«عيد الفطر» كان بالتأكيد مختلفا هذا العام. المشهد الأبرز والمسيطر، كان تحول ساحات «صلاة العيد» إلى ساحات للمعارك، بين القوى السياسية من ناحية، والتيارات الدينية من ناحية أخرى. الجميع كان متأهبا، ويريد الوصول إلى المواطن البسيط، بتوزيع المنشورات والبرامج، أو عبر إغرائه بهدايا الأطفال. الحضور الأبرز كان للإسلاميين، خصوصا جماعة الإخوان» والسلفيين، لم يخل الأمر من اشتباكات بين هؤلاء وأولئك، من أجل «لافتة» دعائية أو منشور. فى محافظات الجيزة، والمنيا، والغربية، اتهم أعضاء حملة المرشح المحتمل للرئاسة عبد المنعم أبو الفتوح، أعضاء من «الإخوان المسلمين» بتمزيق لافتات دعاية أبو الفتوح. وقال مدير الحملة محمد الشهاوى ل«التحرير»، إن الأمر تجاوز إلى «اعتداء على أعضاء الحملة، إضافة إلى تمزيق اللوحات الدعائية الخاصة بأبو الفتوح». وأوضح أن مسؤولى الحملة فى المحافظات، حرروا محاضر فى النيابة بتلك الوقائع، وأضاف «لديهم صور تكشف قيام بعض أعضاء جماعة الإخوان، بتمزيق اللافتات، ومنع الحملة من توزيع الدعاية، فى عدد من المناطق والمساجد وساحات صلاة العيد». معتبرا أن تلك التصرفات «فردية، نابعة من الانفعال والتشنج السياسى غير المبرر». لكن المتحدث الإعلامى باسم جماعة الإخوان محمود غزلان، رد على الاتهام بقوله «هذا ليس من أخلاق الإخوان المسلمين. نحن نحترم جميع المرشحين»، وذهب إلى أن الجماعة «منذ نشأتها، وهى معرضة للافتراء، والكذب عليها»، وأضاف «إذ وجد ما يثبت قيام الإخوان بذلك، فإن من قام بهذا العمل سينال جزاءه بعد التحقيق». وعلى صعيد «المنافسات» الميدانية، على ساحات الصلاة، نظم «الإخوان» فى الإسكندرية، أكثر من 180 ساحة لصلاة «عيد الفطر»، شارك فيها قرابة مليون و900 ألف مصل. وشهد كورنيش البحر أمام «مول سان ستيفانو»، ساحة صلاة كبرى، ضمت ما يزيد على عشرة آلاف مصل، بحضور عدد من قيادات الجماعة. وترجمت الصلاة وخطبة العيد إلى عدة لغات أجنبية للأفواج السياحية الموجودة فى فندق «فورسيزون». فى السويس استحوذ «الإخوان» على ساحة «ميدان الشهداء»، بينما تجمع السلفيون فى منطقة «أول السور» فى حى «الأربعين». وتبارى أنصار الفريقين، فى تقديم الهدايا للأطفال، وإقامة «كرنفال» بالبالونات، التى أحاطت بصور الشهداء. لكن المشهد كان مختلفا فى الإسماعيلية، إذ ارتدى الطابع الرسمى، بأن احتفلت قيادة الجيش الثانى الميدانى بالعيد، بوضع أكاليل من الزهور على مقابر الشهداء، فى المحافظة، مع عزف الموسيقى العسكرية وسط حالة من الارتياح سادت بين المواطنين، لأن الصلاة أقيمت هذا العام، من دون وجود «الرئيس المخلوع»، الذى كان وجوده فى الإسماعيلية يتسبب فى توتر الأمن. وفى الشرقية، نظم «الإخوان» الصلاة فى أكثر من 50 ساحة، فى مختلف مراكز ومدن المحافظة، أبرزها كان فى «ساحة ناصر»، والساحة الشعبية فى كفر الزقازيق، واستاد الزقازيق، وساحة الشونة بشارع فاروق، مع توزيع آلاف الهدايا على الأطفال. العيد فى القليوبية كان هادئا، وأدى المحافظ عادل زايد الصلاة، وسط جموع المصلين من أبناء بنها، فى «مسجد ناصر» على كورنيش النيل، ووزعت العلاقات العامة بالمحافظة، الحلوى واللعب على الأطفال. عشرات الآلاف من أهالى المنوفية، أدوا صلاة العيد فى 320 ساحة تابعة للأوقاف، وأكثر من 250 ساحة أخرى، انقسم توزيعها بين التيارات الدينية. السلفيون والإخوان، فى كفر الشيخ، تباروا فى إظهار قوتهم، من خلال التنافس فى تنظيم «صلاة العيد» فى الساحات الشعبية، التى بلغ عددها 240 ساحة، أبرزها فى استاد كفر الشيخ، وكان الحضور الأبرز للإخوان المسلمين، الذين قاموا بتوزيع الهدايا على الأطفال، وأقاموا المسابقات والمهرجانات الفنية. وكان الحضور المكثف بساحتى مسجد الرحمة ، وشارع الاستاد الرياضى. أما السلفيون، فكانت أكبر ساحاتهم أمام مجلس مدينة دسوق، ورفض الداعية السلفى وحيد بالى توحيد الصلاة، بين الإخوان وبين السلفيين، بل قام بعض أنصار الدعوة السلفية بتمزيق إعلانات «الإخوان» للصلاة، فى معظم الساحات. الوضع كان مشتعلا فى أسيوط، إذ اتهمت قوى سياسية جماعة الإخوان بالاعتداء على ناشطين بحركة 6 أبريل، وائتلاف شباب الثورة. الوضع لم يختلف كثيرا فى قنا، إذ شهدت الساحات تنازعا بين جماعة الإخوان والسلفيين، وتناولت خطبة العيد فى مسجد «النور المحمدى» تطبيق الشريعة الإسلامية فى الحكم، خرجت سيارات تابعة للإخوان المسلمين والسلفيين عقب الصلاة لتوزيع «العدية» على الأيتام فى منازلهم، وتنوعت العدية بين المبالغ النقدية والهدايا العينية.