نقلا عن موقع عرب 48، اعلن غينادي غاتيلوف -نائب وزير الخارجية الروسي- في تصريح لوكالة «انترفاكس» الروسية أمس الاثنين أن روسيا لا تنوي الدخول في مساومات مع الغرب أو أي طرف آخر بشأن مشروع قرار مجلس الأمن الدولي حول سوريا. وقد قال غاتيلوف تعليقا على المعلومات التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام الغربية حول احتمال مراعاة المطالب الروسية بشأن تعديل المشروع في حال التأكد من أن روسيا ستمتنع عن التصويت، قال انه «ليس من ممارساتنا السياسية المساومة حول القضايا المبدئية». واضاف نائب الوزير قوله: «نحن لا نساوم، بل نسعى إلى مراعاة مواقفنا ورؤيتنا التي تبلورت على اساس معرفتنا للحقائق الإقليمية والخبرة التاريخية، وتدل هذه الخبرة على أن محاولات تصدير اساليب التسوية وفرض الرؤية المعينة على أطراف النزاع تؤدي إلى زعزعة الاستقرار وإراقة الدماء، ويؤيد موقفنا هذا الكثير من أعضاء مجلس الأمن الدولي». واستطرد غاتيلوف قائلا ان «روسيا لن تؤيد مشروع قرار إلا في حال تضمن المواقف المبدئية الروسية التي يشاطرها الكثير من الدول في العالم»، واضاف: «نحن نصر على ان يعكس أي قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن سورية مواقفنا الأساسية، وهي نبذ العنف مهما كان مصدره، ودعوة السلطات والمعارضة إلى الدخول في الحوار، وعدم جواز التدخل الخارجي باستخدام القوة في الشؤون الداخلية لسورية وعدم فرض العقوبات او التهديد بها». واشار الدبلوماسي الروسي إلى أن موقف روسيا فيما يخص استبعاد التدخل الخارجي يتعدى الإطار السوري. فلا يمكننا أن نوافق على ان يصبح «السيناريو الليبي» اساسا لحل النزاعات الداخلية في الدول، علما بان هذا السيناريو يعيد إلى الأذهان انتهاكات كثيرة للتفويض الذي منح بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي. واشار غاتيلوف الى ان «روسيا والصين كانتا قد صوتتا في شهر اكتوبر الماضي ضد مشروع القرار الذي عرضه الزملاء الغربيون على مجلس الأمن، والذي تضمن آلية غير مقبولة للتسوية»، مضيفا ان «المشروع الغربي الحالي ليس بعيدا عن السابق، وبالطبع لا يمكننا ان نؤيده». وقال نائب الوزير انه «حسب اعتقادنا فان مشروع القرار الذي اعدته الدول الغربية لا يمكن ان يكون اساسا مقبولا للتوصل إلى قواسم مشتركة في مجلس الأمن الدولي بشأن مجموعة من مسائل التسوية السورية»، ووصف الوثيقة بانها «غير متزنة» و«تترك النافذة مفتوحة للتدخل في الشؤون السورية». وقال نائب وزير الخارجية انه «تدور حول سوريا لعبة غير نزيهة، فيتم فرض عقوبات احادية الجانب دون التشاور مع روسيا، وبعد ذلك تراجع هذه الدول مجلس الأمن الدولي لنيل دعمه، وبالطبع نحن لا نستطيع تأييد مثل هذا الموقف». وتابع غاتيلوف قائلا: «نحن نسعى الى نشر تقرير بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في مجلس الأمن الدولي كوثيقة رسمية وترجمته إلى كافة لغات الأممالمتحدة، ويدور الحديث عن الوثيقة الأساسية التي تتضمن تقدير الوضع في سورية على أرض الواقع، ويجب ان يحصل المجلس على المعلومات بشكل مباشر وأن يعتمد على مصادر موضوعية». إلى ذلك وصل الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إلى نيويورك الاثنين، حيث من المقرر أن يطلع أعضاء مجلس الأمن على مهمة بعثة المراقبين، التي أوفدتها الجامعة إلى سوريا أواخر ديسمبر الماضي، والتي قررت الجامعة تعليق عملها مؤخرا، بعد تزايد أعمال العنف في مختلف المدن السورية. ومن المتوقع أن يلقي العربي، والذي يرافقه رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم آل ثاني، باعتباره رئيسا للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية، بيانا أمام مجلس الأمن اليوم الثلاثاء، في خطوة تهدف إلى حشد تأييد دولي للمبادرة العربية. من جهة أخرى من المقرر أن يلقي وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه كلمة أمام مجلس الأمن اليوم الثلاثاء، في محاولة لدفع القرار العربي الغربي بشأن سوريا، كما سيحضر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجلسة لدعم المشروع. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية إن جوبيه سيدعو مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته لمواجهة تفاقم «الجرائم ضد الإنسانية» التي يرتكبها النظام السوري. أما ديفيد كاميرون -المتحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني- فأعلنت أن هيغ يقصد نيويورك لتقديم الدعم للجامعة العربية وجهودها الرامية للتوصل إلى حل سلمي للأزمة الراهنة. وتدعو مسودة قرار صاغته كل من فرنسا وبريطانيا بالتشاور مع قطر والمغرب وأيضا ألمانيا والبرتغال والولايات المتحدة إلى «انتقال سياسي» في سوريا، ورغم أنها لا تدعو الأممالمتحدة لفرض عقوبات على دمشق، تقول إن مجلس الأمن قد يتخذ «إجراءات إضافية» إذا لم تلتزم سوريا ببنود القرار.