يبدو أن الأمن تعلم الدرس هذه المرة، بعد الانتقادات التى تلقاها بسبب المهزلة التى حدثت الجلسة الثالثة، من تعدى من يطلقون على أنفسهم «أبناء مبارك»، على أهالى الشهداء، وسماح الأمن بدخول صور ولافتات لمبارك، لكن فى جلسة الأمس كان الأمر مختلفا، حيث أحكم الأمن قبضته، فى الوقت الذى غاب فيه عن المشهد «مؤيدو مبارك» تماما. الإجراءات الأمنية تبدأ من أمام البوابة 8 بأكاديمية الشرطة، خارج قاعة المحكمة، فعند مدخل البوابة جرى تفتيش الحضور ذاتيا، خصوصا المحامين والإعلاميين، وتم استخدام الجهاز الخاص بكشف الأجهزة الصلبة بالمرور على أجسام كل من يدخلون الأكاديمية للتأكد من عدم دخول الهواتف المحمولة أو الكاميرات أو أى أجهزة أخرى، أما فى البوابات التى كانت خارج القاعة مباشرة، فكان التفتيش أكثر دقة حيث تم تفتيش جميع الحاضرين تفتيشا دقيقا وبصفة خاصة السيدات من جانب الشرطة النسائية.
المشهد فى الخارج كان مختلفا عن الجلسات السابقة، حيث لم يحضر من يطلقون على أنفسهم «أبناء مبارك»، ولم تكن هناك سوى مظاهرة واحدة فقط لأهالى الشهداء والمصابين تطالب بالقصاص العادل لأبنائهم.
القبضة الأمنية المتشددة تبدت فى العدد الكبير لقوات الأمن التى كانت موجودة داخل القاعة، حتى إن جلسة أمس شهدت بعض الإجراءات من جانب الأمن، لم تكن موجودة فى الجلسات السابقة، فتمت زيادة الجنود الواقفين أمام الحاجز الحديدى الذى يفصل بين الحضور وقفص الاتهام، وأيضا فى الجانب الآخر الذى يضم القفص وقف أمامه عدد من الجنود فى محاولة لحجب رؤية الحضور للمتهمين داخل القفص، أما على أطراف المقاعد داخل القاعة، فأمر الضباط بعض المجندين بالجلوس على كل أطراف المقاعد، حتى لا يسمح للإعلاميين والصحفيين بالمرور لمشاهدة المتهمين داخل القفص، وهو الأمر الذى جعل الحضور يبدى استياءه واعتراضه على حجب رؤية القفص للحضور.
للمرة الأولى يسمع مبارك ونجلاه والعادلى وفريقه، الهتافات التى تهاجمهم داخل قاعة المحكمة، حيث ردد العشرات من أسر الشهداء، والمدعون بالحق المدنى الهتاف ضد المتهمين جميعا، بسبب إصرار قوات الأمن الموجودة داخل القاعة على الوقوف بأعداد كبيرة داخل القفص، الأمر الذى أثار غضب كثيرين، وتحدث الحضور إلى القيادات الأمنية داخل القاعة، مطالبين بإفساح المكان لرؤية المتهمين، وإبعاد جميع الجنود.. فى البداية لم يستجب قادة الأمن لطلبات المحامين وأسر الشهداء، إلا أن الأمر ازداد واشتعل حينما دوت قاعة المحكمة بهتاف «إنت يا ظابط يا أبو كاب، ابعد بين الكلاب» الذى تردد عدة مرات، وأدى إلى غضب المتهمين، فتبادل علاء وجمال النظرات، ثم قام علاء من مقعده وتوجه إلى الأمام، ووقف فى بداية القفص مباشرة بمشهد فيه كثير من التحدى، بينما نادى مبارك الأب جمال، فأشار جمال بيديه بما يحدث داخل القاعة شارحا الوضع لوالده الذى حاول أن يرفع رأسه قليلا ليرى الحضور. قادة الأمن لم يجدوا مفرا من الابتعاد عن القفص، وظهر المتهمون لأول مرة بطريقة جيدة، أمام الصفوف الأولى للحضور فى القاعة عدا مبارك، الذى يوضع فى كل جلسة فى مكان تستحيل معه رؤيته جيدا.