وجه وزراء الخارجية وأعضاء الوفود المشاركين في الاجتماع الوزارى لمكتب تنسيق حركة عدم الانحياز فى ختام اعمالهم اليوم فى شرم الشيخ الشكر العميق للشعب والحكومة المصرية على كرم الضيافة والجهود المصرية الحثيثة لضمان نجاح هذا الحدث الهام . وأعرب الوزراء فى قرار صدر فى ختام اجتماعاتهم عن عميق التقدير للقيادة الملهمة التى أبدتها مصر أثناء رئاستها على مدار السنوات الثلاث الماضية وكذا المواقف والافعال المتسقة والحاسمة التى اتخذتها منذ القمة الخامسة عشرة للحركة التى عقدت عام 2009 فى مدينة شرم الشيخ الساحرة وفقا لمنهجية حركة عدم الانحياز ومراعاة جميع الدول الاعضاء فى اطار مكتب تنسيق الحركة فى نيويورك، وكذا الفصول المتعلقة بالحركة فى مختلف المنظمات الدولية الممثلة فيها وأعرب وزراء الخارجية عن تقديرهم لتقرير الاداء الخاص برئاسة مصر للحركة والذى يعكس التنفيذ الامين لخطة عمل شرم الشيخ التى أدت الى تعظيم قدرات الحركة كى تتجاوب بشكل فعال مع الوضع العالمى والازمات والتحديات سريعة التطور والتى تؤثر على الدول الأعضاء وفى الدفاع عن مصالح الدول النامية فى كثير من المجالات كما ورد فى الوثيقة الختامية والاعلان الصادرين عن قمة شرم الشيخ. وعبر الوزراء عن ثقتهم فى أن قوة الدفع التى تولدت عن اجتماع شرم الشيخ تشكل علامة مهمة فى الاعداد للقمة القادمة للحركة المقرر عقدها فى طهرانبايران من 26 الى 31 أغسطس 2012 .. وأكدوا تصميمهم على تعزيز قوةعملهم والتزامهم المشترك بروح التعاون لتحقيق المصلحة الجماعية وتطلعات الدولا لأعضاء بحركة عدم الانحياز . وقد أعرب وزير الخارجية محمد عمرو في كلمته بالجلسة الختامية للاجتماع التنسيقى لمكتب تنسيق حركة عدم الانحياز عن الامتنان لكل من شارك فى هذا الاجتماع وسعادته لتشرفه بتمثيل الرئاسة المصرية لحركة عدم الانحياز خلال اليومين الماضيين. وقال عمرو ان هذا الاجتماع مثل فرصة استطاعت من خلالها كافة الدول الاعضاء التعبير بوضوح عن ارائها ومواقفها خلال حلقات النقاش العام بالنسبة للعديد من القضايا الرئيسية التى تمثل مصدر اهتمام كبير للحركة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى ومقدساته، حيث جددنا خلال الاجتماع التزامنا باستمرار دعم وتضامن دولنا مع فلسطين وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق الى انشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، وأشار إلى أن ذلك جاء استكمالا وبناء على ما تقرر أثناء مؤتمر القمة الخامس عشر لرؤساء الدول والحكومات الذى عقد بشرم الشيخ فى يوليو 2009، وكذلك المؤتمرات والاجتماعات الوزراية الاخيرة للحركة بما فيها المؤتمر الوزارى السادس عشر الذى عقد فى بالي في مايو 2011. ..كما أكد الوزراء أسفهم لاستمرار معاناة الشعب الفلسطينى علي أيدي الاحتلال العسكري الإسرائيلي الوحشي للأراضي الفلسطينية على مدار الخمسة والأربعين عاما الماضية منذ عام 1967، وحرمانه من حقوقه الانسانية الاساسية، بما فى ذلك حقه فى تقرير المصير. وأضاف وزير الخارجية ان اعلان فلسطين الصادر عن اجتماعنا جاء ، ليشدد على ضرورة بذل المزيد من الجهود للمساعدة فى دفع عملية السلام وتفعيل قرارات الاممالمتحدة ذات الصلة، بما فيها قرارات مجلس الامن ومرجعية مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق للجنة الرباعية الدولية مع الاخذ فى الاعتبار هدف تحقيق التسوية السلمية بحلول نهاية عام 2012. كما طرح عدد من الدول إجراءات عملية لتفعيل الإعلان وتم توجيه المندوبين الدائمين بالأممالمتحدة بدراستها.وأوضح ان الاجتماع تناول ايضا ملف اللاجئين الفلسطينيين، وذلك استنادا الى قرار الجمعية العامة رقم 194، كما عقد الاجتماع جلسة خاصة حول موضوع الاسرى الفلسطنيين فى السجون الاسرائيلية، استعرض فيها ما يلاقيه السجناء السياسيون الفلسطينيون من تعذيب وحرمانهم من أبسط حقوقهم الاساسية التى تكفلها لهم المواثيق والمعاهدات ،الدولية ومبادىء حقوق الانسان المعترف بها عالميا، وهو ما يدفعنا جميعا لبذل قصارى جهودنا من أجل العمل على زيادة الوعى الدولى بهذه المسألة وحشد التأييد فى سبيل انهاء معاناة آلاف السجناء الفلسطينيين وعائلاتهم، وفقا للاعلان الصادر بهذا الشأن عن اجتماعنا هذا. وقال محمد عمرو إن الشعور بوجود ازدواجية فى المعايير من خلال فرض عقوبات أحادية الجانب، فضلا عن الاستهداف الانتقائى لبعض الدول لاعتبارات غير موضوعية، أصبح شعورا عاما انعكس فى مناقشات الأمس واليوم، حيث أبرزت مداولاتنا عزم دول الحركة على المضى قدما من أجل اصلاح الأممالمتحدة بما فى ذلك توسيع عضوية مجلس الأمن وتطوير قواعد عمله، باعتباره احد أهم أجهزة منظومة الاممالمتحدة المعنية بحفظ الامن والسلم الدوليين، ليصبح اكثر توازنا وتمثيلا لواقع المجتمع الدولى بما يتطلبه ذلك من تحقيق تواجد اكبر واقوى للدول الافريقية على وجه الخصوص. وقال وزير الخارجية محمد عمرو :« اننا لاحظنا جميعا الاهمية التى توليها دول الحركة لملف تحقيق التنمية المستدامة ولمؤتمر الاممالمتحدة ،المقرر عقده فى الفترة من 20 الى 22 يونيو المقبل، ولاسيما فى ضوء ما يشهده عالم اليوم من ازمات عالمية متعاقبة تمثل اهمها فى الازمة الاقتصادية والمالية العالمية وما خلفته من اثار سلبية على اقتصاديات الدول النامية بوجه خاص وما سببته من ازمات فى اسعار الطاقة والغذاء، وتضاؤل حجم التجارة وتدفقات الاستثمارات الاجنبية المباشرة، فضلا عن تحديات الأمن الغذائى وهو ما دفعنا مجددا إلى التأكيد على ضرورة الاصلاح الكامل والشامل للنظام الاقتصادى والمالى الدولى ليكون اكثر قدرة على خدمة احتياجات الدول الاعضاء، ولاسيما البلدان النامية، بطريقة منصفة وعادلة. وأشار وزير الخارجية الى ان مناقشات الاجتماع عكست توافقا عاما حول العديد من الموضوعات الملحة مثل الامن الدولى ونزع السلاح، وتعزيز تعاون الجنوب وهو ما بدا جليا فى التوصيات التى تمخضت عنها الوثيقة الختامية للاجتماع. وقال :«اننا شددنا على ضرورة تسوية النزاعات بالطرق السلمية على نحو يكفل عدم المساس بالسلم والامن الدوليين، ونبذ العنف والارهاب أو التهديد بهما، ودعم قيم ومبادىء الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات الاساسية، كما تلاقت وجهات نظر دول الحركة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع العديد من القضايا الاقليمية الراهنة والتى تتعلق بمصالح بعض الدول الاعضاء على وجه الخصوص« وأكد وزير الخارجية فى كلمته ان مصر حرصت خلال رئاستها للحركة على مدار السنوات الثلاث الماضية على الاسترشاد بالمبادىء التأسيسية للحركة، وجاءت ثورتنا المجيدة فى 25 يناير لتشحذ من عزمنا على المضى قدما فى تدعيم وتفعيل تلك المبادىء سعيا للدفع بدور الحركة على الصعيد الدولى من خلال مساندتنا لمبادىء السيادة الوطنية والمساواة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الاعضاء والامتناع عن استخذام القوة او التهديد بها فى تسوية النزاعات ودعم حقوق الشعوب فى تقرير مصيرها فى كفاحها ضد الاحتلال الاجنبى وتحقيق التعاون الدولى القائم على التضامن بين الشعوب. وقال ان مصر حملت الرسالة بكل أمانة، ولم ندخر أى جهد من اجل الدفاع عن مصالح دول الحركة وها نحن نقترب من تسليم مسئولية الرئاسة الى ايران بعد ثلاثة أشهر، وكلنا ثقة في قدرتها علي قيادة الحركة على نحو يحافظ علي تماسكها ويدعم من دورها على الساحة الدولية بما يتفق مع تطلعات أعضائها.وشدد عمرو على ان نجاح اجتماعنا اليوم يمثل خطوة فى الطريق الى القمة السادسة عشرة التى ستعقد فى طهران فى الفترة من 26 الى 31 اغسطس القادم.. مؤكدا أننا سنظل نعمل بعد تسليم الرئاسة، وكما كان دأبنا دائما، من منظور إيماننا بمبادىء الحركة وإهتمامنا بدورها ومشاركتنا الفاعلة فى أنشطتها، بالإضافة إلى ما تمليه علينا مسئوليتنا النابعة من عضويتنا فى الترويكا، على تعزيز الوحدة والتضامن بين دول الحركة والسعى لتعضيد الجهود المبذولة من اجل تحقيق مصالح بلادنا وشعوبنا. واختتم وزير الخارجية كلمته بتوجيه بالشكر – نيابة عن المشاركين الى محافظ جنوبسيناء اللواء خالد فودة على جهودة والطاقم الذى عمل معه من اجل توفير البيئة المناسبة لاجتماعنا هذا.