كتب – محمد الحكيم: بدأ سباق الانتخابات البرلمانية في إسرائيل، اليوم الثلاثاء، في ظل منافسة شديدة بين العديد من السياسيين، لهذا نعرض عليكم وفقًا لتقرير نشره موقع "سي إن بي سي" أهم ما تحتاجون معرفته عن تلك الانتخابات. مَن هُم اللاعبون الرئيسيون؟ في الصدارة يتواجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن حزب الليكود بعدما حاز على منصبه عام 2009 ويتنافس على مرحلة ثانية من الانتخابات البرلمانية. المنافس الرئيسي لنتنياهو هو اسحاق هرتسوج، والذي يمثل تحالف يسار الوسط التابع لائتلاف الاتحاد الصهيوني الذي أسسه هرتسوج في شهر ديسمبر بدعم من حزب العمل الإسرائيلي، وحزب "هاتنوه" الليبرالي الذي شكله وزير العدل السابق المنشق عن حزب الليكود تسيبلي ليفني. استطلاعات الرأي تشير إلى أن الاتحاد الصهيوني شنّ حملة قوية ضد نتنياهو ومن المنتظر أن تكون النتائج متقاربة للغاية، وقد بدأ توافد الناخبين على مراكز الاقتراع في السابعة صباح اليوم وسيتم إغلاقه في العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي. ومن المتوقع مهما كانت النتيجة أن كل الحزبين سيقومون بمفاوضات لتشكيل ائتلاف كبير بما يكفي للتحكم على البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) الذي يتكون من 120 مقعد. وبمجرد أن يحصل حزب أو تحالف سياسي على 61 مقعد أو يزيد يصبح له الحق القانوني في تشكيل الحكومة. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة التي نشرت يوم الجمعة الماضية، والتي قامت بها القنوات التلفزيونية الخاصة (القناة العاشرة، والقناة الثانية) إلى توقعات بأن الاتحاد الصهيوني سيحصد ما بين 24-26 مقعدًا مقابل 20-22 مقعد ل الليكود. ومثل هذه النتيجة فإن كل الطرفين سيستميلون الجماعات السياسية الأخرى الأصغر حجمًا والتي تشكل بمجموعها 34 حزب يمكن عبرهم تشكيل الحكومة. ويؤكد البروفيسور "روفين هازان"، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، أنه من معلوم أنه ليس من الغريب في اسرائيل تشكيل حكومات ائتلافية كما أنه لا يوجد حزب واحد استطاع السيطرة على الانتخابات بصورة مباشرة من أول مرة. أهم مطالب الناخبين الاسرائيليين الأمن يتصدر أولوية أغلب الناخبين الاسرائيليين، جنبًا إلى جنب الإقتصاد، وإرتفاع مستوى المعيشة والذي أصبح الشغل الشاغل بالنسبة للأحزاب السياسية الاسرائيلية أيضًا. والسبب وراء تلك الاهتمامات أن سعر المنازل ارتفع بنسبة 55% من عام 2008 حتى عام 2014 وفقًا لدراسة صادرة عن وزارة المالية الاسرائيلية في فبراير الماضي التي كان يتولى فيها نتنياهو السلطة. ويميل الاتحاد الصهيوني الذي يمثل اليسار إلى تحقيق أقصى استفادة من الأزمات الإقتصادية للبلاد، بينما يميل اليمين إلى جرّ الناخبين إلى القضايا الأمنية. ما أهمية الانتخابات لدولة إسرائيل؟ ناتج الانتخابات الإسرائيلية يؤثر على مستقبل عملية السلام الفاشلة في الشرق الأوسط، ويرى الكثير من المراقبين أنه بفوز "هيرتزوج" بمقعد رئيس الحكومة ربما يتمكن من إعادة عملية السلام إلى مسارها الصحيح. وهذا هام جدًا في الوقت الذي تتزايد فيه التوترات، والعنف في الشرق الأوسط، وفي ظل مخاوف أمنية عالية على قائمة أولويات الاسرائيليين. رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كان صريحًا جدًا في معارضته للمحادثات الدولية بشأن برنامج إيران النووي، والنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني المستمر. حيث شدد في بيان حملته الانتخابية في وقت سابق من الشهر الحالي أنه لو فاز في الانتخابات لن يكون هناك "تراجع" أو "انسحابات" من الأراضي الفلسطينية المحتلة. فنقلًا عن "رويتيرز" أكد في رسالته خلال الماراثون الذي ترأسه يوم الأحد الماضي على أن القدس وجميع أحياءها ستبقى تحت السيادة الاسرائيلية مضيفًا : "نحنُ لن نتراجع ولن نرضخ لأي ضغوط"، في ظل تجمع يصل تعداده ما بين 15 ألف – 30 ألف من مؤيديه في تل أبيب يوم الأحد الماضي. ومع وضع استطلاعات الرأي في الاعتبار فإن نتنياهو يعلم أن أيامه في منصبه يمكن أن تكون قليلة. وأضاف نتنياهو في اجتماع الأحد أيضًا: "منافسونا مازالوا يبذلون الجهد الكبير لإلحاق الضرر بي وبالليكود لفتح فجوة بين حزبي، وحزب الليكود المنافس لنا ونحنُ لو لم نغلق هذه الفجوة سيكون هناك خطر حقيقي يجعل اليسار يتولى السلطة". جدير بالذكر أن عدم إحراز تقدم في محادثات السلام بين اسرائيل، والسلطة الفلسطينية شكل مصدر إحباط للإدارة الأمريكية، وأوروبا بعد آخر جولة من المفاوضات المشتركة التي فشلت العام الماضي. ويرى كثيرون أن نتنياهو ابتعد عن دعمه السابق لحل الدولتين مع الفلسطينيين على الرغم من نفيه ذلك. وفي حين أن منافسه هرستوج يدافع عن حل الدولتين لكنه يؤكد حق اسرائيل في الحدود المتنازع عليها والتي تشمل الكتل الاستيطانية.