المتطرفون فى مصر يتمنون ويسعون بكل قوتهم وجهدهم إلى هدم مصر.. يكرهون مصر، وجيشها، وأمنها.. وشعبها!! المتطرفون فى مصر يتعاملون مع مصر باعتبارها بلدًا عدوًّا.. العجيب والغريب، لأولى الألباب وليس لهم، أنهم يتعاونون بكل حماس وإخلاص، مع كل أعداء مصر، ضد الوطن الذى أنجبهم وأنشأهم، وحاول تربيتهم، ولكن شياطينهم كانوا أقوى منهم، وربّوهم على كل ما هو سلبى وحقير.. ربّوهم على القسوة والوحشية، والعنف والكراهية، والكذب والغش والخداع ونقض العهود.. ثم أفهموهم أن كل هذه النقائص والسلبيات هى الدين الإسلامى!! ولأنهم نجحوا فى تغييب عقولهم، واستبدال نعال الأحذية بأمخاخهم، فقد صدّقوهم، وبايعوهم، وساروا فى ركبهم، وتحوّلوا إلى أسوأ صورة، وأحقر إشارة إلى أعظم دين.. العجيب أنهم لو أعملوا عقولهم لحظة -فقط لحظة- لتبيّن لهم أنه ما من دين سماوى، أو حتى عقيدة وضعية، يمكن أن تدعو إلى نقائص بشرية أخلاقية بهذا الحجم، وإلا لكانت أكبر خدعة شيطانية، لعب بها الشيطان الشاطر على عقول وقلوب البشر. فالديانات كلها من عند الله العزيز الحكيم، والدين يعبّر عن خالقه ومبدعه، ومعاذ الله العلى القدير، أن تنسب إليه، عزّ وجلّ، كل نقائص الدنيا وهو كمال الكمال، ومبدع الكون، ورب كل مخلوقاته.. حتى الكافر والملحد منهم.. وتعالوا نحسبها بالعقل، دون جهل أو تعصّب، ونسأل أنفسنا: لو أننا قاتلنا وقتلنا وذبحنا كل مَن لا يتفق معنا فى الفكر والعقيدة، فمَن الذى سندعوه إلى سبيل الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة؟! مَن؟! المؤمن العابد المصلى المتقى؟! هل تدركون مدى التعارض المختل فى أذهانهم؟! ربما تدركون أنتم ما أوردته. ولكنهم هم لم ولا ولن يدركوه.. هذا لأنه، وعلى الرغم من ادعاءاتهم الكاذبة، لم تعد الدعوة إلى سبيل الله هى ما يشغلهم، بل السيطرة والسلطة وفرض الإرادة والفكر والرأى.. حربهم كلها هى حرب شهوات، لو حسبتموها بعقول منفتحة.. السلطة والقوة والثروة والطعام والنساء.. أليس هذا ما يقاتلون من أجله؟! أليست كلها شهوات؟! أين هى الأهداف النبيلة، فى السعى خلف شهوات الجسد؟! ما الفارق بينهم وبين عصابة بلطجية، تحمل السلاح، وتهدّد وتروّع وتقتل وتغتصب؟! الفارق الوحيد أنهم أسوأ من البلطجية، فى ادعائهم أن ما يفعلونه من بلاوى، هو فى سبيل الله المعز المذل المنتقم الجبار! ولكنه الجهل.. جهلاء يحملون سلاحًا، فيسيئون استخدامه لشر البشر والبشرية، وحتى لا يتصدّى لهم أولو الألباب أو أولو العزم، يدعون أن بلطجتهم ووحشيتهم وشهواتهم هى بلطجة مشروعة، ووحشية نبيلة، وشهوات عفيفة! أنعتبرهم مساكين أم مجانين؟! ولو أن مجنونًا حمل سلاحًا انقض به عليك، صارخًا بأن الله، جل جلاله، قال إنه ليس على المجنون حرج، فهل ستدعه يقتلك، لأنه ليس عليه حرج؟! وهل ستشاهده يذبح ابنتك، لأنه ليس عليه حرج؟! لو كانت إجابتك بالإيجاب، فهذا هو.. الجهل.