كتبت- سميرة الديب: رئيس اللجنة الاقتصادية بغرفة السياحة: «الكوتة» ستؤدى إلى ارتفاع أسعار برامج العمرة استمرارًا للأزمات التى تلاحق موسم العمرة هذا العام، تعيش شركات السياحة حالة من القلق جراء القرار السعودى بتقليص أعداد المعتمرين من جميع الدول الإسلامية إلى 500 ألف معتمر فقط خلال النصف الثانى من موسم العمرة المعروف بال كوتة ، بداية من شهر رجب حتى رمضان المقبل، بسبب أعمال توسعة الحرم المكى. وزارة الحج السعودية أعلنت أنها أصدرت، أول من أمس، نحو مليون و150 ألف تأشيرة عمرة، وصل منها إلى المملكة نحو 580 ألف معتمر، وم ازال المجال مفتوحًا أمام تلبية مزيد من طلبات التأشيرات حسب طاقة شركات العمرة. إعلان السعودية عن تقليص عدد المعتمرين خلال فترة الذروة، سيؤدى إلى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، وكذلك ارتفاع أسعار برامج العمرة خلال فترة الذروة رجب - شعبان - رمضان ، وفق تأكيدات رئيس اللجنة الاقتصادية فى غرفة شركات السياحة، باسل السيسى. رئيس اللجنة الاقتصادية بغرفة شركات السياحة أفاد بأن السبب فى تقليص الأعداد يرجع إلى أعمال الهدم فى الحرم المكى للسنة الثالثة على التوالى، وتعد هذه المرحلة من أخطر المراحل فى أعمال الهدم، وجاء القرار حرصًا من السلطات السعودية على أرواح المعتمرين، خصوصًا أن نحو 50% من الحرم المكى مغلق بسبب أعمال الهدم . السيسى أشار إلى أنه يتم حساب حصة كل دولة من تأشيرة العمرة خلال فترة الذروة وفقًا لحجم العمل فى هذه الدولة، ولن تتجاوز نسبة ال15% بالنسبة إلى مصر، أسوة بالعام الماضى، موضحًا أن عدد المعتمرين الذين أدوا العمرة العام الماضى بلغ نحو 120 ألف معتمر، ولكن هذا العدد سوف يؤدى إلى مشكلة لدى المعتمرين، لأن الطلب يتزايد خلال هذه الفترة، وبالتالى ستواجه الشركات أزمة نقص التأشيرات . وأوضح أن أزمة تأجيل وإلغاء بعض شركات الطيران الخاصة لرحلاتها خلال موسم العمرة الحالى، كانت نتيجة تكدس أعداد المعتمرين وحجز أغلبهم لنفس مواعيد الذهاب والعودة من أداء مناسك العمرة ، لافتا إلى أنه فى حالة عدم تدخل المسؤولين لمعالجة هذا الأمر ومساندة الشركات والوقوف بجانبها، فإنه سيتم تصعيد الأمور، حتى لو استدعى الأمر قيام الشركات السياحة بإلغاء رحلات العمرة فى أثناء موسم الذروة، لكى يعى الآخرون أن الشركات السياحية ترفض الرضوخ لهذا الاحتكار المشين، حيث إن تدخل المسؤولين هو فى الأصل دعم للمواطن المصرى البسيط الذى يرغب فى أداء مناسك العمرة . من جانبه أوضح نائب رئيس مجلس الإدارة لغرفة شركات السياحة ناصر تركى، أن الزيادة الكبيرة التى تشهدها أسعار الطيران غير معقولة وغير مبررة، وأنها تثقل من كاهل الشركات السياحية التى تعانى فى الأصل من المنافسة الشديدة داخل سوق العمرة، فضلًا عن انحسار الحركة السياحية المصرية طوال السنوات الثلاث الماضية على الرغم من بدء تعافيها، فإنها لم تعد إلى الشكل المطلوب. تركى أضاف أسعار تذاكر الطيران المصرية المتجهة إلى الأراضى السعودية أصبحت أغلى من تذاكر الطيران من أمريكا وأوروبا المتجهة إلى السعودية، وهو شىء يدعو إلى الدهشة والاستغراب، وهو ما يدفعنا إلى ضرورة عمل وقفة مع المسؤولين، لأن المواطن المصرى يتهم دائما وأبدا شركات السياحة بالمغالاة، وهو لا يعلم أن شركة السياحة تتحكم فى هامش ربح قليل جدا، وأنه أحيانا، بل كثيرا ما تتعرض الشركة إلى خسائر لكى تلتزم أمام عملائها بالأسعار والتعاقدات المتفق عليها، فشركات السياحة ما هى إلا وسيط بين المعتمر وجهات أخرى سواء كانت شركات الطيران أو الفنادق أو الوكلاء السعوديين المانحيين للتأشيرات وغيرهم .