103 سنة، عمر انضمام منطقة السلوم رسميًا إلى مصر ، بعد الاتفاق الذي وقع بين الطليان الذين كانوا يحتلون ليبيا، والإنجليز الذين كانوا يحتلون مصر، في مثل هذا اليوم من عام 1912، مقابل انضمام واحة جغبوب الواقعة في الجنوب إلى ليبيا. هي بوابة مصر الغربية إلي ليبيا، التي تقع على ساحل البحر المتوسط، مرت عليها حقب تاريخية عديدة، أهمها الفتوحات الإسلامية لشمال أفريقيا، إذ استخدمها بنو هلال كحصن لتخزين المؤن وعتاد الحرب ونقطة انطلاق لمحاربة الزناتي خليفة في تونس. كما أنها عبارة عن خور في قلب البحر المتوسط، يحدها من الشرق الساحل ومن الشمال هضبة السلوم، التي يفصلها عن الحدود الليبية عشرة كيلو مترات. دارت على أرضها معركة كبيرة بين دول المحور والحلفاء عام 1945، فازت خلالها دول المحور واستطاعت طرد الإنجليز وقهرهم حتى منطقة العلمين، كما كانت محطة لتزويد المجاهد الليبي عمر المختار بالمؤن في نضاله ضد الطليان. خرجت المدينة برمتها من حسابات الكومات المتعاقبة، فالفقر استشرى في جنباتها، لتتحول إلى مدينة الأشباح، ودخل أهلها في طابور البطالة وحاصرهم الفقر في كل مكان، حتى أصبح 36% من سكانها يعيشون تحت خط الفقر طبقًا لآخر تقرير للتنمية البشرية. اعتمد سكان المدينة لفترات طويلة سابقًا على الزراعة كمصدر رئيسي للرزق، إلا أن نوبات الجفاف وعدم سقوط الأمطار على مدى العشر سنوات الأخيرة، أدت إلى بوار الكثير من الأراضي وجفاف حدائق التين والزيتون، ليكون البديل على مدار السنوات الأخيرة التجارة والتخليص الجمركي عبر منفذ السلوم، فضلًا عن تبادل البيع والشراء في المنفذ مع الجانب الليبي. في الوقت الذي يستغل فيه بعض الأشقياء المدينة في أنشطة التهريب، وممارسة الأنشطة الإجرامية من تهريب للسلاح والاتجار في الأعضاء البشرية وتهريب الثروة الحيوانية من مصر إلى ليبيا، عبر عشرات النقاط الممتدة بطول الشريط من السلوم شمالًا، وحتى حدود محافظة الوادي الجديد جنوبًا. لأسباب عديدة منها عدم وجود مصدر رزق بديل للزراعة التي كان السكان يعتمدون عليها في الدخل، إلا أن نوبات الجفاف وعدم سقوط الأمطار على مدى العشر سنوات الأخيرة، أدت إلى بوار الكثير من الأراضي وجفاف حدائق التين والزيتون، ما دفع معظم مواطنيها للجوء إلى التهريب عبر البر والبحر من مواد غذائية وملابس وأجهزة كهربائية. وأكد بعض أهلها مرارًا أن الاتجاه لمثل هذه الأعمال الغير مشروعة، يرجع لعدم وجود أي خدمات أو أنشطة صناعية أو تجارية بالمدينة، ورفض المسئولين النظر بعين الرحمة إلى عائلات تتأوه من الجوع والفقر والبطالة. في الوقت الذي ارتضى البعض العيش في المدينة، والصبر على الفتات الذين يحصلون عليه من أعمالهم المشروعة، تؤرقهم طبيعة التواجد الأمني والعسكري في المدينة، بعد سقوط المئات قتلى بالرصاص أو بالألغام المنتشرة في مساحات كبيرة منها.