لا أجد وصفا مهذبا لما فعله اتحاد الكرة مع نادر السيد إلا أنه بجاحة تصل إلى حد الوقاحة وما يقوله المثل الشعبى: «تكلم الفاجرة تلهيك وتجيب اللى فيها فيك»، رغم قسوة المثل ووقاحته، لكنه الأكثر دقة فى التعبير عن الموقف، فنادر السيد فى قناة «الأهلى» طلب من الجماهير التى قامت باقتحام مباراة الإسماعيلى والمصرى التى أقيمت فى استاد الإسماعيلية من دون جمهور أن توجه غضبها إلى الجهة الصحيحة، وأن تذهب إلى اتحاد الكرة وتعبر عن رأيها، وهو ما أثار غضب عصابة الجبلاية، واعتبره سمير زاهر تحريضا على اقتحام الاتحاد وحرقه، وأعلن عبر المتحدث الرسمى للاتحاد أنه اتصل بوزيرى الداخلية والإعلام واشتكى لهما مما فعله الإعلامى، وطلبا منه أن يتقدم بشكوى رسمية -كما أعلن على سبيل الإرهاب- أنه سيتقدم ببلاغ رسمى إلى النائب العام ضد نادر السيد الذى ارتعب من التهديد، وخرج ينفى أنه حرض ضد الاتحاد، وأنه اتصل بزاهر وطلب منه التمهل وسماع نص ما قاله قبل أن يتخذ قراره. وإذا كان نادر السيد قد تراجع عما قاله أو حاول أن يخفف من الفكرة التى طرحها على الجماهير، فإننى أراها هى الأفضل والطريق الصواب للتخلص من اتحاد العار، فبدلا من أن تكتفى الجماهير باللافتات والاقتحامات للملاعب، وأن تبح حناجرها مع نظام يرفض أن يستمع لطلبها المشروع بإزاحة هذا الاتحاد الذى أفسد المناخ الكروى بسمعته السيئة، أن تذهب جماهير الأهلى والزمالك والإسماعيلى والمصرى وغيرها إلى اتحاد الكرة، لتتظاهر وتعتصم أمام مبنى الاتحاد، من أجل دفع النظام العسكرى الذى يحمى الفاسدين فى الجبلاية كى يحرِّك الجهات الرقابية والنيابة العامة والمجلس القومى للنوم فى العسل، لاتخاذ ما كان يجب أن يحدث منذ سقوط النظام، بإحالة جميع أعضاء اتحاد الكرة إلى التحقيق معهم فى المخالفات المالية الثابتة فى تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات وتقارير الرقابة الإدارية والشكاوى الموثقة المقدمة إلى النائب العام، التى لم يتم التحقيق فيها حتى الآن، لنفاجأ قبل أيام بخبر منشور على موقع اتحاد الكرة مفاده أن سمير زاهر قام بزيارة المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام، فى مكتبه زيارة ودية «يطمئن فيها سيادة النائب على صحة رئيس الاتحاد»، وهو خبر معناه -كما أفهم- أن نضرب رؤوسنا فى الحائط، فسيادة النائب صديق زاهر ولن يفعل شيئا، ورغم أننى أشك فى أن يكون ذلك هو السبب الحقيقى للزيارة، فإن ما يهمنى أن زاهر استخدم الزيارة كى يغيظنا ويبعث لنا برسالة تقول إن الجهة النيابية تحميه وتؤمن ظهره من الشكاوى المقدمة ضده على مخالفاته فى اتحاد الكرة وغيرها. إننا الآن أمام عناد من نظام يتشبث بالفاسدين ويرفض محاسبتهم ويعطيهم القوة للهجوم على من ينتقدونهم، والبجاحة، ليقدموا فيهم البلاغات إلى النائب العام، ويرهبوهم بعسكر وزارة الداخلية، وهو نفس ما كان يحدث فى عهد الرئيس مبارك. الفاسد هو الشريف العفيف النظيف الذى يحب البلد، والناقد والمعترض هو اللص المأجور المرتشى المدفوع لزعزعة الاستقرار والأمن. فالجماهير التى تطالب باتحاد نظيف ومسابقة محترمة ونظام عادل وحكام منصفين هى الفئة المندسة التى تشعل الشماريخ وتعتدى على الأمن وتقتحم الملاعب ويقبض عليها وتلقى فى السجون، أما الذين ينهبون المال العام فى مناقصات الأمر المباشر للملابس وحقوق الرعاية ومباريات قطر وتهريب السيجار والاستيلاء على ملابس وأحذية المنتخبات، ويفسدون المسابقة بنقل تبعية إقامتها ومواعيدها إلى مديريات الأمن، فهؤلاء هم الشرفاء الطلقاء الأحرار الذين يحميهم النظام. من هنا فى ظل تواطؤ الحكومة وتلكؤ المجلس العسكرى القائم بأعمال رئيس الجمهورية فى المرحلة الانتقالية، فإننى أدعو الجماهير إلى أن تتوحد على كلمة واحدة، وتذهب تحرر اتحاد الكرة (سلميا) من قبضة العصابة التى تحكمه.