ستصبح هذه المحنة مجرد صفحة في حياتها وستطويها سريعا بقوة ارادتها وبدعوات احباءها وقبل كل ذلك بشفاعة من ربنا. الصدفية مرض خطير ولاشك فما بالكم عندما نُصبح بصدد نوع نادر منه والعلاج الذي تتلقاه حاليا في سويسرا لا يزال تحت التجربة، نجلاء فتحى قررت بشجاعة أن تقف في أول الصف وتتعاطى الدواء ،لدى يقين أنها قادرة في نهاية المشوار على هزيمة هذا العدو الشرس، لتعود الينا كعادتها بابتسامة تملأ الكون سعادة وبهجة. لو كان للصدق عنوانا فلاشك أنه نجلاء فتحي، لن تجد أبدا مسافة بين الفنان والانسان فهي تعيش الحياة بصدق باعتبارها فاطمة الزهراء اسمها الحقيقي، وعندما تقف أمام الكاميرا تُصبح نجلاء فتحي وتُمثل الشخصية الدرامية أيضا بصدق زهرة، جمال نجلاء ليس على الفرازة ولا هو على سنجة عشرة، ستجد اسنانها السفلية غير منتظمة و ستلمح حشرجة في نبرات الصوت، ولكننا اكتشفنا أن هذا هو سر السحر. لا شئ تُخفيه هذا هو دائما انطباعي عنها فهى لا تضع أبدا مكياجا على مشاعرها ،تتحرك وتتحدث وتشاغب بطبيعية ، لم تعرف الغضب من رأي يكتب عن عمل فني لا أتذكر أبدا أن هذا قد حدث بيننا ، ولكنها تفاجئني ، بأنها ربما تكون أكثر سخرية مني لو كتبت ساخرا ، نجمة بالمقياس الحقيقي للنجومية أي القدرة على جذب الجمهور ، كانت هي وميرفت أمين بعد سعاد حسني هما الأكثر استحواذا على الجمهور ، أنقسم شباب السبعينيات الى فريقين ، واحد نجلاء والثاني ميرفت ،كل منهما فتاة أحلام الجيل ،كانت نجلاء قد ارتبطت على الشاشة مع محمود يسن بينما ميرفت مع نور الشريف، الغريب في الأمر والذي اكتشفته في حوار شخصي مع ميرفت ونجلاء وحمدي قنديل، أن نجلاء وميرفت في عز التنافس، كانتا صديقتين حميمتين، صحيح ان شركات الانتاج صدرت للناس صراعا حادا بينهما وكثيرا ما تورطت الصحافة في اختلاق حكايات ساخنة لتأكيد صراع لا أساس له من الصحة ،والحقيقة هي انه كان بينهما دائما تليفون مسائي للفضفضة، فإذا طلبت نجلاء مثلا رقما كأجر رآه المنتج مبالغا فيه وطلب تخفيضه وعلى الفور تخبر ميرفت انها اعتذرت وتذكر لها المبلغ حتى تُصر عليه ميرفت، المنتج في النهاية مقيد بين نجلاء وميرفت وهكذا كان اجرهما يرتفع معا بتلك الحيلة . محطات هامة في حياتها الفني ولكني أتذكر أن المنتج رمسيس نجيب اراد ان يتحدى بنجلاء فتحى سعاد حسني ،اختلف مع سعاد عام 69 حول فيلم " أفراح" فقرر ان يقدم نجمة جديدة، ويومها أراد موزع الفيلم تخفيض قيمة المبلغ الذي يدفعه عادة للمنتج على أساس ان نجلاء مجرد مشروع نجمة ولكن رمسيس اصر على أن يحصل على نفس الرقم مؤكدا ان نجلاء قادمة للقمة. قبل نحو عشر سنوات اتصلت بي من دبي حيث كانت تُقيم مع زوجها الاعلامي الكبير حمدى قنديل ،وسألتني إيه رأيك تسجل برنامج من 30 حلقة عن قصة حياتها يخرجه على بدرخان ،بالطبع تحمست فأنا أعرف نجلاء جيدا وأعتز بها فنيا وانسانيا ،ولكن بعد أشهر تأجل المشروع لأجل غير مسمي و لم أسألها عن الاسباب رغم اننا التقينا بعدها عشرات المرات . تغيرت القواعد والقوانين الفنية في نهاية التسعينيات وبات تواجدها الفني محدودا ،ولكن نجلاء لم تعتزل ،هذه هي الحقيقة ،دائما هناك مشروع تعيش فيه ، أتذكر فيلم مع عمر الشريف كانت مرشحة لاخراجه سماح أنور ، وقبلها كتبت قصة سينمائية بعنوان " دموع نجمة" من أجل أن تعود سعاد حسني للشاشة في السنوات التى عاشتها سعاد في الغربة. إذا كان رمسيس نجيب هو الذي اكتشفها فان عبد الحليم حافظ أشعلها جماهيريا عندما شاركته بطولة مسلسله الاذاعي الوحيد "ارجوك لا تفهمني بسرعة" عام 73. على الخريطة السينمائية لها بصماتها في أفلام مثل "عفوا ايها القانون" و "المرأة الحديدية" و"دمى ودموعي وابتسامتي" و" صابرين "، ولو راجعت وأمعنت وتأملت ستجد دُررا مثل "الشريدة"و"اسكندرية ليه" و"أحلام هند وكاميليا" و"سوبر ماركت " و"سونيا والمجنون" و"حب لا يري الشمس" و"المجهول" و"سعد اليتيم" دائما لها اشعاع وطلة لا تٌنسي ،نجلاء أنتظر مع الملايين اشراقك!!