لم يسقط حكم الإخوان فى 3 يوليو من العام الماضى، بل سقط قبل ذلك بكثير، ومنذ أن أدرك الشعب حجم الخديعة التى تعرض لها، حين تم تسليم حكم مصر لهذه الجماعة الفاشية التى تاجرت بالدين لتستأثر بالسلطة، والتى لم تعرف يومًا قيمة الوطن ومعنى الوطنية، والتى أرادت أن تعيد مصر إلى ظلام العصور الوسطى، وأن تجعلها ساحة لعصابات الإرهاب وأفكار التخلف. سقط حكم الإخوان حين وجد نفسه فى مواجهة مع شعب بأكمله، ومع دولة بكل مؤسساتها، ومع الملايين التى رفضت أن تسرق منها الثورة وأن يحكمها الإرهاب، ولو تخفّى كذبًا وراء الإسلام الحنيف.. وقد تصاعدت المواجهة حتى كان 30 يونيو، وفيه كتبت مصر بأكملها شهادة وفاة حكم الإخوان الفاشى، ولم يكن الثالث من يوليو إلا تفعيلا لإرادة الشعب والإعلان رسميا عن نهاية واحد من أسوأ الأعوام التى مر بها الحكم فى مصر المحروسة. ولم يكن سهلاً على الذين راهنوا على «الإخوان» وفى مقدمتهم أمريكا أن يقبلوا بالهزيمة، وهكذا واصلوا دعمهم لإخوان الإرهاب وحلفائهم، وواصلوا المحاولات الفاشلة لحصار الثورة وممارسة كل الضغوط السياسية والاقتصادية على النظام الجديد فى مصر، وها نحن بعد عام من سقوط الحكم الفاشى الإخوانى نمضى فى طريقنا، بينما إخوان الإرهاب يخلعون كل الأقنعة ويثبتون زيف الأكذوبة التى روجت لها أمريكا وهى تدعمهم بدعوى أنهم معتدلون!! إخوان الإرهاب يقولون يومًا بعد يوم إنه لا يمكن أبدًا أن يكون هناك إرهاب معتدل وإرهاب متطرف، فالإرهاب واحد، ومهما تعددت لافتاته فستجد الأصل عند الإخوان منذ أن نشؤوا على العنف وتكفير الآخرين!! أمس بدأ الإخوان «احتفالهم»!! بالثالث من يوليو بمحاولة زرع القنابل عند مستشفى!! وفى الأيام القليلة الماضية كانوا يعلنون عن اعتدالهم!! وسلميتهم (!!) بكل الصور الممكنة.. قتلوا المجندين فى رفح مرة أخرى فى مذبحة منحطة، اغتالوا الصبية ياسمين وأمها فى نسف سنترال 6 أكتوبر باعتباره هدفا حربيا!! وضعوا القنابل فى محطات المترو على أساس أن الركاب مجرد كافرين فى مجتمع جاهلى!! زرعوا المتفجرات أمام «الاتحادية» فى يوم كان مقررًا أن تحتشد فيه الجماهير لتحتفل بسقوط الفاشية فى 30 يونيو. ماذا يعنى كل ذلك؟ يعنى أننا أمام عصابة وصلت إلى مرحلة اليأس المجنون، ولذلك ستواصل ارتكاب جرائمها متصورة أنها يمكن أن تكسب -بهذه الأعمال الوضيعة- صراعًا ضد شعب بأكمله ودولة بكل مؤسساتها، مهما كان الدعم الذى يتلقونه من أعداء مصر الرافضين لنهوضها واستعادتها مكانتها ودورها فى المنطقة. ويعنى أيضًا أن ما يحدث عندنا ليس منفصلاً عما يحدث فى باقى المنطقة، وأن ما يفعله «إخوان الإرهاب» هنا ليس بعيدًا عن نشاط باقى جماعات الإرهاب.. بدءًا من «القاعدة وداعش فى العراق وسوريا»، وحتى الجماعات التى تختفى وراء لافتات متعددة من الصومال إلى ليبيا، والتى حاولت أن تجد لها موقعًا فى سيناء، وما زالت تحاول رغم الضربات القاصمة التى تتلقاها. ما يحدث من «إخوان الإرهاب» فى مصر، ومن حلفائهم فى المنطقة، يفرض علينا أن نتعامل مع الخطر بكل حسم وبلا أى تفكير فى المهادنة، لقد أنقذنا مصر قبل عام من كارثة محققة، ولا ينبغى مطلقًا أن نفرط فى ما حققناه، هذا يستدعى تعزيز وحدتنا الوطنية بكل السبل، ولعل «إخوان الإرهاب» بما يرتكبونه من جرائم منحطة يساعدوننا فى ذلك. إنهم يتصورون، كما تصوروا وهم يهددوننا من أعلى منصة رابعة، أنهم سيخيفون الناس بجرائمهم التى أصبحت توجه ضد المدنيين، بينما هم لا يفعلون إلا ما يزيد الكراهية لهم والرغبة فى القصاص منهم. ورغم كل ما يرتكبونه من جرائم، فكم كان الله رحيمًا بمصر حين نصر شعبها، وحين انحاز جيشها لإرادة الشعب، ليتم إنقاذ الوطن من هذه العصابة التى تاجرت بالدين وخانت الوطن.