المرحلة التى تمر بها مصر صعبة ومرهقة، هذا لأن عدوّها اليوم عصابة من الحقراء، الذين لا يشعرون بالبطولة، إلا إذا قاموا بعمل غادر وحقير، وإلا إذا قتلوا من لا ذنب له، وأراقوا دماء من لم يؤذهم. وهم للأسف فئران هذا المجتمع، ولكنهم يتصوّرون أنهم، بأفعالهم الحقيرة الخسيسة، أبطال عالم فئران ديزنى، وجيش ميكى ماوس. وحتى يشعروا أنفسهم ببطولة زائفة يحاولون إقناع أنفسهم بأن الغدر والخسة والحقارة والكذب والوحشية والقسوة والفظاظة وغلظة القلب هى أسس دين الرحمة، والوسيلة الشيطانية المثلى للتقرّب إلى رب العزّة، الرحمن الرحيم، المعز المذل، المنتقم الجبار، ووسيلة الولاء لرسوله الكريم، الذى بعث ليتمم مكارم الأخلاق، فهدموا باسمه كل أخلاق، ونسبوا إليه كل نقيصة، والشيطان فرح يبتسم لأنهم أتباعه المخلصون، الذين يثبت بهم لله سبحانه وتعالى أن الإنسان كائن يمكن خداعه ودفعه للقيام بأخس وأحقر الأعمال، وهو يتصوّر أنه أعظم وأنبل مخلوق! كل ما يفعلونه حقير، وكل ما يقولونه كذب، وكل ما يفكّرون فيه خراب ودمار وعذاب ودماء وقتل، وبأبشع وأخس السبل، ثم يدّعون أنهم الأفضل، وأن الخسّة هى سبيل الله الحكم العدل!! أساؤوا إلى الوطن، وأساؤوا إلى الشعب، وأساؤوا إلى أنفسهم، ولكن أخس ما فعلوه هو أنهم أساؤوا إلى الدين نفسه. البعض كان يطالب بأن نتركهم يمضون السنوات الأربع ثم نرفضهم فى صناديق الاقتراع، وهذا ما فعلته تونس، فهل قبلوا بنتائج صناديق الاقتراع؟ إنهم حقراء خسيسون. إن جاءت الصناديق بهم فهذا هو الحق وهذه هى الديمقراطية، أما إن أتت بغيرهم فالديمقراطية حرام والنتائج زائفة، وعليهم حرق البلاد والعباد، كما أوعز لهم الشيطان، الذى خدع التتار من قبلهم، ووضع لهم قاعدة نملكها أو نحرقها ، قاعدة عبَدة الشيطان، أخس أهل الأرض، وأحقر المخلوقات، يدّعون أنهم الأفضل، فى حين صارت سماتهم هى الغضب والغل والقسوة والكذب والخداع والإساءة والخسة والغدر وبذاءة اللسان، فإن كانت هذه سمات الأفضل فكيف هى سمات الأسوأ بالله عليك؟! حقراء حقراء حقراء، وإلى أقصى حدود الحقارة، حتى كادوا ينفصلون عن الإنسانية نفسها، بالإضافة إلى انفصالهم عن الزمن والعصر والحضارة. انظر كيف يتشفّون فى مقتل جندى بسيط، أو فى موت من يحمون الوطن، راجع تمثيلهم بالجثث، الذى لم يعرف التاريخ الإسلامى مثيلا له إلا عند الكفار والهمج، حتى وحوش الغاب لا تمثل بجثث بنى جنسها، ولا تقتلهم دون ذنب جنوه، هذا لأنها وحوش، ولكنها ليست حقيرة. يسمون أنفسهم أسود الإسلام ويتصرّفون كضباع الشيطان!! ألم أقل لكم إنهم، وبكل معنى الكلمة، حقراء!