بيرنى إكليستون، صاحب الحقوق التجارية فى الفورميولا 1 يقود إحدى سيارات السباق بنفسه، وبجواره رجل فى زى أمير عربى يملأ خزان وقود السيارة ب«الدم» لا بالوقود، وعلى الجانب الآخر أكوام من الجثث تسبح فى الدماء.. كاريكاتير مؤثر للغاية هو ذلك الذى نشرته صحيفة «التايمز» البريطانية فى عددها أمس السبت، يلخص من دون أى تعليق كتب عليه، الأحداث المشتعلة فى البحرين بسبب إصرار السلطات على إقامة سباق «فورميولا 1» رغم موجة الاحتجاجات الشعبية الهائلة المعارضة لإقامته. «تايمز» لم تكن المنتقد الوحيد لموقف عدد من المسؤولين البريطانيين ب«الفورميولا 1» لتأييدهم إقامة السباق، حيث وصف الكاتب البريطانى روبرت فيسك فى مقاله بصحيفة «الإندبندنت» السباق ب«سياسة لا رياضة». واستنكر من موقف إكليستون، وتساءل: «ماذا لو كانت البحرين تقمع جماعة يهودية، لا جماعة مسلمة شيعية تطالب بالديمقراطية؟ كانوا سيصرخون من أعالى الأسطح رافضين المشاركة فى الحدث». «فورميولا 1» ينطلق ويتزامن معه «3 أيام من الغضب» -هى فترة السباق- التى أعلن عنها ائتلاف 14 فبراير، أول من أمس الجمعة. والاشتباكات لا تزال مستمرة بين الشرطة والمتظاهرين، حيث قام عدد من الشباب فى قرى شيعية قريبة من مكان إقامة السباق بإشعال النيران فى إطارات السيارات وهم يرددون «يسقط حمد»، و«مستعدون للموت من أجل البحرين»، مما دفع قوات الشرطة إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية. الملفت فى مظاهرات أمس، أن بعض المشاركين ارتدوا أكفانا بيضاء كتب عليها «أنا الشهيد التالى»، فى إشارة إلى أنهم لا يخشون أن يتم قتلهم على أيدى قوات الشرطة. ولم ينس المشاركون الدعوة فى مظاهراتهم إلى الإفراج عن الناشط المضرب عن الطعام، عبد الهادى الخواجة. حزب الوفاق المعارض أعلن أنه تم العثور على جثة رجل بحرينى بعد اشتباكات مع قوات الأمن فى قرية شخورة. كما حذرت قراصنة الإنترنت «أنونيمس» من استهداف مواقع المملكة و«فورميولا 1»، وعبرت عن مساندتها الثورة البحرينية. من جانبه أكد ولى عهد البحرين، سلمان بن حمد آل خليفة، أنه لن يتم إلغاء السباق لأن هذا سيكون فى صالح «المتطرفين»، على حد قوله.