في مثل هذا اليوم الموافق 15 مايو عام 1980 أعلنت إسرائيل مدينة القدس عاصمة أبدية لها وأصدر الكنيست الإسرائيلي قانونا أساسيًا في هذا الشأن، وهو الإعلان الذي قابله مجلس الأمن بالبطلان في 30 يونيو 1980.. العرب يجتمعون في جلسة طارئة بالدار البيضاء يدينون ويشجبون ويستنكرون القرار الإسرائيلي.. يجتمع الرأي على عدة قرارات وسياسات يتم المضي فيها لكن رويدا رويدا أضحى القرار الباطل واقعا مفروضا واستسلم العرب للدوران في دائرة مفرغة.. منظمة التحرير الفلسطينية: القرار يعري الحركة الصهيونية ويفضح طبيعتها في أعقاب الإعلان أصدرت منظمة التحرير الفلسطينية بيانا جاء فيه: "إن القرار الصهيوني باعتبار مدينة القدس عاصمة رسمية وموحدة، ونقل المؤسسات الإسرائيلية الرسمية إليها، إنما يعري الحركة الصهيونية من جديد ويفضح طبيعتها كحركة عنصرية استيطانية فضلاً عن كونها في الأساس حركة عنصرية تعمل دون توقف على اقتلاع شعبنا من أرضه وممتلكاته مستهدفة صهينة وطننا فلسطين وتحقيق الأطماع التاريخية للحركة الصهيونية في فلسطين وإقامة إسرائيل الكبرى في منطقتنا العربية، وما سياسة القضم والضم هذه التي يتبعها الإرهابيون الصهاينة سوى التطبيق اليومي للأطماع الصهيونية وهي سياسة تلقى الدعم الكامل والتشجيع بل والدفع من قبل الولاياتالمتحدة الأميركية المعادية لشعبنا الفلسطيني ولشعوب الأمة العربية والشعوب المناضلة في العالم، متحدين بذلك قرارات الأممالمتحدة الواضحة والصريحة حول القدس وعروبتها وباعتبارها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وإن شعبنا الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية سوف يمضي في نضاله ضد المحتلين العنصريين الصهاينة بكافة أساليب النضال وأشكاله حتى تحقيق النصر وهزيمة المحتلين الصهاينة والإمبرياليين الأميركيين الذين يقفون وراءهم". الملك فهد بن عبد العزيز: الحديث عن السلام مع إسرائيل ضرب من الخيال في تعلقه على القرار قال العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز: "لقد سقطت جميع الأقنعة والحديث عن السلام مع إسرائيل أصبح ضربًا من ضروب الخيال أما مسألة الحكم الذاتي للفلسطينيين فإنها تحتاج من الذين ما زالوا يراهنون عليها إلى وقفة إباء وشمم تعترف بالفشل وتتراجع عما جرى ويجري.. ونحن في المملكة العربية السعودية بتنا نعتقد اعتقادًا راسخًا أن العدو الإسرائيلي الذي يلتهم الأراضي العربية تدريجيًا فيقوم بضم جميع الأراضي العربية المحتلة في الوقت المناسب لتصبح جزءًا من إمبراطورية إسرائيلية. لن يهدأ لنا بال حتى تتحرر أراضينا العربية المحتلة ويعود الشعب الفلسطيني الشقيق معززًا مكرمًا إلى وطنه ليقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس العربية بإذن الله.. أقول هذا ونحن نحتفل بعيد الفطر المبارك.. وهذا عهد منا للعرب والمسلمين". نص البيان الختامي الصادر عن اجتماع لجنة القدس انعقدت في أغسطس 1980 جلسة طارئة للجنة القدس برئاسة الملك الحسن الثاني عاهل المغرب، وبمشاركة المجاهد ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية استجابة لطلب منظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الظرف الخاص الذي تجتازه قضية القدس الشريف وقضية فلسطين، بعدما صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي أعمالها الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني وصعدت ممارساتها لسياسة استكمال تهويد المدينة المقدسة وسلبها. وقد أصدرت لجنة القدس عدة قرارات أهمها ما يلي: - تقديم الدعم المادي والمعنوي لمنظمة التحرير الفلسطينية لتمكنها من تصعيد كفاحها المسلح وتدعيم صمود الشعب الفلسطيني الباسل داخل فلسطينالمحتلة وخارجها. - دعوة الدول العربية التي تتعامل مع قرار إسرائيل بضم القدس أو تؤيده أو تشجبه أو تسهم فيه أو تساعد على تنفيذه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة البدء في تطبيق المقاطعة السياسية والاقتصادية. - تكليف الأمين العام للاتصال بالدول الإسلامية لدعوتها للانضمام إلى نظام المقاطعة العربية ضد إسرائيل. - تقديم الدعم والمساندة للشعبين اللبنانيوالفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة التي يشنها العدو الإسرائيلي بصفة متواصلة خاصة في جنوبلبنان والتجمعات الفلسطينية في المخيمات. - إعادة التأكيد على ضرورة تعميم تكوين جمعيات وطنية في الدول الأعضاء لتعبئة الشعوب الإسلامية وتعريفها بقضية القدسوفلسطين في ضوء الأحداث الأخيرة. - تكثيف الاتصال مع حاضرة الفاتيكان وباقي العالم المسيحي لاتخاذ موقف إيجابي ضد قرار العدو الإسرائيلي بضم القدس. - العمل على الاستفادة من الطاقات الهائلة التي تشكلها الجاليات العربية وخاصة اللبنانية في الولاياتالمتحدة وفي دول أمريكا اللاتينية لمجابهة قوة الضغط الصهيوني في هذه الدول. - القيام بحملة إعلامية واسعة للتنديد بالقرار الإسرائيلي وتوضيح الحقوق العربية الإسلامية في القدس وتركيز العمل الإعلامي في هذه المرحلة على التعريف بأخطار وأبعاد قرار العدو الإسرائيلي. - تعميق التعريف بقضية فلسطين وقضية القدس لدى الرأي العام الأمريكي بصفة عامة، ولدى الأوساط الجامعية الأمريكية بصفة خاصة، على اعتبار أنها تشكل مركزًا هامًا من مراكز توجيه الرأي العام والسياسة الأمريكية. - توصي بتغطية ومضاعفة رأسمال صندوق القدس كي يتمكن من مواجهة الاحتياجات الضرورية والملحة بدعم صمود ونضال الشعب الفلسطيني. - توصي لجنة القدس بجمع التبرعات في جميع الدول الإسلامية لصالح فلسطين وصندوق القدس. وبعد نحو 35 عاما من الإعلان الإسرئيلي الباطل، يجد العرب أنفسهم محاصرون بتحديات جديدة تجبرهم على إعطاء ظهرهم للقضية الفلسطينية التي تغول فيها العدو الإسرائيلي أكثر وأكثر، لتتعقد الأمور وتزيد المستوطنات غير الشرعية ويواصل بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة صنوفا من الانتهاكات على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي دون إدانة حقيقية.