البنزين والسولار يواصلان الاختفاء فى المحافظات.. ونشطاء يطالبون بتأميم محطات التموين إنجاز جديد يحسب للحكومة فى ظل قيادة المجلس العسكرى، ومجهود يستحق الإشادة، بعدما تمكنت كل السلطات التنفيذية والرقابة من الحفاظ على استمرار أزمة الوقود، طوال الشهور الماضية، حتى إنها دخلت شهرها السابع دون ظهور أى بوادر لانفراج الأزمة، وهو ما لم تشهده مصر سابقا، سوى فى أوقات الحروب والكوارث! ومع اقتراب جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية تصاعدت الأزمة فى عديد من المحافظات، حرصا من الحكومة على توفير مزيد من الضغط والمعاناة على المواطنين، حيث اشتدت الأزمة فى دمياط، خصوصا مراكز سعد والزرقاء وفارسكور ومدينة دمياطالجديدة ومصيف رأس البر، وهو نفس ما شهدته محافظة الغربية، بخلاف أن الأزمة شملت كل أنواع الوقود، ولم تعد تقتصر على السولار وبنزين 80 فقط، وباتت مشاهد تكدس الطوابير الطويلة هى المنظر المألوف فى كل محطات الوقود بمختلف مراكز ومدن الغربية، وهو ما تسبب فى تعطل الحركة المرورية وإعاقة سيولة الطريق، خصوصا بشارع الجلاء بمنطقة نايف عماد، وشارع المديرية وشارع البحر، كما يتكرر المشهد بالطرق السريعة، خصوصا طريق طنطا-زفتى الذى يتعطل بشكل شبه كامل يوميا. بينما امتدت أضرار أزمة السولار لتهدد قرى الخريجين بالسويس، حيث أكد المزارعون بقرى محمد عبده ومحمد كريم والألبان أن ماكينات الرى لا تجد السولار لكى يتم تشغيلها، مما يضطر الفلاحين إلى قطع عشرات الكيلومترات، من أجل الحصول على جركن سولار واحد، وأشاروا إلى أن استمرار الحال على ما هو عليه فى فصل الصيف يهدد الأراضى بالبوار، نظرا لكثرة تناوب موجات الرى. ومن جانبهم، أكد السائقون بالسويس أن هناك عاملا جديدا ظهر بجانب الوفود من السيارات الغريبة من المحافظات الأخرى التى تستهلك حصة المحافظة، نظرا لوجود 5 موانى بالمحافظة، وهى العشوائية فى الترخيص للسيارات التى قامت بها المحافظة مؤخرا، والتى أطلق عليها سائقو السويس «هجمة الصينى»، حيث تم ترخيص عشرات السيارات دفعة واحدة حتى أصبحت السيارات مكدسة على الخطوط، وكل ذلك يقوم بالسحب من رصيد حصة المحافظة للوقود. وفى الدقهلية، تفاقمت أزمة نقص بنزين 80، واشتكى أصحاب السيارات من بلطجة محطات الوقود التى أصبحت تبيع البنزين بضعف ثمنه دون أن يوقفهم أحد، وفى السياق ذاته استمر مشهد تكدس السيارات أمام محطات التموين بمدن الدقهلية المختلفة، حيث أدى تزاحم السيارات إلى إغلاق شارع صلاح سلام بمدينة طلخا، وهو الرافد الرئيسى والوحيد الذى يربط مدينة المنصورة بمدينة طلخا، وظل مغلقا لأكثر من ساعتين، بسبب تزاحم السيارات أمام محطة التمويل الموجودة بالشارع، مما أدى إلى شلل تام فى حركة المرور. التجارة العلنية للجراكن (السوق السوداء) التى سهلت لأصحاب المحطات تكوين ثروات غير مشروعة، فى ظل الغياب والانفلات الأمنى، دعت ائتلاف «حماية» الذى شكلته مجموعة من شباب ائتلافات الثورة بالمحافظات، إلى مطالبة مجلس الشعب بإصدار تشريع يقضى بتأميم محطات تموين الوقود حفاظا على مليارات الدعم المنهوبة يوميا. إذا لم يكن ما تريد، فأرد ما يكون، هذا هو حال المواطنين بالشرقية مع وصول نقص المواد البترولية بها إلى حد الأزمة الحقيقية، والتى تعايشوا معها، باعتبار أنها مشكلة لا يوجد لها حل، وكأنه لا يوجد دولة من الأصل عليها البحث عن هذا الحل المجهول، فرغم وصول الأزمة إلى ذروتها، خصوصا فى اليومين الماضين، فإن المشادات والمشاحنات بين أصحاب السيارات وبعضهم أو مع أصحاب المحطات قد قلت حدتها والسبب متفاوت ما بين رضاء بالأمر الواقع، وما بين أن أصحاب المحطات بالفعل ليس بوسعهم ما يقدمونه، وبين الملل من كثرة التشاجر شبة اليومى على المحطات. وفى الإسكندرية، شنت إدارة شرطة التموين والتجارة حملة موسعة لضبط الخارجين عن القانون الذين يهربون المواد البترولية لبيعها فى السوق السوداء، حيث تمكنت من ضبط مدير مسؤول عن مستودع لبيع المواد البترولية بدائرة قسم شرطة أول الرمل، لقيامه بتجميع 2000 لتر سولار مدعم بقصد بيعه بالسوق السوداء.