كل 5 أعوام.. تنتخب فرنسا رئيسا جديدا لها عبر جولتين، إلا إذا فاز أحد المرشحين بأغلبية ساحقة فى الجولة الأولى التى تنطلق اليوم (الأحد). بعد انتهاء حرب جمع ال500 توقيع اللازمة للترشح رسميا بموجب قانون الانتخابات الفرنسى، وحروب كلامية ومشادات ساخنة بين المرشحين العشرة، وبدء فترة الصمت الانتخابى منتصف نهار أمس (السبت)، سيقرر الفرنسيون الاتجاه الذى ستسلك فيه فرنسا الأعوام الخمسة المقبلة، إلى اليسار أو اليمين. 85 ألف لجنة اقتراع ستفتح أبوابها أمام الناخبين المقيمين فى فرنسا، من 8 صباحا حتى 6 مساء، وحتى 8 مساء فى المدن الفرنسية الكبرى. أما بالنسبة إلى الفرنسيين المهاجرين فبدؤوا الإدلاء بأصواتهم أمس (السبت). ومن المقرر أن تظهر النتائج مساء اليوم، أو صباح غدٍ (الإثنين). وحتى يتم الإعلان عن النتائج، حذرت لجنة مراقبة الانتخابات يوم الخميس من نشر نتائج الجولة الأولى أو توقعات لها على موقعى التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر»، أو قنوات تليفزيونية أو محطات إذاعية. وهددت بفرض غرامة مالية قيمتها 75 ألف يورو على كل من يخالف هذا، بموجب القانون الفرنسى. صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية سخرت من هذا القانون، فى عددها أمس ووصفته ب«غير المنطقى» فى عصر التكنولوجيا الذى يعيش فيه العالم الآن. وعبرت عن إصرارها على كشف النتائج الجزئية للجولة الأولى رغم قرار لجنة مراقبة الانتخابات. استطلاعات الرأى الحديثة تشير إلى تفوق المرشح الاشتراكى اليسارى فرانسوا هولاند على الرئيس الفرنسى اليمينى المحافظ نيكولا ساركوزى، مرشح حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، الذى يسعى إلى الفوز بولاية ثانية، بينما تأتى مرشحة حزب الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارى لوبان، فى المركز الثالث، والمركز الرابع جاء مرشح حزب اليسار المتطرف جان لوك ميلانشان. وعلى «تويتر»، كان آخر تغريدات هولاند على حسابه الشخصى: «أصدقائى الأعزاء، يوم الأحد لاختيار مصير فرنسا»، بينما كتب ساركوزى: «سوف نكون على موعد مع فرنسا قوية ومع النصر»، وميلانشان: «سنأخذ السلطة»، ولوبان: «22 أبريل.. نعم من أجل فرنسا». ومن بين أهم القضايا التى طرحها المرشحون، مشكلة الأمن والهجرة التى ركز عليها معظمهم، علاوة على «الأزمة المالية والبطالة» التى هى الهم الأكبر للفرنسيين، وسيكون الفائز ملزما بإقناع الأسواق بأن نظام فرنسا الاقتصادى والمالى معافى تماما. هذا بالإضافة إلى خفض العجز العام، من أجل توازن الميزانية نهاية 2017 واعتماد إصلاح ضريبى وخلق مزيد من الوظائف. الفائز بالرئاسة الفرنسية، سيتم تنصيبه رسميا فى احتفال فخم فى قصر الإليزيه بعد 10 أيام من انتهاء الجولة الثانية فى 6 مايو، أى يوم 16 مايو المقبل. وإذا فاز هولاند بالرئاسة، سيكون أول رئيس يسارى، منذ تولى فرانسوا ميتران الرئاسة عام 1988.