وسط كل الأخبار والصور لمسيرة زعماء العالم فى فرنسا ضد الإرهاب، بعد حادثة مجلة «شارلى إبدو»، كان هناك خبر صغير لم يلتفت إليه الكثير، وهو انسحاب ممثل دولة المغرب من المسيرة بسبب رفع صور مسيئة إلى النبى. المجلة التى لم نكن نسمع عنها حتى فى طبق اليوم ، صارت فى لحظة من أشهر مجلات العالم بسبب غباء الإرهاب والتطرف كالعادة، واستغل الغرب الفرصة ليرفع شعار الدفاع عن حرية الرأى والتعبير ليسقط المسلمون والعرب فى الفخ ويصبح التضامن فرض عين علينا حتى نغسل أيدينا من خطايا غيرنا، ونثبت لهم حضارتنا ورقينا، حتى وصل الأمر إلى أن يرفع البعض شعار كلنا شارلى إبدو ! يدافع المجتمع الغربى عن حرية الرأى عندما يريد، ويعطى لها قفاه عندما يريد، أصبح رسامو الكاريكاتير فجأة هم حماة الرأى وقادة الفكر، وكأن ناجى العلى لم يكن رسام كاريكاتير، وكان المتهم الأول فى اغتياله العصابة التى يمثلها نتنياهو الذى يمشى فى الصف الأول فى المسيرة المناهضة للإرهاب الآن! أنا ضد أن يواجه أى فكر ورأى بقوة السلاح، يمكن أن يكون ردّنا برسومات تعبيرًا عن قوة القلم وتأثيره ضد سلاح الإرهاب بوجه عام، يمكن أن نكتب ونناقش الأمر وأسبابه وتداعياته ورفضنا له، أما أن يصل بنا الحد إلى التضامن التام مع ما تفعله المجلة فهو الحماقة بعينها. يظن رافعو شعارات كلنا شارلى إبدو أنهم بهذا ينتصرون لحرية الفكر، وقد استجابت المجلة لعواطفهم الحارة، وقررت أن تنشر فى عددها القادم صورًا ورسومات جديدة تسىء إلى الإسلام وإلى الرسول، ومترجمة لأكثر من عشر لغات، فهل فرح المتضامنون بهذه النتيجة؟! وهل سيهللون وينشرون هذه الرسومات تحت عنوان وانتصرت حرية الفكر على الإرهاب ؟!