لعب الفريق سامي عنان، رئيس الأركان الأسبق للقوات المسلحة، و«الرجل الثاني» في قيادات الجيش في فترة «حرجة» من تاريخ مصر، دورًا هامًا في الإطاحة بالرئيس محمد حسني مبارك، وما أعقبها من مرحلة انتقالية وانتخابات رئاسية ووصول الإخوان للحكم، والذين أطاحوا به ومعه عدد من قيادات المؤسسة العسكرية في مقدمتهم «المشير طنطاوي». ورغم مرور أكثر 4 سنوات على ثورة 25 يناير 2011، وغياب عنان عن المشهد الرسمي، إلا أنه لا يزال يثير حالة من الجدل والغموض، بداية مما انتشر حول رفضه وبعض قادة الجيش قبل الثورة فكرة «توريث» الحكم لجمال مبارك، مرورًا بأسباب إعلانه الترشح للرئاسة بعدها، ثم انسحابه بشكل «مثير للجدل»، وصولًا إلى علاقته بنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي. غياب «عنان» عن احتفالات انتصارات 6 أكتوبر، وعدم ظهوره –وهو رئيس أركان الجيش السابق- في الحياة العامة، وعدم تكريمه كما هو متبع –إلا في عهد مرسي بشكل شرفي، أطلق العنان والأسئلة حول علاقته بالنظام الحالي، وجعل «ويكيليكس البرلمان» تحاول أن تجد إجابة علي تلك الأسئلة من خلال مصادر مقربة من الفريق. وأكدت المصادر -التي فضلت عدم ذكر اسمها- أن الفريق سامي عنان يخضع للمراقبة من قبل أجهزة سيادية، ووصل الأمر بها للتأكيد أن هاتفه أيضًا «مراقب»، و«ممنوع من السفر» خارج مصر، وتحركاته مقتصرة على منزله في التجمع الخامس إلى مكتبه في الدقي، في تلميح إلى فرض ما يشبه «إقامة جبرية» عليه علاقة عنان بالسيسي "متوترة" وقالت المصادر، إن العلاقة بين الفريق عنان والرئيس عبد الفتاح السيسي "متوترة" للغاية، دون إبداء أسباب واضحة، عكس علاقة الرئيس السيسي بالمشير طنطاوي. ورجحت المصادر، أن زيادة حدة التوتر زادت بعد إعلان عنان الترشح للانتخابات الرئاسية، في مواجهة السيسي، وبعدها انسحب من الانتخابات، تلك الخطوة التي أثارت جدلًا كبيرًا، فالبعض كان لديه ثقة كبيرة أن الفريق واجه ضغوط شديدة لإجباره على الخروج من سباق الرئاسة، فيما أرجعها آخرون إلى رغبته في عدم شق الصف باعتباره رجل وطني من طراز فريد. وعلم «ويكيليكس البرلمان»، أن عنان انسحب من السباق الرئاسي بعد إبرام صفقة تتمثل في تسوية القضايا التي كانت ضد زوجته منيرة القاضي رئيسة قطاع المناطق الضريبية بوزارة المالية، وابنه الدكتور سمير عنان، نائب رئيس أكاديمية العلوم والتكنولوجيا والنقل البحري. وقالت المصادر، أن وفد من الرموز الصحفية والعسكرية، زاروا الفريق عشية ليلة انسحابه من السابق الرئاسي واجتمعوا معه لمدة 8 ساعات في منزله بالتجمع الخامس لإقناعه بالانسحاب وعدم شق صف القوات المسلحة. وضم الوفد، المستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة، والذي رفض الظهور في الصورة أثناء المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه الفريق انسحابه، بجانب حضور ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، ومصطفي بكري رئيس تحرير الأسبوع والذي كتب خطاب انسحابه، ومحمود مسلم رئيس تحرير المصري اليوم، واللواء حسن الرويني عضو المجلس العسكري السابق. وأوضحت المصادر أن المشير طنطاوي كان رافضًا ترشح الفريق للرئاسة، وأجرى اتصالات هاتفية معه لإقناعه بعدم الترشح، خاصة أن الفريق يقدر دور طنطاوي، بجانب رفض عدد من القيادات البارزة في القوات المسلحة خوض «عنان» الانتخابات الرئاسية. وأكدت المصادر أن عنان قرر عدم الموت سياسيًا، وأعلن تأسيس حزب سياسي حمل اسم «مصر العروبة» وتعثر في إعلانه رسميًا في البداية بعد رفضه من قبل لجنة شئون الأحزاب بحجة وجود "مشاكل إدارية" وأخطاء في الإجراءات، كنوع من قرص "الودن" للفريق، وبعدها تغلب عنان على ذلك وتم إعلان الحزب رسميًا مؤخرًا.