خالد فهمى: مشكلة الطاقة السبب الرئيسى.. وفكرتى إنشاء شبكة لجمع قش الأرز 15 عامًا كاملة مرت على مصر لم يتمكن خلالها كل وزراء البيئة من وضع حل لأزمة السحابة السوداء، ففى أكتوبر عام 1999 بدأت الحكومة معركتها الأولى مع الأزمة، لكنها لم تتمكن من القضاء عليها حتى الآن، ولم تستطع أى حكومة من الحكومات المتعاقبة إيجاد أى وسيلة فعالة لمواجهة المخاطر الناتجة عن تلك السحابة. الدكتور خالد فهمى، وزير الدولة لشؤون البيئة، قرر الرد على كل الاتهامات الموجهة إلى الوزارة فى هذه المسألة. إلى نص الحوار.. ■ كيف ترى مشكلة السحابة السوداء؟ وما سبل مواجهتها فى رأيك؟ - فى البداية أرفض التعاون مع الفلاح لشراء قش الأرز، وكل ما تردد على لسانى فى هذا الأمر هو كلام مغلوط، لا علاقة له بالواقع، وتحركاتى متواصلة لوضع حد للأزمة، إذ توجهت إلى محافظة الشرقية، لمناقشة مشروع إنشاء محطات لتجميع قش الأرز، وقد حظى هذا الاقتراح بترحيب من كل الأطراف، لذا سيتم إنشاء شبكة لجمع قش الأرز، يقوم بتشغيلها الشباب، إذ لا توجد شبكة للجمع حتى الآن، وأتعهد بالقضاء على السحابة السوداء خلال عام واحد من الآن. ■ برأيك ما الأسباب التى أدت إلى ضعف مواجهة الحكومة السحابة السوداء؟ - بكل تأكيد الطاقة «غالية»، والصناعات تلجأ الآن إلى الطاقة الرخيصة، إذ لا يوجد مازوت، كما يعد استخدام الفحم أفضل حل بديل، إلى جانب أن هناك مصانع استبدلت طاقتها بطاقة أخرى أكثر تلوثا، مثل استخدام الكاوتش وغيره، إضافة إلى الأزمات المرورية، وعوادم السيارات، ففى العام الماضى كان هناك حظر تجوال، وبالتالى كانت انبعاثات عوادم السيارات أقل، ولهذا نعمل مع وزارة الداخلية على تكثيف الحملات المرورية على السيارات للحد من العوادم. ■ لماذا لا توجد حلول سريعة للقضاء على السحابة السوداء؟ - يجب أن يكون لدى الجميع علم بأن الهيكل الزراعى فى مصر مختلط ومعقد، فالفلاح يحاول طيلة الوقت التخلص من قش الأرز، وأعتقد أن إنشاء شبكة محطات صغيرة للتجميع والكبس هو الحل الأمثل لعدم استغلال قش الأرز فى الصناعات مباشرة. ■ وكيف تتم هذه الطريقة؟ - محطات التجميع الصغيرة ستتعامل مع محطات وسيطة، وبدلا من عودة محطات الأسمنت فارغة ستحصل على قش الأرز، وتقوم بمعالجته وإدخاله فى صناعة الأسمنت، كما سنتفق مع شركات الأسمنت من أجل إتمام المهمة. ■ وما أسباب استخدام قش الأرز فى الصناعات المباشرة؟ - أزمة الطاقة ورفع الدعم وراء دخول قش الأرز كمصدر للطاقة، وأعمل جاهدا لتصميم نظام متكامل لإزاحة السحابة السوداء، وما يشغلنى ليس فقط القضاء على السحابة السوداء، لكن توفير فرص عمل للشباب من خلال النظام، الذى نسعى لتأسيسه، إذ من السهل إعطاء 100 جنيه للمزارع للطن الواحد مقابل النقل والكبس، لكننى أنظر إلى مصلحة الشباب. ■ حدثنا عن الخطة التى وضعتها؟ - وضعت نظاما متكاملا للتخلص من جميع المخلفات الزراعية، إذ إننى لا أنظر إلى موسم الأرز فقط، لكن أحاول استغلال الذرة والقطن، والتخلص من 35 مليون طن مخلفات زراعية من خلال النظام الجديد، ويوجد تقبل لفكرة التجميع، حيث تمت مطالبتنا بتوفير المكابس، وهناك ترحيب شديد بالنظام الجديد، كما أننا نقوم الآن بالدخول فى اتفاق مع الصندوق الاجتماعى. ■ وهل توجد معوقات أمامكم؟ - المعوقات لن تنتهى، لكن أتعهد بوضع نهاية للسحابة السوداء خلال عام من الآن، فأنا أعمل على خلق سوق منظمة لقش الأرز، كما أُجرى لقاءات ميدانية، وفى الوقت نفسه تواصلت مع وزير التموين للعمل على استخدام صوامع القمح لتجميع قش الأرز. ■ ما ردك على الهجوم، الذى تتعرض له نتيجة عدم القدرة على مواجهة السحابة السوداء؟ - بالطبع أشعر بدهشة من الهجوم الشديد دون سبب مقنع، لكننى فى النهاية أحترم كل الآراء، و«خلى اللى يتكلم يتكلم»، لكن أذكر هؤلاء بأننى قمت بإيقاف 8 خطوط إنتاج للأسمنت، لحماية المناطق السكنية، ولم يتحدث أحد عن الإيجابيات، التى قمت بها، ولا أنتظر ذلك من أى شخص. ■ ترى أن بإمكانك القضاء على السحابة السوداء فى عام واحد، فكيف فشلت الحكومات المتعاقبة خلال ال15 عاما السابقة فى وضع نهاية حقيقية لها؟ - مشكلة مثل السحابة السوداء هى من ضمن المشكلات المتراكمة التى بدأت من 40 عاما، ولا يمكن وضع نهاية لها مرة واحدة.