24 عامًا من التزوير.. قصة أكبر مزور في الوسط التعليمي (فيديو)    فولكس ڤاجن تطلق Golf GTI المحدثة    بعد اجتماع اللجنة المرتقب.. هل هناك زيادة متوقعة في تسعير البنزين؟    17 شرطا للحصول على شقق الإسكان التعاوني الجديدة في السويس.. اعرفها    مسرحية أم ادعاء؟.. بوليفيا تسدل الستار على التمرد باعتقال قائد الجيش    موظفو وزارة الخارجية الإسرائيلية يهددون بإغلاق السفارات    سموحة يهنئ حرس الحدود بالصعود للدوري الممتاز    إصابة محمد شبانة بوعكة صحية حادة على الهواء    فى واقعة أغرب من الخيال .. حلم الابنة قاد رجال المباحث إلى جثة الأب المقتول    حظك اليوم| برج الأسد 27 يونيو.. «جاذبيتك تتألق بشكل مشرق»    حظك اليوم| برج الجدي الخميس27 يونيو.. «وقت مناسب للمشاريع الطويلة»    جيهان خليل تعلن عن موعد عرض مسلسل "حرب نفسية"    حظك اليوم| برج العذراء الخميس 27 يونيو.. «يوما ممتازا للكتابة والتفاعلات الإجتماعية»    مجموعة من الطُرق يمكن استخدامها ل خفض حرارة جسم المريض    هذه الأطعمة تزيد من قلقك على المدى الطويل.. احذر منها    الكشف على 1230 مواطنا في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بكفر الشيخ    بسبب الإدمان.. ثلاثينية تشعل النار في جسدها بالجيزة    منير فخري: البرادعي طالب بالإفراج عن الكتاتني مقابل تخفيض عدد المتظاهرين    إبراهيم عيسى: أزمة الكهرباء يترتب عليها إغلاق المصانع وتعطل الأعمال وتوقف التصدير    ملف رياضة مصراوي.. هزيمة البرتغال.. شكوى بيراميدز.. والزمالك يفعل بند شراء نجمه    الحكم على رئيس هندوراس السابق بالسجن 45 عاما بسبب المخدرات والسلاح    الأكثر مشاهدة على WATCH IT    "الوطنية للإعلام" تعلن ترشيد استهلاك الكهرباء في كافة منشآتها    هل يوجد شبهة ربا فى شراء شقق الإسكان الاجتماعي؟ أمين الفتوى يجيب    سيدة تقتحم صلاة جنازة بالفيوم وتمنع دفن الجثمان لهذا السبب (فيديو)    محاكمة مصرفيين في موناكو بسبب التغافل عن معاملات مالية كبرى    أشلاء بشرية داخل القمامة تثير الذعر بأوسيم.. وفريق بحث لحل اللغز    العمر المناسب لتلقي تطعيم التهاب الكبدي أ    نوفو نورديسك تتحمل خسارة بقيمة 820 مليون دولار بسبب فشل دواء القلب    يورو 2024| تعرف على نتائج مُباريات دور المجموعات    خالد الغندور: «مانشيت» مجلة الأهلي يزيد التعصب بين جماهير الكرة    ميدو: الزمالك «بعبع» ويعرف يكسب ب«نص رجل»    أخبار × 24 ساعة.. "التعليم" تعلن نتيجة الدور الأول للطلبة المصريين فى الخارج    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 27 يونيو 2024 في البنوك (التحديث الأخير)    الحكومة تحذر من عودة العشوائية لجزيرة الوراق: التصدى بحسم    لإنهاء أزمة انقطاع الإنترنت.. توصيل 4000 خط تليفون جديد بالجيزة (تفاصيل)    انقطاع الكهرباء عرض مستمر.. ومواطنون: «الأجهزة باظت»    هيئة الدواء المصرية تستقبل وفد الشعبة العامة للأدوية باتحاد الغرف التجارية    «نجار» يبتز سيدة «خليجية» بصور خارجة والأمن يضبطه (تفاصيل كاملة)    بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم.. والأرصاد الجوية تكشف موعد انتهاء الموجة الحارة    مدير مكتبة الإسكندرية: استقبلنا 1500 طالب بالثانوية العامة للمذاكرة بالمجان    الجيش البوليفي يحاول اقتحام مقر الحكومة في انقلاب محتمل    ملخص وأهداف مباراة جورجيا ضد البرتغال 2-0 فى يورو 2024    الدفاع السورية: استشهاد شخصين وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلى للجولان    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لمدرسة تؤوي نازحين شرق خان يونس    إجراء جديد من جيش الاحتلال يزيد التوتر مع لبنان    عباس شراقي: المسئولون بإثيوبيا أكدوا أن ملء سد النهضة أصبح خارج المفاوضات    رئيس قضايا الدولة يُكرم أعضاء الهيئة الذين اكتمل عطاؤهم    وزراء سابقون وشخصيات عامة في عزاء رجل الأعمال عنان الجلالي - صور    بسبب عطل فني.. توقف تسجيل الشحنات ينذر بكارثة جديدة لقطاع السيارات    ملخص أخبار الرياضة اليوم.. الزمالك في ورطة والأهلي ينهي صفقة دفاعية وتركيا وجورجيا إلى ثمن نهائي يورو    "ما علاقة هنيدي وعز؟"..تركي آل الشيخ يعلق على ظهور كريم عبدالعزيز مع عمالقة الملاكمة    تعرف على سبب توقف عرض "الحلم حلاوة" على مسرح متروبول    حدث بالفن | ورطة شيرين وأزمة "شنطة" هاجر أحمد وموقف محرج لفنانة شهيرة    بالفيديو.. أمين الفتوى: العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة عليها أجر وثواب    حكم استرداد تكاليف الخطوبة عند فسخها.. أمين الفتوى يوضح بالفيديو    سماجة وثقل دم.. خالد الجندي يعلق على برامج المقالب - فيديو    هل يجوز الرجوع بعد الطلاق الثالث دون محلل؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«سعاد حسنى» نغمة مرئية لا تتكرر على الشاشة!
نشر في صوت الأمة يوم 30 - 03 - 2014

* من أهم المخرجين الذين أضافوا الكثير لسعاد المخرج الكبير «صلاح أبوسيف» خاصة فى البدايات عندما كانت فى احتياج إلى اعتراف كبار المخرجين بامتلاكها لموهبة استثنائية فى فن الأداء
* ما تبقى منها ليس هو ملابسات الرحيل ولكن الأسطورة التى أسعدتنا فى حياتها ولا يزال إشعاعها الفنى يعيش بعد حياتها وسيظل بعد حياتنا
ولكن دعنا من هذه النقاط الخلافية لأن ما تبقى من «سعاد» هونفسه ما تبقى من «مارلين مونرو» نجمة السينما الأمريكية.. ما تبقى ليس هو ملابسات الرحيل ولكن الأسطورة التى أسعدتنا فى حياتها ولا يزال إشعاعها الفنى يعيش بعد حياتها وسيظل مشعاً بعد حياتنا!!
«سعاد حسني» هى الموسيقى تتجسد لنا فى ملامح بشر.. إنها موسيقى مرئية.. تتحرك موسيقى.. تغنى موسيقى.. تمثل موسيقى.. تتنفس موسيقى.. ولهذا فإنها مثل الموسيقى الخالصة لا يمكن أن تمسك بها لكنك تحلق معها ولهذا حلقنا مع الأعمال الفنية التى قدمتها وكنا نشاهدها بعشق وشوق ولا ندرى أننا نشاهد أنغاماً موسيقية.. خلف سيمفونية «سعاد حسني» كان هناك عازفون نجحوا فى أن يقدموها لنا أنغاماً وأفلاماً!!
أول من لعبت دوراً فى حياة «سعاد» هى أختها الكبرى «نجاة حسني» التى اشتهرت وهى طفلة باسم «نجاة الصغيرة» وذلك حتى لا يختلط الأمر على المستمعين لأنه كانت هناك مطربة أخرى راسخة فى مطلع الأربعينيات من القرن الماضى وهى «نجاة علي».. كانت «سعاد» لا ترى الفن إلا متمثلاً فى «نجاة» وحيث إن «نجاة» تغنى فإن «سعاد» ينبغى أن تغنى والتقط مذيع الأطفال المشهور باسم «بابا شارو» محمد محمود شعبان هذه الطفلة!!
كانت «نجاة» تغنى وهى طفلة «سهران لوحدي» لأم كلثوم بينما «سعاد» والتى تصغرها ب 8 سنوات تغنى للأطفال فى ركن الأطفال «أنا سعاد أخت القمر بين البنات حسنى اشتهر».. وظلت «سعاد» تتلمس خطى «نجاة» فى الغناء.. بينما الآخرون يرون فى «سعاد» شيئاً آخر نظرتها تخطف القلوب لتتوحد معها.. ملامحها تجبرك على أن تحلم بها ورغم جمال الملامح إلا أنه كان هناك شيء كامن فى أعماقها هوالذى يمنحها الإشعاع.. انسجام داخلى مثل إيقاع الموسيقى.. «سعاد» لم تدرك أنها وظفت الموسيقى فى التعبير أمام الكاميرا ولم تسعها الدنيا عندما رشحها «عبد الرحمن الخميسي» لبطولة أول فيلم فى حياتها «حسن ونعيمة».. أدرك «الخميسي» أن «سعاد» موهبة استثنائية بل وكان فى يقينه أنها من الممكن أن تنافس نجمة الشاشة الأولى فى تلك السنوات «فاتن حمامة» ولهذا بمجرد اعتذار «فاتن» عن أداء دور «نعيمة» وقع اختياره على «سعاد» وبعد اعتذار «عبد الحليم حافظ» عن أداء دور «حسن» أسند الدور إلى المطرب الجديد «محرم فؤاد»!!
المؤكد أن «سعاد» كانت تحلم بالغناء لكن أحلام «الخميسي» رأت شيئاً آخر فى «سعاد» وكان الشاعر الكبير «كامل الشناوي» ثاقب النظر عندما عمق لديه هذا الإحساس لكن «سعاد ظلت تحلم بالغناء.. والغريب أنه كما لعب الشاعر الكبير «كامل الشناوي» دوراً محورياً فى بداية مشوار «نجاة» لعب أيضاً دوراً مماثلاً فى حياة «سعاد حسني» وكما أن الموسيقار الكبير «كمال الطويل» لم يكن أول من اكتشف «نجاة» فنياً لكنه أول من قدمها فى أول لحن مشهور لها وهو«أسهر وانشغل أنا» فإنه أيضاً لم يكن أول من قدم ألحاناً لسعاد فلقد سبقه «محمد الموجي» و«منير مراد» لكن «الطويل» أول من قدم «سعاد حسني» للساحة الفنية وللجمهور العريض فى أغنيات مثل «يا واد يا تقيل» و«الدنيا ربيع» ولكن قبل أن ننتقل إلى هذه المحطة الرئيسية فى مشوار «سعاد حسني» نعود مرة أخرى لبداية الاكتشاف فى «حسن ونعيمة» مع الكاتب الكبير «عبد الرحمن الخميسي».. كان «الخميسي» قد عثر على المطرب «محرم حسين» الذى كان يغنى فى الأفراح وأطلق عليه اسم «محرم فؤاد» ليصبح هو«حسن» فى سيناريو فيلمه الذى اتفق مع المخرج «هنرى بركات» على تقديمه عام 59 ورشح له «سعاد حسني» التى كانت تغنى فى الإذاعة وهى فى السادسة عشر من عمرها فوجد أمامه «نعيمة» التى يبحث عنها.. فى نفس الوقت كان «الخميسي» قد ألحقها بفرقته المسرحية من أجل التدريب الصوتى والحركي!!
«سعاد حسني» فتاة لا تقرأ ولا تكتب لكن بداخلها ثقافة الموهبة وعلمها الفنان الراحل «إبراهيم سعفان» القراءة والكتابة و«إنعام سالوسة» مبادئ الإلقاء.. وكانت «سعاد» تشاهد نفسها وتضحك على نفسها.. التمثيل ليس حرفة ولا صنعة.. بداخل «سعاد حسني» شيء أكبر، هناك فنانون وهم الأغلبية يتعلمون القاعدة ويجيدون التعبير من خلال تلك القواعد.. أما «سعاد حسني» فإن تمثيلها هوالقاعدة إنها هى التى تضع القواعد ليطبقها الآخرون.. ولهذا فإن كل الجيل الذى ظهر بعد «سعاد حسني» بداخله «سعاد حسني» هى المثل الأعلى والنموذج والأمنية فهى مرحلة أكثر تحرراً فى الأداء حالة انطلاق داخلى خارجة عن كل ما هو متعارف عليه.. ليس الأمر فقط خاضعاً لقيام ثورة يوليو وتغير وضع اجتماعى وبزوغ قيم جديدة فى المجتمع الذى بدأ يتجه للاشتراكية مع مطلع الستينيات مما أدى إلى تغيير فى كل أوجه الحياة الثقافية وهذا التغيير يصل إلى حد الثورة.. إن ثورة «سعاد» الداخلية أقوى من أن تحيلها إلى أى مؤثر خارجى ولهذا فإن فى داخل كل من ظهرت بعد «سعاد».. سعاد أخرى تستطيع أن تراها داخل «نجلاء فتحي»، «ميرفت أمين»، «شمس البارودي»، «يسرا»، «ليلى علوي»، «آثار الحكيم»، «حنان ترك»، «منى زكي»، «حلا شيحة».. إنهن تنويعات مرئية على نغمة رئيسية اسمها «سعاد حسني»!!
بعد «حسن ونعيمة» بعام واحد وبالتحديد عام 1960 جاء فيلم «البنات والصيف» وكانت «سعاد» هى الترشيح الأول لأولى القصص الثلاث لإحسان عبد القدوس التى قدمها «صلاح أبوسيف»، حيث كانت تستعد لأداء دور الخادمة الذى لعبته بعد ذلك «سميرة أحمد».. لم يقتنع «صلاح أبوسيف» فى البداية بسعاد ولهذا تم إسناد دور هامشى لها فى القصة الثالثة التى أخرجها «فطين عبد الوهاب»، حيث لعبت دور شقيقة «عبد الحليم».. ولم يمر أكثر من 6 سنوات إلا وصلاح أبوسيف قد بدأ يلمح فى «سعاد حسني» شيئاً أبعد من تلك الفتاة المرحة التى كانت تقدم فيها أفلاماً مثل «إشاعة حب»، «ما فيش تفاهم»، «الأشقياء الثلاثة» فأسند لها «أبوسيف» دور «إحسان» فى فيلم «القاهرة 30» الذى يعتبر نقلة نوعية فى أفلام «سعاد حسني» والغريب أن فيلم «القاهرة 30» المأخوذ عن رواية «القاهرة الجديدة» لنجيب محفوظ ظل لمدة 10 سنوات متعثراً فى الرقابة ولو أن الرقابة وافقت عليه عام 56 كما كان مقدراً وكان عمر «سعاد» 14 عاماً لم تكن لتصلح للدور لكن الموافقة تأخرت حتى تصبح «سعاد حسني» هى «إحسان» فى الرابعة والعشرين من عمرها وكأن الدور يبحث عن «سعاد».. يؤكد «صلاح أبوسيف» بعدها بعام واحد رؤيته لسعاد حسنى فى الأفلام الجادة ويسند لها بطولة «الزوجة الثانية» ويبدأ المخرجون فى اكتشاف تنويعة أخرى لسعاد حسنى مثل «كمال الشيخ» «بئر الحرمان» و«غروب وشروق» ثم بركات «الحب الضائع»، سعد عرفة «غرباء»، عاطف سالم «أين عقلي» وتستمر المسيرة مع الأجيال التالية «سعيد مرزوق»، «على بدرخان»، «محمد خان» وليس معنى ذلك أن عبقرية «سعاد حسني» فى الأفلام الجادة.. إن الأفلام المرحة تحتاج إلى إبداع خاص وكانت الذروة الإبداعية لها فى فيلم «صغيرة ع الحب» لنيازى مصطفى عام 66، حيث اختصرت «سعاد» من عمرها 12 عاماً لكى نراها طفلة فى الثانية عشرة من عمرها وهى طفولة لم تعشها «سعاد» حقيقة لكنها جسدتها بكل الحنين والشوق والاحتياج للطفولة المحرومة.. اختصار الزمن والعودة للطفولة أصعب أنواع فن الأداء فلا تكفى تسريحة الشعر ولا الأداء الصوتى والحركى الأهم هوأن تعود المشاعر لسنوات الطفولة وهذا هوما حققته باقتدار «سعاد» فى «صغيرة ع الحب»!!
من أهم المخرجين الذين أضافوا الكثير لسعاد المخرج الكبير «صلاح أبوسيف» خاصة فى البدايات عندما كانت فى احتياج إلى اعتراف كبار المخرجين بامتلاكها لموهبة استثنائية فى فن الأداء.. منح «أبوسيف» لمحة خاصة لا تنسى لسعاد حسنى حتى وإن جاء بعد ذلك اللقاء قاسياً وعنيفاً بينهما فى فيلم «القادسية» الذى أنتجته مؤسسة السينما العراقية عام 82 ليضع هذا الفيلم حاجزاً بين «صلاح» و«سعاد» ليس الآن مجال سرد تفاصيله ولكن تكفى الإشارة إلى أن بطلة الفيلم الحقيقية كانت هى الفنانة العراقية «شذى سالم».. بينما تهمش دور «سعاد حسني» وأعلن بعدها الفراق بين الاثنين!!
المخرج الذى منح «سعاد حسني» سماء بعيدة فى الجماهيرية هو«حسن الإمام» فى «خللى بالك من زوزو»!! كان «صلاح جاهين» يريد أن يقدم عام 72 زوجته الفنانة «منى قطان» فى فيلم تلعب بطولته وعلى الفور اتجه إلى «حسن الإمام» مخرج الروائع وصاحب أكبر رصيد شباك عرفته السينما المصرية لكن «حسن الإمام» لم يجامل «صلاح» على حساب فنه وبلماحية ابن البلد قال لصلاح جاهين تقف «منى قطان» فى هذا الفيلم فى دور البطلة المساعدة لسعاد حسنى وبعد ذلك تلعب هى البطولة فى الفيلم التالى بعد أن يتعرف عليها الجمهور.. ودخل «خللى بالك من زوزو» تاريخ السينما المصرية باعتباره أكثر الأفلام شعبية وامتداداً فى أسابيع العرض 53 أسبوعاً.. الذى أوقف استمرار الفيلم للأسبوع رقم 54 هوبداية حرب 6 أكتوبر ولم يكن من اللائق أن يحارب الجنود على الجبهة ويستردون أرض الوطن ويضحون بأرواحهم و«سعاد» تغنى فى الفيلم لزوزوالنوزوكوانوزو.. وهكذا سحب الفيلم من دور العرض رغم إيراداته التى كانت تضمن له أسابيع أخرى!!
الفيلم يحرك كل ما هوساكن فى المجتمع يتناوله بصوت سينمائى عال مؤكداً على التغيير النوعى فى القيم.. طالبة الجامعة «زوزو» تستطيع أن تواجه المجتمع الجامعى لتقول أن أمها «تحية كاريوكا» عالمة وأنها تشارك بالرقص مع فرقة العوالم!! الكل يصل مع «سعاد» إلى ذروة الإبداع.. «صلاح جاهين»، «كمال الطويل»، «حسين فهمي»، «تحية كاريوكا» مدير التصوير «عبد الحليم نصر» ويقود هذا الفريق بمهارة «حسن الإمام» ليتم تتويج «سعاد حسني» نجمة فى التمثيل والاستعراض.. رغم أنها قدمت قبل عام 72 محاولات فى الغناء وفى الاستعراض مع «محمد الموجي» فى « صغيرة ع الحب»، «حواء والقرد».. ومع منير مراد «شباب مجنون جداً» وكتب الأغنيات الشاعر «حسين السيد» إلا أن كل ذلك كان يبدو أغنيات واستعراضات لا تستلهم روح «سعاد حسني».. لم تكن «سعاد» هى الملهمة لكنها كانت هى الموصلة الجيدة لهذه الأغنيات والاستعراضات وهذا هوالفرق الذى منح تجربة «كمال الطويل» و«صلاح جاهين» بعداً مختلفاً لأنه احتواء إنسانى وفنى فكان صلاح وكمال بالنسبة لسعاد مثل الرحبانية لفيروز و«السنباطي» لأم كلثوم و«برجمان» ل «ليف أولمان» هى المنبع والمصب.. منها يستوحى وإليها يرد الإيحاء!!
«كمال» و«صلاح» حالة أخرى سوف أضرب مثلاً فقط بالضحكة التى ترددها «سعاد» فى «الدنيا ربيع» فى مطلع الأغنية من المؤكد أنه لا «كمال» ولا «صلاح» لحنا أوكتبا هذه الضحكة لكنهما أخذاها من سعاد وقدماها فى «الدنيا ربيع» لنشعر بأن الدنيا ربيع بحق وحقيق وما حدث مع ضحكة «سعاد» تكرر مع كل الكلمات والألحان.. إنها منها وإليها.. كان «صلاح» و«كمال» هما القوة الضاربة وراء «عبد الحليم حافظ» فى أغلب أغنياته الوطنية التى قدمها للثورة ولكن جانب المرح والشقاوة لم تكن تصلح له إلا «سعاد» ولهذا جاء صوت «سعاد لتكتمل المسيرة فى وجهها الآخر وتنطلق أيضاً فى الوطنيات مثل «دولا مين» و«صدقت بقه يا ابنى انت وهوإن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة».. كلمات وألحان لا تقولها إلا «سعاد».. لكن الاحتواء الإنسانى يظل متجاوزاً فى أهميته أى لقاء فنى بين «سعاد» و«كمال» و«صلاح»!!
«سعاد حسني» مسموح لها أن تدخل بيت «كمال الطويل» بلا تليفون وبلا موعد سابق وطوال سنوات الابتعاد و«كمال» يحلم بأن ينتج فيلماً استعراضياً لسعاد حسني.. كان «كمال» يعلم بالضبط أن حالة «سعاد» الصحية لا تسمح لكنه كان دائم التفكير فيمن يكتب الفيلم بعد «صلاح»؟ ومن يخرج الفيلم هل هو«بدرخان» أم «داود» أم «بشارة» أم «خان».. كان «كمال» الطويل لديه قناعة بأن «سعاد» سوف تعود لتقف مرة أخرى أمام الكاميرا وأن الدنيا لا تزال ربيعاً عند «سعاد» مهما كانت تبدوغيوم الخريف فى حياتها وكثيراً ما كان يسألنى بحكم الصداقة التى ربطتنى بالأستاذ «كمال الطويل» عن بعض تفاصيل يراها فى الفيلم!!
وكما كانت «سعاد» هى ملهمة «صلاح» و«كمال» فى دنيا الموسيقى والأغانى فإنها لعبت هذا الدور مع «على بدرخان» ولكن بوجهها السينمائي.. أفلام «سعاد حسني» فى رصيد «بدرخان» تمثل 80% من كل أفلامه، بل هى كل أفلامه إذا تحدثنا عن عمق السينما الحقيقي.. و«بدرخان» لم يتنازل عن «سعاد» إلا مرة وحيدة عام 1977 فى فيلم «شيللنى وأشيلك»، حيث لعبت الدور «نسرين» وبعد أن ابتعدت «سعاد» عن سينما «بدرخان» فى النصف الثانى من التسعينيات استعان بكل من «ليلى علوي» فى «الرجل الثالث» و«يسرا» فى «نزوة» و«نادية الجندي» و«إلهام شاهين» فى «الرغبة» ثم توقف عن السينما تماماً خلال الأعوام الأثنا عشر الأخيرة!!
«سعاد» فيلم «الراعى والنساء» بإرادتها الشخصية وليس قناعتها الفنية وافقت «سعاد» على أن تقف مع «صديقها» الدائم «على بدرخان» رغم طلاقهما كزوجين لأنه احتاج إليها ولم يكن «على بدرخان» هوالاستثناء الوحيد فى رصيد «سعاد» الذى تقف معه فى تجاربه الجديدة ولا تفكر فى شباك التذاكر.. وقفت مع «سعيد مرزوق» فى أولى تجاربه فى فيلمى «زوجتى والكلب» و«الخوف» ومع «سمير سيف» فى فيلمه المختلف «المتوحشة» ومع «يوسف فرنسيس» فى «عصفور من الشرق» ومع «شريف عرفة» فى فيلمه الثانى «الدرجة الثالثة» وحاولت العديد من الأقلام أن تدفعها بعد فشل الدرجة الثالثة أن تهاجم المخرج وتحمله المسئولية لكن «سعاد» أبت أن تفعلها وتحملت المسئولية كاملة!!
ويبقى فى الرحلة اسم «عبد الحليم حافظ».. و«عبد الحليم» منح «سعاد» بمواقفه السلبية منها قوة دفع لإثبات الذات.. «عبد الحليم» بالطبع لوأراد فى بداية مشوار «سعاد» أن يقف معها لفعل بل أشعر بأنه كان يتعمد عرقلة مسيرتها فلم تشاركه إلا فى دور هامشى حيث لعبت دور شقيقته فى «البنات والصيف» وبعد ذلك قدم عبد الحليم «الخطايا» ولوأراد أن يسند لها دور البطولة أمامه لفعل لكنه منح الدور إلى منافستها فى ذلك الوقت عام 62 «نادية لطفي» رغم أنك لوعدت للأرشيف وقتها لاكتشفت أن المخرج «حسن الإمام» رشح «سعاد حسني» لدور البطولة وكان هذا العام تحديداً قد شهد نهاية قصة الحب بين «عبد الحليم» و«سعاد» فأبعدها عن الفيلم وتكرر الأمر فى «أبى فوق الشجرة» عام 69، حيث شاركته البطولة «ميرفت أمين».. كانت مواقف «عبد الحليم» دافعاً لإبداع «سعاد حسني» ولتألقها الجماهيرى وذلك كلما أمعن فى إبعادها عن دائرته الفنية اتسعت أكثر دائرتها هي.. كانت أمنيتها أن يأخذها «عبد الحليم» إلى مملكته الفنية وعندما أوصد دونها الأبواب صنعت هى مملكة خاصة بها مترامية الأطراف ساهم فى صياغتها هؤلاء «نجاة»، «عبدالرحمن الخميسي»، «كامل الشناوي»، «كمال الطويل»، «صلاح جاهين»، «صلاح أبوسيف» و«على بدرخان»!! هؤلاء هم الذين عزفوا السيمفونية الرائعة لسعاد حسني.. التى لا نمل من الاستماع إلى أنغامها المرئية!!
نشر بعدد 684 بتاريخ 20/1/2014


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.