أثار إعلان رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، الفريق سامى عنان، عدم ترشحه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، نهاية الأسبوع الماضى، الكثير من الأسئلة حول أسباب هذا القرار المفاجئ قبل انطلاق ماراثون المنافسة فعلياً، على الرغم من إعلان المكتب الإعلامى لعنان قبل عدة أسابيع عن نبأ ترشحه. «الصباح» علمت من مصدر داخل حملة الفريق عنان، أن هناك العديد من الضغوط مورست عليه لإعلان انسحابه من السباق الرئاسى، خاصة تلك التى مارسها وزير الدفاع الأسبق، المشير حسين طنطاوى، بعد أن عقد جلسة خاصة مع الفريق فى أحد مقرات الحملة بالقطامية، وأكد طنطاوى خلال الاجتماع على ضرورة انسحابه من السباق، وترك الساحة لصالح وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى، وكرر طنطاوى نصيحته فى اتصال هاتفى مع عنان عقب محاولة اغتياله. وأكد المصدر - الذى فضل عدم ذكر اسمه - أن عنان تلقى مكالمة طنطاوى الهاتفية فى مكتبه الخاص، واستمرت لنحو نصف ساعة، وبعدها خرج عنان من المكتب متأثراً جداً، حتى أن كل العاملين فى المقر لاحظوا تغير مزاج الفريق، وعند سؤاله أكد لهم أنه لا يوجد شىء، ولكن هناك قرارا سأعلنه، وكلف المكتب الإعلامى الخاص بحملته الانتخابية، بتحديد موعد لمؤتمر صحفى يعلن فيه عن «انسحابه من الانتخابات الرئاسية». فى غضون ذلك، علمت «الصباح» أن سبب وجود الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، المقرب من المؤسسة العسكرية، فى مؤتمر عنان هو التأكيد على انضمام عنان لجبهة «مصر بلدى» المؤيدة للمشير السيسى، بعد أن طلب عنان من بكرى المشاركة فى الحياة السياسية عن طريق جبهة سياسية لها شعبية، وهو ما رحب به بكرى وعلى أثره حضر مؤتمر عنان لإعلان انسحابه. وقلل الخبير العسكرى، اللواء مختار قنديل، من انسحاب عنان وتأثيره على السباق الرئاسى، مؤكداً أن الانتخابات الرئاسية لن تتأثر بغياب عنان، بسبب وجود عدد من المرشحين الذين سينافسون السيسى، فى الانتخابات، وقال «سنواصل المضى قدماً فى خارطة المستقبل، من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية»، مضيفاً: «البلاد تحتاج للاستقرار، ومن يحب مصر سيخوض الانتخابات ويتقبل نتيجتها مهما كانت». من جهته، قال رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، الدكتور محمد أبو الغار، ل«الصباح» إن «إعلان الفريق عنان، عن عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، ليس له تأثير على الساحة السياسية»، مضيفاً: «عنان ليس بالمنافس القوى بالانتخابات المقبلة، حتى يكون انسحابه مؤثراً فى سير الانتخابات، وعدم ترشحه هدفه المحافظة على نفسه بعيداً عن خسارة فادحة»، مشيراً إلى أن رغبة جميع المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة فى التراجع عن قرار الترشح يعد «مؤامرة»، تهدف إلى إظهار السيسى وحيدًا فى الانتخابات، مما يجعل الدول الغربية تثير الأقاويل بأن عزل الرئيس محمد مرسى فى يوليو الماضى كان «انقلابًا عسكريًا».