-كوبري "السيدة عائشة " فتحات واسعة وفواصل خرسانية كبيرة واهتزازات -"التونسي".. كوبري معرض للاشتعال لتواجد اكشاك الموبيليا أسفله -"الدائري " تلاصقه المنازل والحفر والمطبات بطوله والإضاءه غائبة -تساقط فواصل حديدية وهبوط طبقات أسفلتية بكباري "الجامعة" و"عباس" -3 انهيارات متتالية للكباري، وعمليات الصيانة الدورية لا تتم مواطن: الصيانة عقب الحريق "شكلية" واهتزازات الكوبري جعلتنا نعيش في رعب -سائق: القيادة على كوبري السيدة عائشة مخاطرة ولم يشهد عمليات صيانة خبير نقل: كباري النيل يعود تاريخها لاكثر من 80 عاما ً وكارثة تواجه مصر مظهر: لابد من البحث عن مصادر للتمويل من القطاع الخاص بعقود سنوية خبير كباري: عيوب هندسية بكباري 6 أكتوبر و15 مايو والسيدة عائشة هيئة الطرق والكباري: 700 كوبري بحاجة للصيانة والتكلفة 2 مليار جنيه فواصل متهالكة.. حفر ومطبات.. تأكل الاسفلت.. انحدارات خاطئة.. صيانة منعدمة.. هذا هو حال كباري مصر التى أصبحت الطريق السريع والمصدر الرئيسي لحوادث الطرق، خاصة بعدما غابت عنها عمليات الصيانة. ولعل من أبرز تلك الكباري الذي أصبحت مصيدة للحوادث كوبري "السيدة عائشة" حيث الفتحات الواسعة التي تعوق حركة السيارات، ومنحدرة أثناء الصعود والهبوط المرتفع الذي يسبب تدافع السيارات، كما أن الفواصل الخرسانية كبيرة جدا وتعمل كمطبات تسبب إجهاد للكوبرى وتحدث اهتزازات تؤثر على عفشة السيارات، بالاضافة لتهالك الطبقة الاسفلتية والحواجز الخرسانية وإصابة أغلب فواصله بالصدأ. يرفض السائقين استخدامه، بالإضافة لمشاكله الهندسية وتهالك جوانبه واتساع مفاصله، يتواجد أسفله عربات ومطاعم بها إسطوانات غاز تهدد باشتعال الكوبري في أي لحظة. تفقد "صدى البلد" حالة الكوبري ومظاهر الاهمال وعدم الصيانة له وكذلك آراء السائقين. فتحدث علوي السيد، سائق ميكروباص، قائلا : "القيادة على كوبري "السيدة عائشة" أشبه بالمخاطرة، فتاريخ إنشائه يعود لأكثر من 30 عاماً ولم يشهد عمليات صيانة، واستخدامه من قبل عربات النقل بحمولات تتعدى المسموح به أدي لتاكل الطبقة الاسفلتية وكذلك تأكل الفواصل الحديدة التى تربط بين اجراء الكوبري، واتسعت لدرجة تسبب خطورة للسائقين" ويكمل: "تعرض الكوبري لأكثر من حريق تسببت في أحداث فجوة بجسم الكوبري واعوجاجه، كما أن المنحنيات الحادة به تعرض السيارات لسرعة عالية واندفاع شديد يرهقهم، فلا يتمكنوا من رؤية نهاية الملف بوضوح للسيطرة عليه، ويتطلب الامر يقظة شديدة حتى لا تختل عجلة القيادة". معايير العالمية تحكم إنشاء الكباري وصيانتها في مصر والاشراف عليها، وهي متوافرة في الكود المصري الخاص بإنشاء الكباري وصيانتها، الذي صدر 1996، والذي حدد خامات خاصة لإنشاء الكباري، مما يجعل استمرار بقائها وجودتها حتى 100 عام. مأساة اخرى لحال كباري مصر رصدها "صدى البلد"، فرغم تعرضه لحريق عام 2010 أدى لتهالك أجزاء منه وقيام الدولة بإعادة الصيانة، إلا أنه مازال مهددا ً بالانهيار، كوبري "التونسي" حيث أكبر تجمع لاصحاب اكشاك الموبيليا والاخشاب والمواد القابلة للاشتعال، وتواجد عدد كبير من العشش التى يسكنها الاهالي، ممن لا يملكون مأوى لهم، ومن الطبيعي أن تتواجد أنابيب البوتجاز بحوزتهم. وبالتالي أصبح الكوبري مهددا ً بذوبان الأسياخ الحديدية الحاملة للكوبري والتأثير على الخرسانة المدعمة لها للمرة الثانية، هذا بالاضافة لانتشار اكوام القمامة وانفجار مواسير الصرف الصحي أسفله، وتساقط الاسوار الخرسانية التى تمنع سقوط السيارات على سكان منطقة التونسي أسفل الكوبري. ويحكي متولي السيد، بائع موبيليا أسفل الكوبري ل"صدى البلد": "تعرض الكوبري لمشاكل جسيمة عقب الحريق، وتهالك أغلب الكتل الخرسانية التى تحميه وطالبنا بإعادة الصيانة ولكن للاسف كانت الصيانة "شكلية" مجرد طلاءات لأماكن الحريق، ويكفى أن الكثير من السائقين يخشي القيادة أعلي كوبري التونسي لما يمثله له من مخاطر خاصة، انه بحاجة لحواجز خرسانية، لان سقوط أى عربية يعنى احتراق المنطقة باكلملها لوجود عشش خشبية أسفل الكوبري. يذكر أن الهيئة العامة للطرق والكباري صرحت أنه يوجد في مصر ما يقرب من 700 كوبري تحت خط الانهيار، من إجمالي 1706 كوبري بالدولة، وأن الصلاحية الفنية لشبكة الطرق لا تزيد عن 25 بالمئة من إجمالي الطرق في مصر، بينما 75 بالمئة تحتاج إلى صيانة عاجلة. مسلسل الكباري لا يتوقف عند هذا الحد فكوبري "الدائري" الذي يلاحمه بيوت متراصة تكاد تلاصق أسواره، خصوصا فى مناطق صفط وشبرا الخيمة وإمبابة، ويعيش سكان تلك العقارات "الموت" في حال عبور أى سيارة طائشة، هذا بالاضافة لانتشار الحفر على طوله وغياب الاضاءة عن معظمه وانتشار مواقف الميكروباصات العشوائية ونصبات الشاي على جانبيه. وبالمثل ما يمثله "كوبري عباس وكوبري الجامعة"، فهما يعانيان من تساقط الفواصل الحديدية وهبوط للطبقات الاسفلتية نتيجة لضعف الخرسانات وتشققات وتآكل بالطبقة السطحية. والجدير بالذكر أيضا أنه سبق وانهار كوبرى "الشيخ منصور" بعزبة النخل، وسبقه كوبرى "بركة السبع "وأجزاء من كوبرى "السيدة عائشة"، بالإضافة إلى سقوط كوبرى المشاة بالعبور، وطبقا للاشتراطات لابد أن تتم عمليات الصيانة يجب أن تتم دوريا كل 6 أشهر وبخاصة الفواصل والحواجز المعدنية وعوازل الرطوبة التى تتسلل إلى الخرسانة الحديدية، ولكن عمليات الصيانة غائبة. وبتحدث خبراء الطرق والكباري ل"صدى البلد" عن الوضع الحالي لكباري مصر ويشرح الدكتور مظهر صالح، أستاذ النقل والطرق أن مسئولية الكباري منقسمة ما بين المحليات والهيئة العامة للطرق والكباري، وأغلبها تقف فى نطاق المحليات وضعف الميزانيات المخصصة وراء غياب الصيانة والتجديد والاحلال لاغلبية الكباري، ويؤدى لعيوب جسيمة للغاية يصعب معالجتها بعد فترة. المشكلة تراكمية، هذا وصف "مظهر" وضع الكباري في مصر، موضحا ً أن الكباري الواقعة على مجري النيل من اخطر ما يواجه القطاع، لانها تاريخها يعود لأكثر من ثمانين عاما ً وكارثة تواجه مصر، وكذلك كوبري "6 أكتوبر" فمنازله ومطالعه غير مطابقة للمواصفات وكوبري" 15 مايو"، هذا بالاضافة لوجود عيب هندسي بكوبري "السيدة عائشة". وطالب "مظهر" بضرورة البحث عن مصادر لتمويل عمليات الصيانة من خلال الشراكة ما بين القطاع العام والخاص بعقود صيانة معتمدة سنوية. ويري الدكتور عادل عامر، خبير النقل، أن تاكل الفواصل من اخطر ما يواجه الكباري في مصر، ولابد من استخدام اجهزة حديثة لمنع تسرب الرطوبة داخل الخرسانة، وإحلال وتجديد مابين 5 إلى 10 سنوات. وتابع خبير النقل، أن كباري المحافظات تعود لما قبل ثورة 1952، وهناك 25 كوبري متدهور بمحافظة كفر الشيخ و18 بالغربية و8 بالبحيرة و6 بالدقهلية و8 بالمنوفية، وجميعهم بحاجة لصيانة عاجلة، وتتكلف الخطة شاملة 2مليار جنيه، هذا بالاضافة لحاجتنا لانشاء 2500 كوبري خلال العشرة سنوات القادمة . وعلى الجانب الاخر يوضح الدكتور سعد الجيوشي رئيس هيئة الطرق والكباري، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد": "بالفعل لدينا 700 كوبري بحاجة للصيانة من إجمالي 1706 كوبري على مستوى الجمهورية، وتتكلف عمليات الصيانة حوالى 2 مليار جنيه، واضطررنا للاستعانة بالاعتمادات المخصصة للانشاءات من اجل عمليات الصيانة على مراحل، وتقوم المكاتب الاستشارية التى تستعين بها الهيئة بدراسة وضع الكباري وحالتها، ثم التنفيذ من خلال مديرات الطرق والكباري بالمحافظات او من خلال الهيئة مباشرة". وصرح "الجيوشي" أن أغلب الكباري التى بحاجة لصيانة في المحافظات، و50 % عمرها تجاوز الخمسون عاما ًوبحاجة لصيانة فورية. وتابع رئيس الهيئة، عمرالكوبري مابين 50 الى 100 عام، والصيانة الدورية تتم كل 6 أشهر، وزيادة الاحمال والاستخدام الخاطئ للكباري سبب في تدهور حالتها، خاصة وان أغلب الكباري القديمة حمولتها لا تتجاوز 50 طن، وتتحمل حمولات تتعدى 150 طنا، وجار العمل على صيانة وهيكلة الكباري التى بحاجة ملحة لذلك.