قال رئيس أرمينيا، سيرج سركيسيان، إن إحياء ذكرى جرائم الإبادة الجماعية في حق الأرمن على يد الأتراك ستكون رسالة قوية للعالم والمجتمع الدولي، بأنها تمثل تهديدًا للإنسانية، ويجب منعها. جاء ذلك في كلمته اليوم الأربعاء في افتتاح المنتدي الدولي بمناسبة مرور 100 عام على الإبادة الجماعية للأرمن على يد الإمبراطورية العثمانية. وأضاف "أن المنتدي يرتكز على أربعة محاور هي الذكري والعرفان والمنع والإحياء وهذه هي رسالة أرمينيا ومجتمعات الشتات الأرميني في دول مختلفة." وأوضح رئيس أرمينيا "أن المنتدي سيناقش دور الذكري والحقيقة للتغلب على تأثير الإبادة الجماعية التي تعد جريمة على نطاق واسع والتي لها تدمير واسع النطاق له وكان له تداعيات على أبناء الضحايا والمجتمع الدولي بأسره، مشيرًا إلى أن الشعب الأرميني يعتبر الذكري التزامًا أخلاقيًا وحقًا للفرد والجماعة، وأنه من الواجب الاحتفال بإبادة 5.1 مليون ومعاناة مئات الآلاف آخرين، بالإضافة إلى خسائر التراث المادي والروحي للشعب الأرميني. وأفاد بأن الشعب الأرميني لم ينس ويشعر بالعرفان للأكراد والأتراك الذين قاموا بإخفاء جيرانهم الأرمنيين، كما يشعر بالعرفان والجميل للشعوب العربية الذين وفروا ملاذًا آمنًا للذين هربوا من المذبحة التركية، بالإضافة إلى الروس والأمريكيين والأوروبيين الذين اعتنوا بالأيتام الأرمن أو شاركوا في الجهود الإنسانية في هذا الصدد. وقال "سركيسيان" إن الاعتراف وإدانة الإبادة الجماعية والقضاء على آثار ومنع جرائم الإبادة تعد من القضايا الرئيسية لأجندة السياسة الخارجية، ولذا فإننا نولي اهتمامًا كبيرًا لمنع الجرائم ضد الإنسانية"، لافتًا إلى أن مشاركة أرمينيا في جهود المجتمع الدولي نحو منع جريمة الإبادة الجماعية والتي ظهرت مؤخرًا في قرارات الأممالمتحدة التي تبنتها جميع الدول على مدار الأعوام السابقة بناء على مبادرتنا. ولفت إلى أن ذكرى الإبادة الجماعية لها أهمية لأنها ترتبط بالعرفان من أجل الاعتراف بالقيم الإنسانية التي أنقذت الآلاف الذين نجوا بحياتهم، مضيفًا أن إنكار الإبادة الجماعية يعد تحريضًا على موجة جديدة من كراهية الأجانب ودائمًا ما تصاحبها التعصب والتبرير بارتكاب جرائم الإبادة ولكن الإنكار في ظل ضغط دولي قوي يحصل على طبيعة خطيرة التي تلقي بظلالها على حملات مراجعة التاريخ. وأوضح الرئيس الأرميني "أن الإحياء يستهدف إحياء ذكري نجاة الشعب الأرميني من أسود وأسوأ صفحة في تاريخهم، وأن اليوم بعد مرور 100 عام، فإن الشعب الأرميني يحى ذكري الشهداء وتقدم نفسها على أنها دولة مستقلة والشتات الذي يناضل من أجل الحفاظ على الهوية الأرمينية وتطويرها، مؤكدًا أن أرمينيا تعمل على الإسهام في تطوير الحضارة الإنسانية. وذكر أن الأمة الأرمينية لم يتم إحياؤها فقط في الوطن الأم، ولكن في الشتات لأن أبناء وبنات أرمينيا الذين عاشوا ووجدوا ملاذًا آمنًا في دول كثيرة في العالم اندمجوا بنجاح في مجتمعات التي استضافتهم وعلى جانب آخر نجحوا في الاحتفاظ بالهوية الأرمينية وانتمائهم القوي بالوطن الأم.