الديني؟ بالنسبة للخطاب الديني لن يتغير طالما مؤسسة الأزهر والأوقاف مخترقة من الأفكار الضالة والمتطرفة وفشلت كل المساعي للتجديد لأن كل صاحب فكر يفرض فكرة داخل المؤسسة ولن ينصلح حاله إلا إذا كان الأزهر يحمل فكر الإسلام المجرد المنزل على مراد الله ومراد رسله صلى الله عليه وسلم ولإمكان فيه للجماعات المتأسلمة والشيعة والخواج. هل توافق على منع السلفيين من صعود المنابر؟ لا أوافق على منع السلفيين وغيرهم من صعود المنابر ولكن بشروط وهي نشر صحيح الدين وليس منهج السلفيين وعلى كل من يريد أن يصعد المنبر التأهل تحت إشراف العلماء المخلصين الذين لا انتماء لهم إلا الاسلام والوطنيه والالتزام بفتوى علماء القطر المصري وليس علماء دولة أخرى لإختلاف العرف بيننا وبينهم. لماذا انضممت لجبهة إصلاح الجماعة الإسلامية؟ أحمد الله علي هذا الانضمام إلى جبهة الإصلاح مستمر بعد أن ظهر صحة أقوالها وأفعالها وصحة رؤيتها الوطنية وتوجهه الذي حافظ على هوية الدولة المصرية والانتماء الوطني والحفاظ على مؤسسات الدولة وعدم الخروج على الحاكم المسلم.