كتب - محمد شعبان: "محكمة".. صوت هدوء يسيطر على جنبات أكاديمية الشرطة مقر انعقاد محاكمة 73 متهمًا في القضية المعروفة إعلاميًا ب"مذبحة بورسعيد"، اليوم الأحد.. أنظار الجميع تتجه صوب المستشار محمد السعيد، رئيس محكمة جنايات بورسعيد، ما بين متأمل بالحكم بالبراءة، وآخر متخوف من مصير مجهول لا يعلمه إلا الله. وبمجرد البدء في النطق بالحكم، بلغت القلوب الحناجر، وتصبب الحضور عرقًا في انتظار الحكم الذي طال انتظاره، "حكمت المحكمة حضوريًا بإحالة اوراق 11 متهمصا لفضيلة مفتي الجمهورية، وحددت جلسة 30 مايو للنطق بالحكم..رفعت الجلسة".. لم يلبث أن نطق المستشار محمد السعيد، بالحكم الصادر في إعادة محاكمة المتهمين في "مذبحة بورسعيد"،حتى امتلئت المحكمة بالزغاريد والدموع، وعلت الفرحة وجوه أهالي الضحايا، وحالات الإغماء بين أمهات المتهمين. «التحرير» ترصد أبرز المحطات التي مرت بها تلك المحاكمة التي تحمل ذكريات حزينة ومؤلمة للمصريين عامة ولرابطة "ألتراس أهلاوي" خاصة، في ليلة دامية تحول فيها اون أرضية ملعب بورسعيد الأأخضر للون الأحمر الممزوج بدماء الضحايا الأبرياء. في 26 يناير 2013، حكمت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد، بإحالة أوراق 21 من المتهمين لفضيلة مفتي الجمهورية، وتأجيل الحكم على الباقين لجلسة يوم 2013/3/9. وفي 9 مارس 2013 ، حكمت محكمة جنايات بورسعيد بالإعدام شنقًا على 21 من 73 متهمًا، وبالسجن المؤبد على خمسة، والسجن 15 سنة على عشرة، بينهم خمسة من كبار المسؤولين بوزارة الداخلية، و10 سنوات على ستة متهمين، وأحكام أقصر على عدد آخرين بينما قضت ببراءة 28 متهمًا. أحداث 2013. عقب إعلان الحكم بإعدام 21 متهمًا، اندلعت أحداث عنف في أنحاء المدينة الباسلة، حيث كانت ردة الفعل الأولى عدوا مباشرا نحو الحواجز الفاصلة بين المتظاهرين ومحيط السجن المحتجز فيه المتهمين، وإطلاق الرصاص من بنادق آلية بحوزة المتظاهرين، وأحرقوا سيارات منها ميكروباص تابع لقناة فضائية، وواجهة كلية التربية القريبة من السجن، وقسم شرق، وتحطيم عدد من السيارات وواجهات المحلات. واتهم العديد من أهالي المتهمين الرئيس المعزول محمد مرسي، أنه سلم المدينة كبش فداء، وأنه استصدر حكمًا قضائيا مُسيّسًا لاستيعاب غضب ألتراس النادي الأهلي الذي كان قد هدد بالتصعيد العنيف إذا لم يقتص القضاء لمن قتل من رفاقهم، وقتل أكثر من 26 مواطنا في الأحداث منهم ضابط شرطة، ومجند، ولاعب بنادي المريخ. واجتاحت حالة من الغضب العارم شوارع المدينة ضد كل ما هو إخواني، وأجمع المتظاهرون على أن نصف المتهمين على الأقل أبرياء مما حدث، ولا علاقة لهم بالحادث من قريب أو بعيد. وفي 6 فبراير 2014، قضت محكمة النقض بقبول الطعون المقدمة من 34 متهمًا على الأحكام الصادره ضدهم (حضوريًا) ما بين الإعدام والمؤبد والسجن، كما قبلت طعن النيابة العامة على الحكم الصادر ببراءة 28 متهمًا في نفس الأحداث من بينهم 7 متهمين من القيادات الشرطية سابقًا بمحافظة بورسعيد. وقررت المحكمة إعادة محاكمة جميع المتهمين الطاعنين والحاصلين على أحكام البراءة أمام محكمة جنائية أخرى، وضمت محكمة الجنايات إلى المتهمين السابقين إعادة إجراءت محاكمة 11 متهمًا في ذات القضية صادرة ضدهم أحكام غيابية بالإعدام والمؤبد بعد أن سلموا أنفسهم للجهات الأمنية. في الأول من فبراير 2015، أحيّت القلعة الحمراء الذكري الثالثة للحادثة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، في غياب أهالي الشهداء، وحرص مجلس إدارة الأحمر على إعداد وتجهيز سرادق عزاء كبير داخل النادي لاستقبال المعزين، فيما تواجد أولتراس أهلاوي بأعداد كبيرة داخل مدرجات التتش للاحتفال بتلك الذكري التي فقدوا فيها أعز أصدقائهم في 6 أبريل 2015، أجلت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار محمد السعيد، نظر القضية لجلسات الثلاثاء والأربعاء، لاستكمال سماع مرافعة الدفاع. في 8 أبريل 2015، قررت الحكمة تأجيل نظر القضية لجلسة 19 أبريل، لإصدار القرار والذي من المقرر أن يكون حجز القضية للحكم. صباح 19 أبريل، تشديدات أمنية بمحيط محكمة "مذبحة بورسعيد" بأكاديمية الشرطة، واستنفار أمني بشوارع بورسعيد تزامنًا مع المحاكمة. وفي تمام 11 ظهر اليوم الأحد، أسدل الستار عن القضية، بعدما قررت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة، إحالة أوراق 11 متهما في قضية «مذبحة استاد بورسعيد» إلى فضيلة المفتي، لأخذ رأيه الشرعي في إصدار الحكم عليهم بالإعدام. وحددت المحكمة جلسة 30 مايو المقبل للنطق بالحكم على المتهمين، لإدانتهم بقتل 74 من جماهير النادي الأهلي عقب انتهاء مباراته أمام المصري البورسعيد في الدوري الممتاز في شهر فبراير 2012.