قررت شركة فورد الأمريكية المتخصصة فى صناعة السيارات، التوسع من تواجدها فى منطفة سيليكون فالى بولاية كاليفورنيا، وذلك من خلال تعيين 125 باحثا، ومهندسا وعالما بنهاية العام الحالى، لتمتلك بذلك الشركة التى أسست منذ 111 عاما أكبر مركز أبحاث خاص بالسيارات فى سيليكون فالى. ويتواجد فى منطقة سيليكون فالى أكبر الشركات المصنعة للسيارات فى العالم، ومن هذه الشركات بى إم دابليو، وجنرال موتورز، وهوندا، ومرسيدس بينز، وتحالف رينو مع نيسان، وتيسلا، وتويوتا، وفولكس فاجن ومؤخرا مجموعة سايك موتور، وشركة السيارت الأولى فى الصين من حيث المبيعات، والتى أسست شركة استثمارية من قبل المستثمر المخضرم يون تشوى للاستفادة من التقنيات المتقدمة التى تظهر فى العالم. ولم تغب عن تلك القائمة الطويلة من الشركات سوى سيارات فيات كرايسلر، حيث اكتفت الشركة بالتواجد الظاهري من خلال شركة سانيفيل. ومن جانبها، قامت مجلة فوربس الأمريكية بإجراء حوار خاص مع المدير التنفيذى لشركة فورد مارك فيلدز، للوقوف على الأسباب التى دفعت فورد للتوسع من وجودها فى سيليكون فالى، بالإضافة إلى أراءه فى بعض الشؤون الأخرى الخاصة بمجال صناعة السيارات كالآتى: - لماذا قررتم توسيع وجود فورد فى سيليكون فالى؟ نحن نتواجد هنا منذ عام 2012، كما عملنا بشكل واضح مع العديد من الشركات المتواجدة فى سليكون فالى منذ سنوات عديدة، ولكن يبقى أول تواجد رسمى لنا هنا منذ عام 2012. نحن هنا للاحتفال بإطلاق مركز الأبحاث والابتكار الجديد الذى سيساعد كثيرا فى تسريع مهام عملنا نحو تصنيع سيارات فورد الذكية من السيارات ذاتية القيادة إلى السيارات التى يتصل بها السائقون من أماكن مختلفة، كما سيساعدنا المركز فى تجميع البيانات الهائلة التى تتعلق بمجال صناعة السيارات والتجارب المختلفة التى مر بها السائقون أثناء قيادتهم لسيارات فورد. وسنعمل على توظيف ما يقارب من 125 موظفا فى ذلك المركز، الأمر الذى سيجعلنا أكبر الفرق المتخصصة فى أبحاث السيارات فى سيليكون فالى، كما سيتصل هؤلاء الموظفون مع العديد من الشبكات الخاصة بمراكز تطوير المنتجات ومراكز البحوث فى جميع أنحاء العالم. - هل من الممكن اعتبار سيليكون فالى بديلا لديترويت؟ لا يمكننا النظر إلى سيليكون فالى كبديل لما نقوم به فى ديترويت، ولكننا ننظر إليه كمكان يكمل عملنا الذى نقوم به هناك، ويتميز سيليكون فالى بأنه سوق ممتلئ بالأفكار، حيث ننظر هنا إلى المواهب والأفكار الإبداعية والاهتمام الشديد المتواجد تجاه صناعة السيارات، وهو الأمر الذى يدفعنا إلى التواجد فى سيليكون فالى من أجل مشاركة هؤلاء الأشخاص الذين سيكملون عملنا مع باقى المواهب الأخرى التى نتعاون معها فى جميع أنحاء العالم، من أجل تصنيع أفضل السيارات دائما. - يمتلك معظم الشركات المنافسة لكم ذراعا استثماريا هنا من أجل الاستثمار فى الشركات المبدعة الناشئة، فما هو موقفكم من ذلك؟ نحن لا نركز هنا بالأساس على المشروعات الاستثمارية، حيث تحتوى تلك المشاريع على جوانب جيدة وأخرى سيئة لنا، لأنه إذا عثرت على التقنية الجديدة التى ترغب فى الاستثمار فيها، من الممكن أن تجد بعد 6 أشهر تقنية جديدة أفضل منها وتجد نفسك أهدرت العديد من الأموال فى التقنية الأولى. لذا نحن نفضل أن نترك لأنفسنا درجات عالية من الحرية، حيث لا نجد أنفسنا مكبلي الأيدى عند ظهور أى تقنية جديدة بسبب التزامتنا المالية الأخرى. - متى تتوقعون ظهور السيارات ذاتية القيادة بشكل كامل على الطرق؟ نحن نمتلك الآن سيارات تتمتع بقيادة شبه ذاتية على الطرق، والتى تعتبر اللبنة لتصنيع مركبات ذاتية القيادة بشكل كامل فى القريب العاجل، فالسيارات المتواجدة الآن ستساعد السائقين على البقاء فى الممر الخاص بهم، وستساعدهم على ركن سيارتهم سواء فى مواقف عمودية أو موازية، كما ستعمل على ضبط سرعة السيارة على أساس تدفق الحركة المرورية. ومن الممكن اعتبار السيارات المتواجدة حاليا على الطرق لبنة حقيقية لظهور السيارات ذاتية القيادة بشكل كامل، وأتوقع شخصيا أن تظهر تلك السيارات فى غضون 5 أعوام، فربما يتمكن أحد الأشخاص من التوصل إلى سيارة مستقلة تماما قائمة بذاتها بشكل كامل، تعمل فى مناطق محددة باستخدام أجهزة الاستشعار. أما بالنسبة لنا، فنحن لم نحدد جدول زمنى لتصنيع ذلك النوع من السيارات، فربما نصنعها فى غضون 5 أعوام وربما لا، الأمر الهام لنا أن نتأكد عند صناعتها أنها ستكون فى متناول جميع السائقين، أى لا نخرج فى السوق ونقول لقد تمكنا من صناعة سيارة فاخرة، وهى فى حقيقة الأمر لا يستطيع شراءها سوى شريحة معينة من الأشخاص. - ما رأيكم فى السيارات الكهربائية، وخاصة مع ارتفاع أسعار النفط هذه الأيام؟ بكل تأكيد ستدخل السيارات الكهربائية فى مشهد صناعة السيارات، ولكن يبقى السؤال بأى درجة سيتمكن ذلك النوع من السيارات من اقتحام عالم صناعة السيارات؟ فالنسبة لنا، هدفنا دوما هو منح المستخدم القدرة على الاختيار، لذا نمتلك الآن تشكيلة كاملة من السيارات الكهربائية من السيارات الهجينة، والسيارات الكهربائية التى تعمل بشكل كامل بواسطة البطاريات الكهربائية. ومع ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير فى الوقت الراهن، سيرتبط اهتمام السائقين بالنوع الجديد من السيارات الكهربائية بمدى جودة التقنية الجديدة بالإضافة إلى تكلفتها، ولكن ما نراه الآن وبالرغم من انتشار السيارات الكهربائية بشكل كبير، إلا أنها لا تلاقى رواجا كبيرا بين السائقين. لذا علينا ونحن نمضى قدما نحو تلبية متطلبات الاقتصاد فى استهلاك الوقود، أن نناقش خطة زمنية واضحة مع الحكومات، تحقق الأهداف الاقتصادية المنشودة.