أعد الملف: أحمد الريدي ومحمد شميس فى الثالث والعشرين من شهر يوليو عام 1967 كان عبد الباسط عبد العزيز رئيس الإنشاءات البحرية وبناء السفن بشركة قناة السويس فى زيارة إلى مهرجان يحضره محافظ بورسعيد، فاصطحب معه نجله «عمرو» الذى كان قد أتم ست سنوات وقتها، وكانت موهبته فى الغناء التى ورثها عن والده قد بدأت فى الظهور، ليقدم فى الإذاعة المحلية النشيد الوطنى، ما جعل الطفل يحصل على أول جائزة فى حياته، وهى «جيتار» قدمه له محافظ بورسعيد، بعدما أعجب بصوته. ويبدو أنها كانت الإشارة لذلك الطفل الصغير بأن الجائزة لن تكون الأولى والأخيرة، بل هى خطوة الانطلاق للطفل الذى صار فيما بعد أسطورة الغناء عمرو دياب الملقب بالهضبة، والذى يتم فى الحادى عشر من الشهر الجارى عامه الثالث والخمسين. دولاب إنجازات «الهضبة» فى عام 1988 تسبب ألبوم «مَيّال» فى حصد الشاب الواعد عمرو دياب لجائزة أفضل مطرب فى الوطن العربى، ليفاجأ عام 1989 باختيار أغنيته «مَيّال» ضمن أفضل 50 أغنية على مستوى العالم. أما الأسطوانة البلاتينية فقد حصدها الفنان القادم بسرعة الصاروخ، للمرة الأولى فى عام 1990 عن ألبوم «متخافيش»، وعاد وحصل عليها مرة أخرى فى عام 1991 عن ألبوم «حبيبى» الذى حصد أيضا الأسطوانة الذهبية. ويبدو أن النجم الذى كتب اسمه بحروف لامعة صار على موعد مع الأسطوانة البلاتينية، بعدما حصدها للمرة الثالثة فى عام 1992 عن ألبوم «أيامنا»، وكذلك للمرة الرابعة فى العام الذى يليه عن ألبوم «يا عمرنا»، بينما اكتفى فى عام 1995 بجائزتى أحسن مطرب وأحسن أغنية من إذاعة الشرق الأوسط. عام 1996 كان النجم المصرى عمرو دياب هو أول مطرب عربى يرشح لجائزة «جرامى أوورد» عن ألبومه «يا نور العين»، ولكنه لم يحصل عليها، بينما حصدت أغنية «نور العين» جائزة أفضل أغنية من إذاعة الشرق الأوسط، ونال دياب جائزة تقديرية من الأكاديمية البحرية بالإسكندرية، وكذلك جائزة أوسكار الحلم العربى. وفى نفس العام صار هو أول مطرب عربى يحصل على جائزة «الميوزيك أوورد»، حيث سبق أن فاز بها قبله الشاب خالد، ولكن جنسيته الفرنسية منعته من أن يصنف كعربى حينما حصل على الجائزة. وفى الدورة الأولى لمهرجان أبو ظبى الأول للموسيقى العربية بالإمارات عام 1997، حصل دياب على جائزة أفضل مطرب، كما نالت أغنية «نور العين» جائزة أفضل أغنية. وفى عام 1998 عاد الهضبة للحصول على الأسطوانة البلاتينية مرة أخرى وذلك عن ألبوم «نور العين»، بينما منحه استفتاء إذاعة الشرق الأوسط جائزة أفضل مطرب عن ألبوم «قمرين» فى عام 1999، كما رشح فى العام نفسه لجائزة «جرامى أوورد» بأغنية «تملى معاك» كأفضل أغنية. مطلع الألفية الثالثة كان موعدا لحصول كليب «تملى معاك» على جائزة الأفضل من قبل استفتاء إذاعة الشرق الأوسط، كما نال الهضبة لقب المطرب الأفضل، بينما كانت جائزة «ميوزيك أوورد» من نصيبه فى عام 2001 عن ألبوم «أنا أكتر واحد بيحبك». فى عام 2003 منحت قناة النيل الفضائية الهضبة عمرو دياب لقب المطرب الأفضل، وكذلك الكليب الخاص بأغنية «أنا عايش»، وفى العام التالى كان ألبوم «ليلى نهارى» هو الأفضل وفقا لإذاعة «نجوم FM» التى منحت الهضبة لقب أفضل مطرب. وعادت قناة «النيل» مرة أخرى فى عام 2005 لتهدى دياب جائزة أفضل مطرب، عن ألبوم «كمّل كلامك» الذى نال جائزة أفضل ألبوم، وكذلك أغنية «ومالُه» التى كانت أفضل أغنية. وفى عام 2007 حصد ألبوم «الليلادى» جائزة «الميوزيك أوورد»، كما نال عمرو دياب جائزة أفضل مطرب فى العالم العربى، والتى قدمتها له قناة «العربية»، كما تمت دعوته فى عام 2008 لحضور حفل توزيع جوائز «وورلد ميوزيك أوورد» بعدما حصل على الجائزة أكثر من مرة. الهضبة كان أفضل مطرب فى إفريقيا عام 2009، بعدما حصد جائزة «أفريكان ميوزيك أوورد»، كما حصلت أغنية «ويّاه» على لقب أفضل أغنية، وكذلك أفضل فيديو كليب، كما حصل على جائزة «البيج أبل ميوزيك أوورد». قبل أربع سنوات كان عمرو دياب هو أفضل مطرب فى شمال إفريقيا، حسب الجائزة التى منحت له، بينما استطاعت أغنية «أصلها بتفرق» أن تحصل على لقب أفضل أغنية أجنبية فى إسبانيا فى عام 2011، وبعدها بعام نال الهضبة جائزة الشرف للموسيقى العالمية ببرلين. وفى العام الجارى حصل ألبوم «الليلة» على «الميوزيك أوورد»، ونال عمرو دياب عنه ثلاث جوائز هى أفضل مطرب عربى وأفضل مطرب مصرى وأفضل مبيعات فى الشرق الأوسط. (ع د).. الماركة المسجلة للنجاح فى السنوات الأخيرة اعتمد عمرو دياب حرفى «ع د» كعلامة تجارية وفنية له، خصوصا أنهما يشيران إلى اسمه، ولكن الغريب هو ما حدث فى آخر أربعة ألبومات قدمها الهضبة، خصوصا أن الأغنية الأخيرة من كل ألبوم كانت تحتوى على حرفى «ع د» فى اسمها، وهو ما يطرح التساؤل حول اعتماد دياب لحروف اسمه كعلامة مميزة فى ختام ألبوماته. ففى عام 2009 قدم الهضبة ألبوم «وياه» الذى كان للموزع الموسيقى حسن الشافعى النصيب فى توزيعه بأكمله، وكانت أغنية «بعدت ليه» التى كتبها هانى عبد الكريم ولحنها خالد عز هى آخر ما احتوى عليه الألبوم، ليأتى بعد ذلك عام 2011 حاملا معه الألبوم الجديد للهضبة، وهو ألبوم «بناديك تعالى»، الذى كانت آخر أغنية فيه هى «تجربة وعدت» التى كتبها الراحل مجدى النجار ولحنها عمرو دياب بنفسه، وحملت الأغنية الأخيرة أيضا نفس الحرفين. قد يبدو الأمر مجرد صدفة، إلا أن ألبوم «الليلة» الذى طرح عام 2013 كان يؤكد هذه الصدفة، حيث جاءت الأغنية الأخيرة فيه تحمل نفس الحرفين، وهى أغنية «عدت الأيام» التى كتبها أيضا مجدى النجار، ليزيد الألبوم الأخير «شفت الأيام» هذه الاحتمالية، حيث كانت الأغنية الأخيرة فيه هى «أهو ليل وعدى» التى كتب كلماتها مجدى النجار أيضا، ومن ألحان خليل مصطفى الذى قام أيضا بتلحين أغنية «عدت الأيام». دياب.. بكل لغات العالم أسطورة عمرو دياب الغنائية لم تكن داخل الوطن العربى فقط، بل إن أعماله تعدت نطاق المحلية إلى العالمية، وهو ما جعل عديدا من النسخ الأجنبية تنطلق لعدد من أغنياته، حيث ترجمت 45 أغنية للهضبة خارج حدود الوطن العربى، وهى: (ونندم- متخافيش- عندك حق- ويلومونى- نور العين- مش هاضعف- عودونى- كل الكلام- أنا مهما كبرت صغير- قمرين- أنا بحبك أكتر- إليوس- تملى معاك- العالم الله- قلبى اختارك- باعترف- أعمل إيه- وهى عاملة إيه- أكتر واحد- ولا على باله- يا حبيبى لا- علم قلبى- أنا عايش- إنت مقولتش- ليلى نهارى- خلينا نشوفك- وحشتينى- تنسى واحدة- إلا هى- خد قلبى معاه- يدق الباب- قصاد عينى- ريحة الحبايب- ومالُه- الله لا يحرمنى منك- بتخبى ليه- معاك بجد- وحكايتك إيه- نقول إيه- خليك معايا- روحى مرتحالك- وياه- إلا حبيبى- عينى وأنا شايفه). وتم ترجمة الأغانى إلى 23 لغة، من بينها الإنجليزية، الصربية، التركية، البلغارية، الإسبانية، اليونانية، الروسية، الفارسية، لتقدم الأغنيات فى 177 نسخة، لتتصدر أغنية «تملى معاك» القائمة ب36 نسخة، أما المرتبة الثانية فكانت من نصيب أغنية «نور العين» التى قدم منها 26 نسخة، وب14 نسخة كانت أغنية «قصاد عينى»، كما قدمت أغنية «العالم الله» ب11 نسخة. مكتشف المواهب لم يعد الهضبة فى السنوات الأخيرة بحاجة إلى إبراز موهبته، بل صار هو مكتشف المواهب وراعيها، حيث يعتمد على منح الفرصة للمواهب الشابة فى التأليف والتلحين والتوزيع، حتى تصبح تلك المواهب أسماء لامعة فيما بعد. فالملحن عمرو مصطفى هو واحد ممن منحهم عمرو دياب الفرصة، حينما كان فى الجامعة حيث قام بتلحين أغنية «خليك فاكرنى» التى أحدثت صدى واسعا، ليتعاونا فى ما بعد بعدد من الأغنيات، أبرزها «ليلى نهارى»، «العالم الله»، «وماله»، «أكتر واحد بيحبك»، «وياه»، لصبح بعدها عمرو مصطفى من أهم الملحنين الشباب فى مصر. الشاعر أيمن بهجت قمر هو واحد ممن تعاونوا مع الهضبة، حيث قدم له أغنية «ولسه بتحبه يا قلبى» فى أول تعاون بينهما، ومن بعدها جاءت شهرة قمر فى التأليف، وقدم لدياب عديدا من الأغنيات أبرزها «أيام وبنعيشها»، «الليلادى»، «يهمك فى إيه»، «أكتر واحد بيحبك»، «كان طيّب». وكذلك كان حسن الشافعى الموزع الشاب واحدا ممن عملوا مع الهضبة فى ألبوم «الليلادى» حيث قام بتوزيع الألبوم إلى جوار فهد، ثم قام بعدها بتوزيع ألبوم «وياه» الذى حصد جائزة «أفريكان ميوزيك أوورد»، وصار الشافعى فى الوقت الحالى واحدا من أهم الموزعين الموسيقيين، وبات أحد أعضاء لجنة تحكيم برنامج المواهب «Arab Idol». وعقب عودة الموزع عادل حقى من إسبانيا، تعاون مع عمرو دياب فى ألبوم «كمّل كلامك»، وقام بتوزيع عدد من الأغنيات، ليقوم بعدها بتوزيع ألبوم كامل هو «بناديك تعالى»، وكذلك توزيع نصف ألبوم «الليلة»، وكذلك نصف الألبوم الأحدث «شفت الأيام». ولم يكن غريبا أن يسند الهضبة مهمة كتابة ثمانى أغنيات من ألبومه الجديد «شفت الأيام» لتامر حسين، خصوصا أنه منحه الفرصة فى ألبوم «وياه»، وبعدها قدم له 5 أغنيات فى ألبوم «بناديك تعالى»، ثم كتب 7 أغنيات فى ألبوم «الليلة»، ليكون صاحب نصيب الأسد فى الألبوم الأخير، بعدما منحه دياب الفرصة كاملة، وأعرب عن ثقته فى موهبته.
