ودع الإعلامي يسري فودة مشاهديه في آخر حلقات برنامجه «آخر كلام»، بعد 5 سنوات متواصلة قدم فيها البرنامج على فضائية «أون تي في»، وبدأ يسري مقدمة برنامجه بأبيات من الشعر أختتمها بالبيت «وما كان اختيارك يا فتيّاً سوى غضبٍ أذاب عليك دينهْ: لأنْ تبقى على الذكرى عيوناً و لا تبقى نبياً في مدينةْ». وقال فودة خلال مقدمة الحلقة الأخيرة من برنامجه، مساء أمس الخميس: «كانت قناة (أون تي في) تحبو واعدةً عندما انطلقت أول حلقة من هذا البرنامج عام ألفين وتسعة في ذكرى عزيزةٍ على قلوبنا جميعاً، ذكرى حرب أكتوبر المجيدة». وأضاف «خمس سنواتٍ بالتمام والكمال عشنا فيها آلام وطن كبير وآلامه، حاولنا في خلالها جاهدين أن يكون ولاؤنا دائماً للحق وللحقيقة من منظورك أنت لا من منظور سلطةٍ و لا جاهٍ و لا مال. آمنا بأن طريقنا إلى احترام أذهانكم هو المعلومة المجردة و الرقابة على السلطة، أي سلطةٍ من أي نوع، بكل جرأةٍ و بكل احترام في آنٍ معاً». وأقر فودة بأنه أخطأ أحيانًا، قائلًا: «أخطأنا أحياناً؟ نعم، و جل من لا يخطئ، لكننا نحمد الله أن ثبّت على الحق خطانا حين كان لقولة الحق ثمن، ونحمده أن ألهمنا مرجعية الضمير والوطن، و نحمده من بعد ذلك أن سخّر منا جسراً لمن اجتهد، و ملجأً لمن ظُلم، و منبراً لمن لم يكن لديه منبر.تقاسمنا معكم لحظاتٍ من أصعب اللحظات ومن أجمل اللحظات في آنٍ معاً، و لا نمن على أحد بأننا تحمّلنا في لحظاتٍ ما لا طاقةَ لنا به». ووجه فودة الشكر في نهاية المقدمة لجمهور البرنامج ومتابعيه، وطلب منهم التماس العذر له إذا كان دون مستوى توقعاتهم في بعض الأحيان، قائلًا: «الآن يستريح هذا البرنامج بين أيديكم و بين أيدي قطعة غالية من تاريخ هذا الوطن ومن مسيرة الإعلام في هذا الوطن. اسمحوا لي في هذه المناسبة أن أشكركم على وقتكم وعلى ثقتكم، وأن ألتمس العذر من كل من وجدنا في أي لحظة دون مستوى توقعاته. إرضاء الناس، كل الناس، غايةٌ من المستحيل، واحترامنا لكل عادلٍ محبٍّ لهذا الوطن مؤمنٍ بدولة القانون لا يمكن أن يتأثر باختلافٍ في الرأي و لا يمكن أن يتبدل».