«لم ننفصل عن الثورة، وكنا ملتحمين بها منذ اليوم الأول، ولم نعلن مواقفنا السياسية، ولم نرفع راية سوى راية حب مصر». ذلك ما أكده بعض أعضاء تنظيم الجهاد الإسلامى، خلال اللقاء الذى جمعهم، تحت شعار «يلّا نفهم بعض علشان نحب بعض»، بمشاركة أقباط وعدد من شباب الثورة فى الإسكندرية، وبعض التيارات الليبرالية، داعين المصريين إلى «التجرد فى حب الوطن، بعيدا عن النعرات الفئوية، وأن يعملوا جميعا، تحت راية واحدة، على تحقيق عدالة اجتماعية، وحرية للمواطن، تحت مسمى مصر». القيادى فى تنظيم الجهاد، محمد إبراهيم إسماعيل، شدد، فى اللقاء، الذى انعقد، أول من أمس، على أهمية الوقوف إلى جوار كل من أضير من النظام السابق، خصوصا من المعتقلين والمساجين السياسيين، الذين أمضوا فترات طويلة، فى سجون «المخلوع»، والعمل على مصالحة حقيقية، بين التيارات الدينية والسياسية، وبين الشعب المصرى، فى ظل حياة حرة كريمة، وبعيدا عن مراجعات السجون «التى ولدت فى ظل قهر القبضة الأمنية»، على حد قوله. أستاذ القانون الدولى، المستشار جورج حبيب، قال إن الأقباط ليسوا ضد التيار الإسلامى، ولا الشريعة الإسلامية، وأضاف «لديهم فقط مخاوف ممن يطبق الشريعة، أو يرى أن منهجه هو حكم الله فى الأرض، خصوصا مع بعض التصريحات غير المسؤولة، من بعض أعضاء التيارات الدينية، مثل التصريح بإلزام المرأة الحجاب، وإلغاء السياحة، ووجوب فرض الجزية على غير المسلمين، ومعاقبتهم بحسب أحكام الشريعة الإسلامية»، مؤكدا أن من حقهم كأقباط أن يحتكموا إلى شريعتهم «بغض النظر عما يعلنه الحاكم من أحكام، سواء إسلامية أو غير إسلامية». رئيس حركة «الحرفيين الشعبيين» فى الإسكندرية، إسماعيل أبو مندور، طالب بتصحيح المناهج التعليمية، وعدم فصل تلاميذ المدارس فى الفصول على أساس دينى، وأضاف «ذلك من أهم أسباب زيادة التطرف فى المجتمع». مطالبا بالعمل على توحيد كلمة التيارات السياسية كافة، لمناهضة محاولات إفشال الثورة، مهاجما «التيارات المتأسلمة والمستأسدة، التى تحاول خطف الثورة وتزايد على الثوار»، مشيرا إلى أنه مع وحدة الوطن، وعدم العمل على تقسيمه، وتابع «المزايدة بالدين قد تؤدى إلى تفتيت الوطن». عضو جماعة تنظيم الجهاد صبرة إبراهيم القاسمى، ندد بخطورة الدعوات إلى حمل السلاح، مؤكدا أنها «لم تورث مصر إلا الضعف والمهانة، كما أنها أساءت إلى الإسلام»، أما القيادى البارز فى الجماعة ذاتها، محمد إبراهيم إسماعيل، فاقترح مشروع وثيقة جامعة شاملة لكل التيارات، لطمأنة التيارات الليبرالية والأقباط فى مصر، وأيضا التيارات الإسلامية، بحيث يشرف عليها الأزهر، وتتم مراجعتها من علماء كبار بما لا يتعارض مع الثوابت والعقيدة الإسلامية، كما اقترح إنشاء ما وصفه ب«لجان الإنصاف»، لإعادة حق كل من ظلم فى عهد الرئيس «المخلوع». بعض أعضاء الجهاد، وحركة «أقباط ضد التمييز»، وحركة «الحرفيين الشعبيين»، سيشاركون فى جمعة «تصحيح المسار»، لاستكمال أهداف الثورة، والمطالبة بإلغاء المحاكم العسكرية للمدنيين، وتأكيد استمرار الحوار، والحق فى التظاهر السلمى، وأنه لا بديل عن الثورة البيضاء، وأن أى محاولة لعسكرة الثورة أو حمل السلاح من أى فصيل إسلامى أو غير إسلامى «غير جائز»، فيما رفض أعضاء آخرون المشاركة فى تلك الجمعة، ومنهم الدكتور أسامة عباس. من جانب آخر، يفكر بعض أعضاء تنظيم الجهاد، فى الانضمام إلى حزب «الحرية والعدالة»، لإيمانهم بقوة الإخوان المسلمين فى الشارع السياسى، وأيضا يفكر آخرون فى المشاركة، فى أحزاب ليبرالية