يبدو المجتمع الدولى عاجزا تماما عن وقف تدهور الوضع فى سوريا، مع تصاعد العنف بوتيرة جنونية بين الجيش وقوى الأمن النظامية السورية والمعارضة المسلحة خلال الساعات القليلة الماضية، حيث قتل 87 شخصا فى أعمال عنف واشتباكات دارت الإثنين فى مناطق مختلفة من سوريا. ضحايا المواجهات توزعوا بين مدنيين وعسكريين وجنود منشقين، حيث أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان بأن القتلى هم 57 مدنيا و23 من قوات النظام و7 من العناصر المنشقة والمقاتلين المعارضين. فى هذا الوقت أعربت بعثة مراقبى الأممالمتحدة فى سوريا الإثنين عن قلقها إزاء تصاعد العنف فى حمص، مشيرة إلى أنها بصدد التفاوض لإجلاء المدنيين، وذكرت فى بيان أن «المراقبين الدوليين أفادوا عن حدوث قتال عنيف فى مدينتى الرستن وتلبيسة شمال مدينة حمص مترافق مع إطلاق المدفعية وقذائف الهاون، فضلا عن إطلاق نار من المروحيات والمدافع الرشاشة والأسلحة الخفيفة». ولم يملك كوفى عنان المبعوث الأممى العربى المشترك لسوريا وهو يراقب انهيار خطته لحل الأزمة، إلا أن يعرب عن «القلق البالغ» بشأن تصاعد العنف المتبادل، كما دعا إلى السماح على الفور للمراقبين الدوليين بدخول مدينة الحفة فى منطقة اللاذقية. الولاياتالمتحدة هى الأخرى عبرت عن قلقها من أن يكون النظام السورى يستعد لارتكاب مجزرة جديدة فى ضوء ما ذكره المراقبون، وحذرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند ضباط الجيش السورى من أنهم لن يفلتوا من العقاب، وتساءلت «أى حكومة يمكنها أن تستخدم مروحيات عمدا وتطلق منها النار على شعبها إذا لم تكن يائسة؟ لكن نولاند استبعدت مجددا تدخلا عسكريا أمريكيا فى سوريا، مخافة أن يؤدى هذا إلى حرب بالوكالة». يأتى هذا بينما أدرجت الأممالمتحدة الحكومة السورية فى قائمتها «السوداء» السنوية للدول التى تشهد نزاعات يتعرض فيها أطفال للقتل أو التعذيب أو يرغمون على القتال. واتهم التقرير القوات السورية بتعذيب أطفال فى سن الثامنة وإعدامهم واستخدامهم «دروعا بشرية» خلال عمليات عسكرية ضد معارضين.