شنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجومًا حادًا على الدول الأوروبية، الجمعة، لتوجيهها انتقادات لما وصفته بتدهور حرية الصحافة في تركيا، وقال إنه من الأفضل لها أن تحاول البحث عن حل لما وصفه بتزايد "الخوف المرضي من الإسلام" في القارة. وفي وقت سابق من الشهر الحالي داهمت الشرطة مؤسسات إعلامية مقربة من رجل الدين المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله غولن الذي يتهمه أردوغان بإقامة "دولة موازية" لتقويض حكمه وتدبير فضيحة فساد استهدفت الدائرة القريبة منه. وقال الاتحاد الأوروبي الذي تسعى تركيا للانضمام إلى عضويته منذ سنوات إن مداهمة المؤسسات الإعلامية تتعارض مع القيم الأوروبية وهو انتقاد رفضه أردوغان. وأضاف في حلقة نقاشية حضرها موظفون حكوميون "لسنا كبش فداء لأوروبا. من المؤكد أننا لسنا دولة تستطيع أوروبا أن توجه لها اللوم وتوبخها. الأفضل لأوروبا أن تجد حلا لزيادة العنصرية والخوف المرضي من الإسلام بدلا من انتقادنا". وأشار إلى واقعة حدثت في مدينة دورماغن الألمانية فقد ذكرت وسائل إعلام تركية محلية في وقت سابق من الأسبوع أن قوميين متطرفين هناك رسموا شارة النازية على جدران مسجد تحت الإنشاء. وطبق أردوغان، الذي انتخب حزبه العدالة والتنمية عام 2002، الكثير من الإصلاحات الديمقراطية في سنوات حكمه الأولى وقلص مشاركة الجيش في الحياة السياسية. وكثيرًا ما تشير دول حلف شمال الأطلسي إلى تركيا باعتبارها نموذجا لدولة ديمقراطية مسلمة ناجحة لكن في الآونة الأخيرة اتهم منتقدون أردوغان بالتشدد مع المعارضة. وفي أغسطس أصبح أردوغان، أوّل رئيس منتخب بشكل مباشر لتركيا بعد أن قضى 12 عامًا في منصب رئيس الوزراء، ولم يخف تطلعه إلى تغيير الدستور وزيادة صلاحيات الرئيس وهي خطوة يخشى معارضوه أن تؤدي لمزيد من الحكم السلطوي. وبالتالي فإن انتخابات يونيو البرلمانية ستكون أساسية، وإذا تمكن حزب العدالة والتنمية من الحصول على أغلبية الثلثين فإنه يمكن أن يجري إصلاحات بدون تأييد المعارضة بما في ذلك إقامة النظام الرئاسي القوي الذي يسعى إليه أردوغان.