أكد رئيس الوزراء الإيطالي، ماتّيو رينزي، حتمية توصل اجتماع المجلس الأوروبي، غدًا الخميس، إلى اتفاق مشترك بتنفيذ الالتزامات الملموسة "التدخلات في بلدان المنشأ، وتدمير قوارب الهجرة، ومضاعفة مهمة تريتون ليس فقط ماليًا، ومد حالة الطوارئ لتكون مشتركة بين جميع البلدان، والتعاون مع الأممالمتحدة لجهود مشتركة على الحدود الجنوبية لليبيا". ودعا رينزي إلى الوحدة الأوروبية لمواجهة طوارئ الهجرة غير الشرعية من إفريقيا، مؤكدًا في كلمته أمام مجلس النواب الإيطالي، اليوم الأربعاء، ضرورة وجود رد سياسي من جانب الاتحاد الأوروبي إزاء قضية الهجرة، وإعطاء استجابة لا تمثل مجرد رد فعل فوري وعاطفي بل خطوة مكتملة. وانتقد رينزى المعارضة المتطرفة في إيطاليا ضد الحكومة، لافتًا إلى ضرورة العمل من أجل خدمة الإنسانية. ومن المقرر أن تشهد بروكسل، غدًا الخميس، انعقاد قمة استثنائية لمجلس الاتحاد الأوروبي، بناءً على طلب الحكومة الإيطالية، بعد حادث غرق قارب المهاجرين الأخير الذي أودى بحياة 850 مهاجرًا في المياه بين ليبيا وصقلية. وفيما يتعلق باقتراح لإغراق قوارب المتاجرين بالبشر قبل مغادرتها، أعلن وزير الداخلية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو، تقدَّم بلاده بطلب واضح لإجراءات مستهدفة في ليبيا، في إطار القانون الدولي، قائلاً: "نسعى إلى إجماع دولي بشأن السواحل الليبية، لا يمكننا القيام بهذا وحدنا؛ لأنها ستكون بمثابة إعلان حالة حرب، هناك مفاوضات جارية للحصول على تفويض دولي". ووجد اقتراح الجنرال ليوناردو تريكاريكو، رئيس الأركان السابق للقوة الجوية الإيطالية والرئيس الحالي لمؤسسة "إيكسا" لبحوث الدفاع والأمن والاستخبارات بأهمية استخدام طائرات بدون طيار لتدمير قوارب المهربين الراسية على الشواطئ الليبية قبل تحميلها بالمهاجرين كوسيلة للحد من مآسي الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، قبولاً سياسيًا باعتباره حلاً قابلاً للتطبيق دون أي صعوبات تقنية أو تشغيلية ودون سكب قطرة دم واحدة، ولا حتى من قبل المجرمين الذين يسيطرون على حركة الإتجار بالبشر قبل أن يتمكنوا من شحن قوارب المهاجرين والتسبب بمآس جديدة في البحر.