فى مارس الماضى افتتحت شركة «أفلام مصر العالمية» مشروع سينما «زاوية» تحت إدارة المخرجة المنتجة ماريان خورى، بعد نجاح أسابيع بانوراما الأفلام الأوروبية التى تقام سنويا منذ عام 2004، فكانت الفكرة البديلة هى تخصيص دار عرض وسط البلد كمقر دائم لتقديم مختارات بديلة من الأفلام المصرية، خصوصا المستقلة، والعربية والأوروبية ومن أنحاء العالم، المحرومة من فرصة العروض التجارية، فتفتح بذلك نافذة تكاد تكون مغلقة فى الماضى لهذه الأفلام وللجمهور المصرى. على هامش اختيار فيلم جديد أسبوعيا، يتم تقديم فاعليات خاصة مثل ندوات حول الأفلام المعروضة. من طموحات المشروع إقامة ورش عمل سينمائية ودمج التعليم مع الترفيه من خلال برنامج «التعليم والسينما»، بالتعاون مع المدارس والجامعات المصرية لنشر التعليم من خلال السينما، وذلك لمساعدة الأجيال الشابة فى تطوير الحاسة النقدية والفنية والتحليلية لديهم. من الطبيعى أن تخصص «زاوية» أسبوعا كاملا لأفلام المخرج الراحل يوسف شاهين، الأب الروحى للشركة الأم، وحُسن اختيار أفلامه «باب الحديد» و«العصفور» و«إسكندريه ليه؟» و«حدوتة مصرية» و«اليوم السادس» و«إسكندرية كمان وكمان»، 6 أفلام تتيح الفرصة لجيل لم يكتشفها بعد وأجيال تعيد تقييمها. أثارنى وهزنى ما كتبه السيد/ عبد الوهاب أحمد شوقى على «فيسبوك»: «بالأمس كانت ليلة عظيمة، عرض فيلم (إسكندرية ليه). الحدث الأهم كان حضور معشوق شاهين، الموهبة الأسطورية محسن محيى الدين، شاهين كان حاضرا الفيلم، كان مبسوط إنه فيلمه معروض فى السينما بعد 36 سنة بتذاكر وكومبليه، والناس قاعدة على الأرض، اللقطة الوحيدة اللى بيظهر فيها شاهين نفسه فى «إسكندرية ليه» قوبلت بتصفيق حاد مننا كلنا، مؤكد أن شاهين كان قاعد فى آخر كرسى فى القاعة بيبكى، وهو بيسمع كلام محسن بعد العرض ممتلئ بالحب والرحمة تجاهه، ومؤكد أنه قبل اعتذاره، بعد 28 سنة انتظر فيها شاهين اعتذارا من المعشوق ولو بنظرة، أو على الأقل سحب الكلمة التى أدمت قلب شاهين، حين أكد له أنه لن يسير فى جنازته». أتمنى أن تخصص «زاوية» فى المستقبل أسبوعا آخر ليوسف شاهين تعرض فيه بعض الأفلام ما قبل «باب الحديد» لنعيد اكتشافها مثل أوائل أفلامه «بابا أمين» و«ابن النيل» و«صراع فى الوادى» و«صراع فى النيل» و«انت حبيبى»، أفلام ربما التليفزيون استهلكها بما فيه الكفاية، لكن أن نشاهدها على الشاشة الكبيرة شىء آخر.