أسِرّة متهالكة، عيون زائغة تنتظر الفرج، أمراض وأوبئة تتناثر في كل مكان، إمكانيات معدومة لعدد مهول من المرضى، صرخات بين الحين والآخر، تأوهات وآلام تنهش في العظام، دماء جفّت على الأرض. أب يحضن فلذة كبده في انتظار العون، أم تحلم بانتهاء أوراق التأمينات حتى تدخل في مرحلة العلاج وتكسر طول الانتظار، آمال مُعلقة، حالِمة بإمكانيات طبية متوسطة تساعدهم على الشفاء من أمراضهم. 632 مستشفى حكومي في مصر، و96062 سريرًا، بحسب تأكيد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، غالبيتهم تعاني من نقص حادٍ في الإمكانيات. أكثر من 7 ملايين مريض بالسكر -وفقًا لتصريح عميد المعهد القومي للسكر-، و9 ملايين مصري مريض بفيرس سي -كما أكد رئيس معهد الكبد-، 2.5 مليون مصري مصابون بالفشل الكلوي بحسب تأكيدات وزارة الصحة في بيانات رسمية. تشرح امرأة جالسة على الأرض: "ننتظر دورنا في علاج ضئيل نُعزي به أنفسنا، لعل الله يدرك بعد ذلك أمرًا كان مفعولا"، وتشير سيدة منفعلة: "تعبنا ومفيش حاجة في إيدينا غير إننا نستني، ما باليد حيلة". وتلوح أخرى غاضبة من أمام معهد الأورام في مصر، بعدما قابلتها عدسة "التحرير" في محاولة لرصد الآراء المتعلقة بالرعاية الصحية في مصر، في اليوم العالمي للصحة: "عاملة وحشة، جايين نكشف مش نقول لله يا محسنين".