أكد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح خلال اليوم الأول من زيارته لشمال سيناء على أن دور رئيس الجمهورية القادم يجب أن يتضمّن الإهتمام بهذه المحافظة ومكافحة بطالة أهلها، الذين عانوا من التهميش والظلم والفساد طوال حكم النظام البائد، ويجب على الحكومة القادمة إنشاء مشروعات كبرى تقوم بتعمير وتطوير سيناء لتتكامل نهضة الوطن في جميع أنحاءه. وأضاف أبوالفتوح أثناء لقاءه بمشايخ ووجهاء القبائل والعائلات بديوان القرية الرائدة بالحسنة في وسط سيناء أن مشروع تعمير سيناء من خلال إنشاء تجمعات صناعية والإهتمام بالسياحة وتشغيل الأيدي العاملة أحد أهم ملفات الأمن القومي التي تمس مصر داخليا وخارجيا، فأهل سيناء مشهود لهم بدورهم الوطني في مقاومة الإحتلال الصهيوني ولا يجب على أحد أن يشكك في وطنيتهم، قائلا: «إن برنامجي الإنتخابي ومشروعنا الوطني الذي نسعى لتحقيقه يشمل جزءا كبيرا خاصا بسيناء ومشاريع تطويرها وآليات تنفيذها ونهضتها، وسنعمل على ذلك إن كنا داخل السلطة أو خارجها، لأن ذلك حق أهلنا علينا». ولاقى أبوالفتوح ترحيبا شديدا من أهالي القبائل والعائلات في وسط سيناء، حيث خرجوا لإستقباله تأكيدا منهم على مشاركته من أجل نهضة شبه جزيرة سيناء بسواعدهم. ثم توجه أبوالفتوح إلى زيارة الحاجة «فرحانة حسين سلامة» إحدى مجاهدات سيناء ضد الإحتلال الصهيوني، والتي اشتهرت ببطولاتها العسكرية والإستخباراتية المتميزة فقامت القوات المسلحة بتكريمها على إثر ذلك أكثر من مرة، إلا أنه أعرب عن إستياءه الشديد من الظروف الإقتصادية والصحية بالغة السوء التي تعيشها، منددا بالإهمال والبيروقراطية العسكرية في رعايتها الصحية التي تعاني منها، الأمر الذي يعيد إلى ذاكرتنا ممارسة النظام الفاسد المخلوع لسياسة التهميش ضد أهالي سيناء، قائلا: «كيف يظل أهلنا في سيناء يعانون من الإهمال والظروف السيئة على الرغم من قيامنا بالثورة لأجل كرامة الإنسان المصري؟!». واختتم أبوالفتوح يومه الأول في محافظة شمال سيناء بمؤتمر جماهيري حاشد بمدخل مدينة الشيخ زويد إلتقى فيه أهالي القبائل والعائلات من مناطق حدودية مختلفة، شدد فيه على سرعة تسليم المجلس العسكري للسلطة وإنتخاب رئيس مدني توافقي فور الإنتهاء من إنتخابات الشورى، حيث أن المجلس العسكري لا مكان له في الحياة السياسية لأنه أثبت فشله في إدارة المرحلة الإنتقالية ووجب رجوعه الفوري إلى ثكناته حفاظاً على مكانته لدى الشعب، مشيراً إلى أن ما نعانيه من عدم إستقرار سياسي وإقتصادي وتدهور الوضع الأمني في مصر سببه تخبط واضح في إدارة العسكري للسلطة وستعود الأوضاع أدراجها بعد تسليم العسكر السلطة للمدنيين. ويرى أبوالفتوح أن على الدولة وضع خطة تنموية للتوسع في الخدمات الصحية والتعليمية ببناء نظام تأمين صحي جيد وإنشاء مدارس متطورة يتم توفيرهما مجانا لأهل سيناء خاصة والمصريين بصفة عامة، كما يجب الإهتمام بالسياحة كمشروع حيوي يزدهر أكثر في شبه جزيرة سيناء حيث أنها تمتلك مقومات وعوامل جذب السياح من شتى بقاع الأرض، مشيرا إلى أنه يجب ألا نغفل الحفاظ على البيئة في سيناء أثناء بناءنا للمشاريع الصناعية. وتابع قائلا: «يجب أن يعاد توزيع موازنة الدولة على كل المحافظات وتستأثر القاهرة ب 80% من الخدمات ودون تمييز بين أبناء الوطن الواحد، فمن حق أهل سيناء أن يتملكوا أراضهم كمصريين فهم أولى الناس بها وبطبيعتها، وعلينا أن نفعل مبدأ المواطنة أساس الحقوق والواجبات».