أمام محله التجاري يجلس فارس حامد، الشاب الثلاثيني، أسفل كوبري صفط اللبن، غير عابر بالمخاطر التي تهدده، داعيًا المولى عز وجل بأن يعود لمنزلة سالمًا . ويُشير فارس إلى أن كوبري صفط اللبن أطلق عليه الأهالي بالمنطقة كوبرىي الموت لما شاهدوه من حوادث متكررة، مشيرًا إلى أن هناك عدد كبير من أصحاب المحال تعرضوا لخسائر كثيرة جراء تساقط السيارات والدراجات النارية على الأهالي الذين يقطنون أسفل الكوبري . وتابع فارس قائلًا، برغم هذه الحوادث المتكررة، وقيام أجهزة الإعلام بتسليط الضوء عليهم كثيرًا، إلا أن الحكومة مازالت تتجاهلهم. "ناس كتير عزّلت من هنا "، هكذا استهل شريف مندور من أهالي صفط اللبن وأحد القاطنيين أسفل الكوبري، مشيرًا إلى أنه من كثرة ما يتعرض له الأهالي من رعب دائم وانتظار للموت في كل لحظة تخلى عدد من الأهالي عن منازلهم ورحلوا في مناطق أخرى. وتابع قائلًا، إنه نظرًا لاقتراب الكوبري من المنازل والتي لا تبعد عنها سوى سنتيمترات قليلة سهلت من عمليات السرقة المتكررة، ففور تصاعد اللص الكوبري يجد نفسه أمام نافذة المنزل وبقرب الكوبري منه يستطيع القفز بداخلة . ويقول مصطفى ثروت، صاحب محل مجوهرات بالمنطقة، أن من عيوب المنطقة ليس فقط انتظار الأهالي الموت في أي لحظة جراء ما يتساقط من أعلى الكوبري، ولكن نعاني أيضًا من الضعف الأمني بالمنطقة، فكثير من اللصوص ينتهزون فترات الليل ويتخذون من أسفل الكوبري مأوى لهم لممارسة البلطجة أسفل الكوبري . ورصدت "التحرير" معاناه المواطنيين، وسقطت إحدى الدراجات النارية من أعلى الكوبري على إحدى المحلات في أسفل الكوبري، وحفظت العناية الإلهية صاحب المحل والزبائن، كما رصدت سقوط قطعة من السور المعدني على مدخل إحدى المنازل، حتى التقت صاحب المنزل والمارة الشهادة بعد عنايه الله لهم من الموت المحقق . الأمر نفسه لكوبري السيدة عائشة، فقد عان الأهالي بالمنطقة مرارًا من عدد الحوادث التي تنجم، والتي لايجدون لها تفسيرًا، فالعبض منهم يرى إنها عيوب هندسية بسبب المنحدرات الضيقة، والبعض الآخر يقول إنها لعنة بسبب قيام اللوادرات بنقل المدافن أثناء إنشاء الكوبري. "حرائق متكررة مش عارفين سببها إيه ؟"، هذه الكلمات الأولى الذي بدأ بها عبدالستار كامل أحد قاطني منطقة السيدة عائشة مشيرًا إلى أنه شاهد عددًا من حوادث الحريق على الكوبري، وتساءل الأهالي عن سبب هذا الحريق ولم يستدلوا على شىء، وتكرر الحادث أكثر من مرة حتى كثرت الظنون حول وجود شبح، أو لعنه تقوم بحرق الكوبري. وتابع كامل، أن هذه اللعنه ترجع لفترة إنشاء الكوبري، حيث تم نقل المدافن من المنطقة حتى يتم إنشاء الكوبري، ومن هنا اعتقد أن هذه لعنة الموتى على الكوبري. وعارضة الرأي فكري عبدالله، صاحب محل بقاله بالمنطقة، قائلًا، "مافيش حاجة اسمها لعنة، ولكن قد تكون هناك عيوب هندسية هي التي تتسبب في هذه الحوادث لاسيما وأن الكوبري به العديد من المنحدرات". وتابع أنه بخلاف هذه المنحدرات، توجد أيضًا فواصل على مسافات بعيدة أعلى الكوبري، وهذا ما يسبب هذه الحوادث . وقال اللواء سعد الجيوش رئيس هيئة الطرق والكباري، تعقيبًا على ماسبق، أن عددًا من الكباري على مستوى الجمهورية 1906 كوبري، ومؤكدًا أن هناك 400 كوبري يحتاج للصيانة ومعرض للأنهيار . وأضاف الجيوش في تصريحات خاصة ل" التحرير"، أن الحكومة انهت صيانه 200 كوبري، وقال إنه لا توجد خطة ثابتة لصيانه الكباري بل هي تخضع لمنظومة خاصة، مشيرًا إلى أن صيانه الكوبري متوقف على عدد الأحمال التي تعرض له ومدى صلاحيته .