الروتين داخل معهد السكر يتسبب في تكدس الطوابير الأنسولين العقار رقم واحد.. وشراكة مصرية أمريكية لإنتاجه محليا تشير الدراسات والإحصائيات إلى وصول مصر للمرتبة السابعة عالميا من حيث الإصابة بمرض السكر، وتؤكد تسارع حدة انتشار المرض بين الشباب والفئات العمرية الصغيرة نتيجة لعدم ممارسة الرياضة بصورة مستمرة، ولاتباع عادات غذائية خاطئة، ووصل عدد مرضى السكر بمصر إلى 7.5 مليون مريض، ومن المتوقع أن تصل إلى 12.5 مليون بحلول عام 2030، طبقا للاتحاد الدولي للسكر. وعلى الرغم من وجود أدوية كثيرة لعلاج مرض السكر مثل (Actozone, RepandinDiaben,NovoNorm )وغيرها الكثير، إلا أن هناك اعتمادا بشكل رئيسى على عقار الأنسولين، لذا قامت شركة المهن الطبية بالشراكة مع شركة "لي لي" الأمريكية التى تصنع الإنسولين لإنتاجه محليا كمحاولة لتوفير العلاج للمرضى الفقراء، وللتوفير فى الموزانة العامة بعدم الاستيراد من الخارج. "البديل" قام بجولة داخل معهد السكر والغدد الصماء، لرصد أعداد المرضى المترددين على المعهد لتلقى العلاج، ومعرفة الإجراءات التي يقوم بها المريض للوصول إلى حقنة الإنسولين، وفي داخل أماكن الانتظار تواجد العشرات من المرضى لإنهاء الإجراءات الروتينية المعتادة والتى لا تخلو منها مؤسسة حكومية، ونتيجة لغياب النظام وضعف ثقافة خدمة المواطنين، اكتظ المكان بهذه الأعداد الكبيرة أمام الخزانة لدفع ثمن التذكرة، تمهيدا لدخول العيادة حيث يقوم الطبيب بالفحص. فى وسط هذا الزحام توجهت إلى شباك تلقى استمارات المرضى المطالبين بتلقى العلاج على نفقة الدولة، وقالت إيمان محمود 40 سنة، إنها تقدم الاستمارة لتجديد صرف العلاج، وتقوم بهذا الإجراء كل 6 أشهر، مضيفة أنه من الممكن عمل ملفات للمرضى لتوفير المجهود الضائع على تجديد صرف الدواء كل فترة، وأن يكون التجديد تلقائيا فى الموعد المحدد له وبدون عناء للمريض، ولكن هذا النظام لا يطبق فى مصر فكل شىء يسير بالروتين المعهود داخل المؤسسات الحكومية. وأضافت فوزية سامى 58 عاما، أنها تقوم بتحليل لفحص نسبة السكر فى الدم يقوم على إثره الطبيب المعالج بتحديد جرعة الإنسولين الخاصة بها، ومن ثم تتوجه إلى الصيدلية التابعة للمعهد للصرف، وغالبا تنتهى الجرعة فى المدة المحددة لموعد التجديد، ولكنها تؤكد أنها لا ترى مشكلة في هذه الإجراءات لأنها تعد زيادة أمان للمرضى ومتابعة دورية ومستمرة لحالتهم. من جانبها أوضحت يسرية عزت، أنها تنتظر دورها لمقابلة الطبيب المتابع لحالتها منذ فترة ليجرى لها الفحوصات اللازمة لتحديد جرعة العلاج، مشيرة إلى أن الزحام في معهد السكر لا يمثل لها مشكلة لوجود طبيب متفهم للحالة المرضية وعنده خبرة فى مجال تخصصه، على عكس الوضع داخل معهد الكبد، موضحة أنها تعانى من فيروس الكبد الوبائى سى، وأنها تعانى من المعاملة أثناء ذهابها للحصول على العلاج، فالمعاملة بالنسبة لها داخل معهد السكر أفضل على الرغم من التزاحم وزيادة الأعداد المتوافدة. من ناحية أخرى، أكد الدكتور أحمد فاروق، رئيس لجنة الصيدليات بالنقابة العامة للصيادلة، ل"البديل" أن العلاج الأساسى الذى يعتمد عليه مرضى السكر فى مصر هو الأنسولين، وأن هناك محاولات جيدة من بعض الشركات مثل شركة المهن الطبية لإنتاج الإنسولين البشرى من خلال الشراكة التى تمت مؤخرا بينها وبين شركة "لي لي" الأمريكية التى كانت تمتلك تصنع الإنسولين، وأوضح أن الشركة المصرية قادرة ولديها الإمكانيات اللازمة لتصنيع الإنسولين البشرى أو الأدوية الحيوية، وهذه خطوة جيدة يجب أن نثمنها لأنها ستوفر مبالغ كبيرة للبلد نتيجة لعدم الاستيراد من الخارج، مع العلم أن كلا من شركة نوفونورديسك الدنماركية، وشركة لي لي الأمريكية، هما أشهر شركتين فى إنتاج أدوية مرض السكر على مستوى العالم، مشيرا إلى أهمية وجود خطة أو مشروع قومى من قبل وزارة الصحة لمواجهة هذا المرض اللعين والذى تفيد الدراسات أن مصر ستكون فى المرتبة السابعة عالميا لإنتشاره بحلول عام 2030، ومؤكدا أن عددا من الشركات ستنتج أنواعا جديدة من الأدوية لعلاج مرض السكر عن طريق البخ بخلاف الإنسولين الذى يستخدم عن طريق الحقن. وعلى جانب آخر، قال الدكتور محمد عبد اللطيف، رئيس لجنة الصيدلة الإكلينيكية بنقابة الصيادلة، إن الصيدلة الإكلينيكية هى المسؤولة عن وضع خطة العلاج والجرعات المخصصة لكل مريض بالتنسيق مع الطبيب المتابع للحالة، وذلك فى علاج المرضى المصابين بأكثر من مرض فى وقت واحد، موضحا أنه لا يمكن التعامل مع المرضى باعتبارهم حالة واحدة ثابتة تطبق عليهم أسس أو قواعد ثابتة، فلكل مريض حالة مختلفة، وهنا يتم عمل خطة علاجية بعد فحص المريض وأخذ التقارير التي تحدد الجرعات من خلالها، وهناك كورسات علاجية للمصابين ب"السكر والفشل الكلوي"، وكورسات أخرى للمصابين ب"السكر وفيروس سي"، وتختلف الجرعات من حالة لأخرى حسب كفاءة الأجهزة أو الأعضاء المصابة.