حالة من الارتباك تسود داخل تنظيم الإخوان الإرهابى بعد القبض على عدد من قياداته مؤخرًا. الجماعة تعرضت لعدة صدمات، كانت أولاها سقوط محمد وهدان، القائم بأعمال المرشد، وصولا إلى عبد الرحمن البر، ومحمود غزلان، حتى القبض على عبد العظيم الشرقاوى، خُط الصعيد، والقيادى المقرب من المرشد العام لجماعة الإخوان، وقائد مجموعات الصعيد. الشرقاوى يُعَد أخطر رجال الجماعة فى صعيد مصر، فهو الذى خطط للعمليات الإرهابية التى وقعت فى أعقاب فض اعتصام رابعة العدوية، ومطلوب أمنيا فى قضايا عنف وإرهاب. جماعة الإخوان الإرهابية أصدرت بيانا للرد على حملة القبض على قياداتها، أكدت فيه أنها ستعمل على التصعيد ضد الدولة، مؤكدة أن القبض على البر وغزلان ووهدان لن يمر عفوًا وأنها سترد بقوة. الجماعة ذكرت فى بيانها أن عبد العظيم الشرقاوى ومعه 25 آخرون من قيادات الجماعة تم القبض عليهم، إضافة إلى عدد آخر من شباب التنظيم، وأنها لن تقف صامتة وستعمل على التصعيد دوليا ضد مصر. عبد المنعم عبد المقصود، رئيس هيئة الدفاع عن قيادات الجماعة، قال فى بيان هو الآخر إن هيئة الدفاع تنتظر تحويل المتهمين إلى النيابة من أجل متابعة التحقيقات التى ستجرى معهم، موضحًا أن عددًا من المقبوض عليهم من قيادات مكتب الإرشاد صدرت ضدهم أحكام مثل محمود غزلان، وعبد الرحمن البر، الصادر ضدهما حكم بالإعدام، مؤكدًا أن هيئة الدفاع لا تعلم حتى الآن مكان احتجاز محمد وهدان. مصادر من داخل الإخوان أكدت أن شباب الجماعة بدؤوا فى تغيير أماكن سكنهم فى عدد من المحافظات هربًا من الأمن بعد القبض على عدد كبير من شباب وقيادات الإخوان، حيث إن التنظيم الدولى سبق وحذر من القبض على قيادات الإخوان، لكن لم يستجب أحد من الشباب. عمرو فراج، مؤسس شبكة «رصد»، حذر شباب الجماعة من القبض عليهم، مطالبًا إياهم بضرورة ترك الأماكن التى يسكنون بها، لأن الأمن توصل إلى معلومات هامة عن أماكن وجودهم، موضحًا أن هناك أكثر من 50 قياديا بين الجيل الأول وحتى الجيل الرابع داخل الجماعة تم القبض عليهم، كما طالب فراج شباب الجماعة بضرورة الهروب إلى أماكن جديدة، مطالبا فى الوقت ذاته بالتجهيز لمظاهرات يونيو. من ناحية أخرى استغلت قيادات الجيل الجديد فرصة القبض على غالبية أعضاء مكتب الإرشاد القديم وحاولت التوصل إلى اتفاق مرضٍ، عن طريق عدة اجتماعات فى تركيا، حيث تم الاتفاق على استكمال الجيل الحالى لعمله فى مكتب الإرشاد مع بقاء محمود حسين بشكل إشرافى فقط دون أن يكون له قرار مؤثر، مع تشكيل خلية أزمة لإدارة الجماعة، وإرجاء اختيار مكتب إرشاد جديد لشهرين قادمين على الأقل. جمال عبد الستار، وكيل وزارة الأوقاف السابق والقيادى بجماعة الإخوان، أكد أن هناك اتجاها لاختيار مكتب جديد لإدارة الجماعة داخل مصر حفاظا على العمل التنظيمى، مضيفًا أن الجماعة ستوصل تحركاتها دوليا وداخليا ضد الدولة المصرية والجيش والشرطة.