إنهالت كلمات الثناء على مصر، من كافة الزعماء ورؤساء الحكومات والمسئولين المشاركين في المؤتمر الاقتصادي، الذي انعقد مؤخرًا في مدينة شرم الشيخ، حيث وصفها البعض بأنها "مهد الحضارة"، فيما أكد الآخر على أنها ستكون في مصاف الدول المتقدمة بقيادتها الحالية برئاسة عبد الفتاح السيسي، فيما شبهها البعض بقائدة الركبان في المنطقة بأسرها، وغيرها من التعليقات التي تحاول "التحرير" أن ترصدها في هذا التقرير. حيث قال رئيس وزراء إيطاليا، في حفل المؤتمر الافتتاحي، إن بلاده تمثل جسرًا مع المنطقة العربية وإفريقيا، متمنيًا أن تكون مصر أيضًا جسرًا بين المنطقة العربية وأوروبا، لافتًا إلى أن بلاده تدعم رؤية وقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وحربه ضد الإرهاب. وأضاف أنه يعلم أن مصر تواجه مشاكل كثيرة، أولها وأهمها الإرهاب، معقبًا: "ولكن حربكم حربنا، ونقف بجواركم، وندعم قيادتكم، وحكمتكم الشديدة في معالجة الأمور، إنها ببساطة حرب بين عالم متقدم وبين مجموعة من المتطرفين، وليس لذلك دخلًا إطلاقًا بالأديان"، متابعًا: "إيطاليا لها منذ الماضي علاقات وطيدة بمصر، وأنا أشعر بالفخر لأنه لا يوجد رجل أعمال إيطالي يعمل في مصر إلا وقدمتم له كل سبل النجاح، ومصر واحد من أكبر الشركاء لنا في المنطقة، وسنستمر أيضًا في دعمنا لكم في حربكم ضد الإرهاب، إننا نؤكد أن سنأكد لكم كل الخبرات، فضلًا عن كل قيمنا، والإستثمار اليوم وغدًا، لأننا نثق أن منطقة البحر المتوسط هي مهد الحضارة". وبدأت كريستين لاجارد، العضو المنتدب لصندوق النقد الدولى، كلمتها خلال مشاركتها بمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى بكلمات الشاعر أحمد شوقى، التى غنتها المطربة القديرة أم كلثوم "وما نيل المطالب بالتمنى". ولفتت مديرة صندوق النقد الدولى، إلى أن الأمانى والطموحات لا يمكن الوصول إليها من خلال التفكير بل من خلال العمل الجاد وهذا وضع مصر فى الوقت الحالى، مضيفًة: "مصر تواصل عملها من أجل نمو اقوى ومعايير أعلى للحياة الإنسانية، مؤكدة أنها أوضحت للرئيس السيسي أنها على أتم الاستعداد للمساعدة، مشيرة إلى أنها لا تتطلب أكثر من مكالمة هاتفية، حتى تأتى إلى مصر، وأنها دائمًا على مقربة من المصريين. ومن جهتها، قالت المدير التنفيذي للبنك الدولي، سيري مولياني، إن المؤتمر الاقتصادي يعد علامة هامة لمصر، مشيرة إلى أنها مستعدة للعمل، واستقبال مؤسسات استثمارية جديدة. وأضافت مولياني:"الحكومة المصرية تدرك جيدًا كيفية حماية حقوق الفقراء، فالنظام الذي تصممه مصر يستهدف التوصل لأكثر من نصف مليون أسرة فقيرة، ومن الممكن أن تكون مليون، ولذلك يقوم البنك الدولي بدعم ذلك المشروع بمليون دولار، فالفقر والبطالة يتطلبان التدخل من جانب البنك الدولي"، متابعة: "البلاد تواجه العديد من التحديات، والمؤتمر يأتي بعد 4 سنوات من الاضطراب السياسي التي تعيشه مصر، وبالرغم من ذلك، من الممكن أن تكون مصر في الطريق السليم، القطاع الخاص ينجح إذا عمل في مناخ يشجع على المنافسة والعدل، ومصر أمامها طريق طويل، ويجب دراسة كل خطوة قادمة بشكل جيد، فالتنمية ليست سباق ركض". وقال رئيس وزراء إثيوبيا، هيلا مريام ديسيلين، في كلمته بمؤتمر دعم الاقتصاد المصري، أن بلاده أحرزت تقدمًا مستمرًا في التنمية الاجتماعية، كما أن القطاع الخاص المصري أسهم بنصيب في هذا النجاح، مشيرًا إلى أن الطرييق ما زال طويلًا، وكأبناء النيل، فمصيرنا واحد إما نغرق أو نعوم سويًا، حسب تعبيره. وأضاف مداعبًا الرئيس السيسي: "تعلم سيادة الرئيس إننا إختارنا أن نسبح سويًا"، وما كان من الرئيس السيسي إلا أن إنفجر ضحكًا. واختتم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاقتصادي، المنعقد الآن في مدينة شرم الشيخ، بتوجيه التحية للشعب المصري، ولرئيسه عبد الفتاح السيسي، متمنيًا لمصر مزيدًا من التقدم والرخي. وقال: "واتمني للسيد الرئيس السيسي بصفة شخصية، دوام التوفيق والصحة والنجاح، ونحو المزيد من الإنجازات، بسم الله الرحمن الرحيم: (إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين) والسلام عليكم ورحمة الله". فيما بدء سمو الأمير محمد بن راشد آل مكتوم، كلمته بتحية الشعب المصري، لافتًا إلى أن مصر دائمًا في القلب من الأمة العربية، موضحًا أن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي. وأكد رئيس وزراء دولة الإمارات وحاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم أن مصر دولة شقيقة يفخر الشعب الإماراتي بالعلاقات التاريخية معها، موضحًا أن وقوف الدول العربية بجانب مصر في هذا التوقيت ليس كرما ولا كرها في أحد وإنما هو واجب الدول العربية تجاه مصر التي بدونها لا وجود للأمة العربية. وقال: "النفط العربي لن يكون أغلى من الدم العربي ولا وجود للأمة العربية بدون مصر، وأتمنى أن يحقق هذا المؤتمر جهوده المرجوة في دعم الاقتصاد المصري". وأعلن الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي، في كلمتة أمام مؤتمر دعم الاقتصادي، أن المملكة ستدعم الاقتصدي المصري ب 4 مليارات دولار ، منها مليار دولار وديعة في البنك المركزي ، والباقي سيذهب لمشاريع تنموية أخرى، موجهًا الشكر للرئيس السيسي والشعب والحكومة على كرم الضيافة والشكر لكل من ساهم في الإعداد، وعبر عن الارتياح التام للمشاركة في المؤتمر. وقال: "أن المملكة دعت لهذا المؤتمر ومشاركتها الفاعلة لمصر للإعداد له مع الإمارات، لتؤكد على ما توليه للاهتمام على مدى تاريخ علاقتها باستقرار مصر وازدهارها، والحرص على تعزيز العلاقات والصفو بها عن ما يعكر صفهوها، بحكمة قيادات حكام البلدين"، منوهًا إلى أن مصر تشهد تحولات سياسية اقتصادية وأمنية أثرت سلبا عىل التنمية والإرهاب ظهر بشكل مروع ويلصق بالإسلام والإسلام منه بريء وعلى المجتمع الدولي التصدي له وسد منافذه، مطالبًا المجتمع الدولي بعدم ازدواجية المعايير والفهم الدقيق لكل ما يجري من أحداث ودعم جهو الحكومة المصرية.