فى انتظار ما سيتم الإعلان عنه رسميًّا بشأن حادثة الهجوم على لنش البحرية شمال دمياط، فإنه من المؤكد الآن أن الرد كان حاسمًا من قواتنا البحرية والجوية، مما أدَّى إلى تدمير السفن الصغيرة «البلنصات» التى قامت بالهجوم والقبض على أكثر من ثلاثين شخصًا شاركوا فى العملية. ما يهمنا هنا هو جاهزية قواتنا المسلحة للتعامل مع كل خطر. ونحن ندرك جيدًا -ومنذ البداية- أننا فى حالة حرب حقيقية، وأن عدونا منحط وخائن، وأنه ليس إلا جزءًا من تآمر يستهدف مصر والمنطقة العربية كلها، ويرفض أن تنهض مصر بعد ثورتين عظيمتين تخلَّصت فيهما من الفساد والاستبداد، ثم من الفاشية التى استخدمت الدين واستباحت الوطن وفتحت الأبواب على مصراعيها لعصابات الإرهاب. وما يهمنا هنا هو الإدراك بأن الضربات الساحقة التى توجهها قواتنا المسلحة لعصابات الإرهاب فى سيناء قد أفقدت هذه العصابات معظم قدراتها، وأن الحصار المحكم بعد تدمير الأنفاق وإخلاء الشريط الحدودى قد جفَّف مصادر التمويل والتسليح، ووضع هذه العصابات فى موقف اليائس الذى يرقص الآن رقصة الموت، ويتخبَّط فى كل الاتجاهات. فى هذا الإطار نفهم إعلان ما تبقى من عصابة «أنصار بيت المدس» انضمامها إلى عصابة «داعش». وهو إعلان لا قيمة له ولا جديد فيه. فالعصابتان لا تختلفان إلا فى الاسم واللافتات التى يرفعها كل منهما.. والعصابتان تنهلان من بئر مسمومة واحدة ليس فيها إلا التكفير والخروج على الإسلام وخيانة الوطن. والعصابتان هما فى النهاية جزء من مخطط إثارة الفتنة والفوضى فى البلاد العربية الذى تديره قوى أجنبية لم يعد دورها خافيًا، خصوصًا بالنسبة إلى المصريين الذين فاجأهم تحالف قوى دولية تدَّعى الديمقراطية مع قوى الظلام بقيادة الإخوان، ثم فاجأهم مرة أخرى موقف هذه القوى من ثورة يونيو التى استعادت مصر من فاشية الإخوان، ومحاولة هذه القوى «الديمقراطية جدًّا» حصار مصر وإضعاف الدولة وهى تقاتل ضد عصابات الإرهاب!! لا بقايا «أنصار بيت المقدس» ستضيف شيئًا إلى «داعش».. ولا «داعش» الهمجية ستجد مكانًا لها فى مصر بلد الأزهر وموطن عناق الهلال مع الصليب. كل ما أمامنا أن ضربات جيش مصر للإرهاب تجعله يستغيث، وأن إعلانه ما حاول إخفاءه قبل ذلك من تحالفات مع «داعش» وغيرها يثبت أن طريق الإرهاب واحد، وأن نهج التكفير الذى بدأ مع «الإخوان» منذ ثمانين عامًا ما زال قادرًا على إنتاج الكثير من «الدواعش» يتسابقون على الإساءة إلى الإسلام واستباحة دماء المسلمين. يتنازعون على خلافة مزعومة، ثم يتوافقون على تدمير الأوطان وذبح المخالفين. نعرف الآن أننا نواجه إرهابًا يائسًا، ولذلك فهو مستعد لأن يفعل أى شىء ويرتكب أى جرائم!! ونعرف أن هناك مَن يوفِّر له التمويل والعتاد ليعوِّض ما فقده بتدمير الأنفاق وإحكام الحصار عليه فى سيناء!! ونعرف أنه سيحاول عمل أى «فرقعات» إرهابية لهز الثقة وترويع الناس!! ولكننا نثق بلا حدود فى قدرة جيشنا على المواجهة والحسم، وفى رفض شعبنا لهذا الإرهاب المنحط الذى لا يمكن أن يكون له مكان فى مصر مهما تنوَّعت لافتاته: من إخوان الإرهاب.. إلى إرهاب الدواعش!!